علاقات إستراتيجية أوثق بين مصر والسودان

البشير والسيسي يتفقان على إزالة كل العقبات السياسية وغيرها وتحرير حركة السلع والأفراد وتحسين العلاقات في مختلف المجالات.
الشروع في مشروعات قومية مشتركة في مقدمتها الربط الكهربائي
تتم دراسة عملية ربط شبكتي قطار البلدين

الخرطوم ـ أعلن الرئيس السوداني عمر البشير الخميس اتفاق بلاده ومصر على إطلاق علاقة استراتيجية بين البلدين في كافة المجالات.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري، عبدالفتاح السيسي، في القصر الرئاسي بالخرطوم، عقب جلسة مباحثات.  وقال البشير "يربطنا التاريخ والجغرافيا ونهر النيل والعلاقات الأسرية".

وأضاف "اتفقنا للانطلاق بالعلاقة مع مصر لتكون استراتيجية في المجالات المختلفة، وليس لدينا سقف للعلاقات الاقتصادية". وأوضح أن البلدين يرتبطان حاليًا بثلاثة طرق معبدة، وتم التوقيع على ربط شبكة الكهرباء، وتتم الآن دراسة ربط شبكتي قطار البلدين. وأشار إلى اتفاق البلدين على إزالة كل العقبات السياسية وغيرها، وتحرير حركة السلع والأفراد.

ولفت إلى اتفاقه مع السيسي على تكليف حكومتي البلدين بالاجتماع ووضع استراتيجية مجدولة واضحة، مؤكدًا أن زيارة الرئيس المصري إلى بلاده "سيكون لها ما بعدها".

وشدد البشير أن البلدين أضاعا سنوات في "قضايا جانبية"، وأن "هذا الحديث لن يكون للاستهلاك السياسي، أو لأجهزة الإعلام".

من جانبه، قال الرئيس المصري إن زيارته تأتي في إطار التوجه الظاهر والثابت في سياسة الدولتين، نحو التنسيق الكامل بينهما. وشدد "لا أحد يستطيع مهما حاول أن يزيل ما بين الشعبين من روابط".

وتقدم السيسي بالشكر للخرطوم على دعمها علاقات الأخوة مع بلاده، مضيفاً "وهو ما ظهر في التعاون الثنائي بين البلدين، وتجاوز العديد من الصعوبات التي كانت تواجههما، والشروع في مشروعات قومية مشتركة، في مقدمتها الربط الكهربائي". وأشار إلى أن الطريق ما يزال طويلا للارتقاء بعلاقات التعاون إلى المستوى المنشود، الذي يتطلع إليه البلدان.

وقال السيسي اثر المحادثات "اود أن أعرب عن التقدير لجهودكم المخلصة لتسوية المنازعات الإقليمية وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والتي نتطلع إلى أن تتكلل بالنجاح والسداد، لأنها جهود تعكس رغبة صادقة في تعزيز الاستقرار ورؤية واضحة لحقيقة ثابتة هي أمن واستقرار وتنمية دول الجوار الإقليمي".

وذكرت وكالة الانباء السودانية الرسمية ان المحادثات بين الرئيسين تناولت "سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والعديد من القضايا السياسية والتجارية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك والقضايا التي تشهدها المنطقة".

والزيارة هي الخامسة التي يقوم بها السيسي للخرطوم والاولى منذ فوزه بولاية رئاسية ثانية في اذار/مارس الماضي.

وكان البشير توجه الى القاهرة عشية الانتخابات الرئاسية المصرية وصرح ان اختياره توقيت الزيارة "يؤكد اننا مع استقرار مصر ومع دعم الرئيس السيسي لأننا عرفناه عن قرب وعرفنا صدقه وتطلعاته لعلاقات قوية بين البلدين".

وكانت زيارة السيسي الاخيرة للخرطوم في تشرين الاول/اكتوبر 2016 قد استغرقت ساعات، القى خلالها كلمة امام الجلسة الختامية للحوار الوطني السوداني.

واضاف السيسي "أوجه رسالة إلى أشقائنا في إثيوبيا وإريتريا، أقول لهم أننا في غاية السعادة بالتطورات الإيجابية بين البلدين، وأن مصر ستواصل دعمها الكامل لإحلال السلام والاستقرار والتعاون البناء بين البلدين الشقيقين".