خامنئي يريد إخفاء تضرر إيران اقتصاديا من العقوبات الأميركية

الزعيم الأعلى الإيراني يعلن أن مشكلات بلاده الاقتصادية ناجمة عن سوء الإدارة داخليا وليس فقط عن الضغوطات الأميركية.
خامنئي يستبعد أي مواجهة عسكرية مع أمريكا
خامنئي يحظر إجراء أي محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة
إيران تخفض أسعار مبيعاتها من النفط والغاز لعملاء أسيويين

طهران - أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي الاثنين أن مشكلات بلاده الاقتصادية ناجمة عن سوء الإدارة داخليا وليس فقط عن الضغوطات الأميركية.

وذكر التلفزيون الإيراني إن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي حظر إجراء أي محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة رافضا بذلك عرضا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي لإجراء محادثات مع طهران دون شروط مسبقة.

ونقل التلفزيون عن خامنئي قوله "أحظر عقد أي محادثات مع أميركا... أميركا لن تفي أبدا بتعهداتها في المحادثات... إنها لا تقدم سوى كلمات جوفاء...".

وقال "في الفترة الأخيرة كان المسؤولون الأميركيون يتحدثون بشكل فج عن إيران... يتحدثون عن حرب وعن مفاوضات... يبالغون في احتمال نشوب حرب مع إيران. لن تكون هناك حرب... لم نبدأ حروبا قط وهم لن يواجهوا إيران عسكريا".

وقال خامنئي في خطاب ألقاه في طهران إن "خبراء الاقتصاد والعديد من المسؤولين يعتقدون أن سبب هذه المشكلة ليس خارجيا بل هو داخلي. لا يعني ذلك أن لا تأثير للعقوبات، لكن العامل الرئيسي يكمن في كيفية تعاطينا معها"، وفق تصريحات نشرت على صفحته الرسمية في موقع "تويتر".

وأشار بالتحديد إلى انهيار الريال الإيراني الذي فقد نحو نصف قيمته منذ نيسان/ابريل.

وأضاف "إذا تحسن اداؤنا وأصبح أكثر حكمة وفعالية وفي وقته المناسب، لن يكون للعقوبات هذا القدر من التأثير، لأمكن مقاومتها". ولم يتم بث الخطاب فورا عبر التلفاز.

وشهدت البلاد تظاهرات وإضرابات واسعة خلال الأسابيع الأخيرة احتجاجا على ارتفاع الأسعار والبطالة وطريقة إدارة الاقتصاد.

ويشير محللون إلى أن مواقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال إيران بما في ذلك انسحابه من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وإعادة فرض العقوبات ساهمت في تدهور سعر صرف الريال.

لكن كثيرين يؤكدون أن واشنطن لم تفعل غير مفاقمة المشكلات القائمة أصلا في إيران في وقت ازداد الضغط من داخل النظام على الرئيس حسن روحاني لتحسين إدارته للاقتصاد ومعالجة الفساد.

العقوبات تعصف بالريال الايراني

وخفّضت إيران أسعار مبيعاتها من النفط والغاز لعملاء أسيويين في وقت تستعد البلاد لعودة العقوبات الأميركية، بحسب ما أفادت الاثنين وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا".

وامتنع "مصدر مطّلع" في وزارة النفط الإيرانية عن اعطاء أي تفاصيل حول نسبة التخفيض، لكنه سعى للتقليل من أهمية الخطوة وحصرها في إطار الممارسات الشائعة في القطاع النفطي.

وقال المصدر للوكالة الإيرانية إن "منح الخصومات للزبائن جزء من جوهر السوق العالمي، يقوم به جميع مصدري النفط".

والجمعة أفادت وكالة "بلومبرغ" أن الشركة الوطنية الإيرانية للنفط خفّضت الأسعار الرسمية لمبيعاتها إلى آسيا لشهر أيلول/سبتمبر المقبل إلى أدنى مستوياتها منذ 14 عاما، مقارنة مع الخام السعودي.

وتسعى الولايات المتحدة إلى حظر الصادرات النفطية الإيرانية اعتبارا من 5 تشرين الثاني/نوفمبر عندما تدخل الدفعة الثانية من العقوبات حيز التنفيذ، وذلك في اطار انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم بين ايران والدول الكبرى.

وترفض كبرى الجهات المستوردة للنفط الإيراني، ولا سيما الصين والهند اللتان تستوردان قرابة نصف صادرات إيران من الخام، تقليص حجم مشترياتها منها.

لكن خبراء يتوقعون تراجع مبيعات النفط الإيراني بنحو 700 ألف برميل يوميا من مستوياتها الحالية التي تقارب 2.3 ملايين برميل يوميا.

وسيكون حجم الصدارات النفطية الإيرانية متوقفا بشكل كبير على الاتحاد الأوروبي الذي تعهد مقاومة العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، علما أن شركاته ومؤسساته المالية أكثر عرضة للضغوط المالية الأميركية مقارنة مع نظيراتها الأسيوية.

وأعلنت شركة النفط الفرنسية "توتال" سحب استثمارات بمليارات الدولارات من حقل الغاز البحري الشاسع "بارس" في جنوب ايران بسبب إعادة فرض العقوبات الأميركية.