فيتو أميركي مرتقب لتعطيل مشروع قرار يحمي الفلسطينيين

مجلس الأمن الدولي يصوت على مشروع قرار قدمته الكويت يدعو الى حماية الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وسط تعهد من واشنطن باستخدام حق النقض.
مجلس الامن يواجه صعوبات بشأن طريقة معالجة التصعيد في قطاع غزة
مجلس الامن يواجه صعوبات بشأن طريقة معالجة التصعيد في قطاع غزة

الامم المتحدة (الولايات المتحدة) - يصوت مجلس الامن الدولي الجمعة على مشروع قرار قدمته الكويت يدعو الى حماية الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، اكدت واشنطن انها ستستخدم "حتما" حق النقض (الفيتو) ضده.

وسيطرح النص للتصويت الساعة 15:00 (19:00 ت غ) الجمعة. وعشية جلسة مجلس الامن، قالت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة نيكي هايلي ان النص الذي قدمته الكويت باسم الدول العربية يعتمد "نهجا منحازا مفلسا اخلاقيا ولن يؤدي سوى الى تقويض الجهود الجارية نحو السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين".

وطرحت الولايات المتحدة مسودتها الخاصة للقرار وتحمّل حماس مسؤولية أعمال العنف الاخيرة في غزة وتطالب بأن توقف حركتا حماس والجهاد الاسلامي "كل الانشطة العنيفة والاعمال الاستفزازية بما في ذلك على طول السياج الحدودي".

ولم يعرف ما اذا كان سيحصل تصويت في مجلس الامن على مشروع القرار الاميركي الذي قد يفشل في الحصول على دعم كاف.

وكانت الكويت قدمت مشروع قرارها قبل أسبوعين، وطالبت في البداية بنشر قوة تؤمن حماية دولية للفلسطينيين بعد مقتل حوالى ستين منهم بنيران إسرائيلية على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة.

ومنذ أواخر آذار/مارس، قتل 122 فلسطينيا على الأقل بنيران إسرائيلية، غالبيتهم على امتداد السياج الأمني الإسرائيلي، فيما لم يُقتل أي إسرائيلي.

وتدعو النسخة النهائية من مشروع القرار الكويتي إلى "النظر في اتخاذ تدابير تضمن أمن وحماية" المدنيين الفلسطينيين، وتطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تقديم تقرير حول امكانية وضع "آلية لحماية دولية". وقالت هايلي ان "الولايات المتحدة ستستخدم الفيتو حتما ضد مشروع القرار الذي تقدمت به الكويت".

وستكون هذه المرة الثانية التي تستخدم فيها هايلي الفيتو لعرقلة اجراء للامم المتحدة يتعلق بالنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين.

وقد لجأت الى حق النقض في كانون الاول/ديسمبر ضد نص يرفض قرار الرئيس دونالد ترامب نقل السفارة الاميركية الى القدس، فيما كان القرار الدولي لقي تأييد الدول ال14 الاخرى الاعضاء في المجلس.

الامم المتحدة في طريق مسدود

ويواجه مجلس الامن الدولي منذ أسابيع مأزقا بشأن طريقة معالجة أعمال العنف في قطاع غزة. وحذر موفد للامم المتحدة خلال الاسبوع الجاري الى ان هذه الازمة يمكن ان تتصاعد لتصل الى حرب.

تهديدات متواصلة
تهديدات متواصلة

وقالت هايلي ان مشروع القرار الذي قدمته الكويت "يدعو اسرائيل الى الكف فورا عن الاعمال التي تقوم بها دفاعا عن النفس لكنه لا يشير الى تصرفات حماس العدوانية ضد قوات الامن والمدنيين الاسرائيليين".

ووجهت تحذيرا واضحا الى الدول الاوروبية والدول الاعضاء الاخرى في المجلس، موضحة ان اختيار "التصويت لمصلحة هذا القرار سيكشف افتقادها الى القدرة على المشاركة في اي مفاوضات تتمتع بالصدقية بين الطرفين".

وشهد قطاع غزة خلال الاسبوع الجاري أسوأ مواجهة بين الجيش الاسرائيلي والفصائل الفلسطينية منذ حرب 2014. وأعلن الجيش الاسرائيلي الأربعاء انه ضرب 65 موقعا عسكريا لحماس في قطاع غزة ردا على اطلاق نحو مئة صاروخ وقذيفة هاون على إسرائيل اعترضت أنظمة الدفاع الجوي بعضها الثلاثاء وليل الثلاثاء الاربعاء. وعاد الهدوء الى القطاع الاربعاء.

وأكد منسق الامم المتحدة للشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف لمجلس الامن الدولي الاربعاء ان أعمال العنف الاخيرة هذه تضع قطاع غزة على حافة حرب.

وقال دبلوماسيون إن الفلسطينيين قد يلجأون الى الجمعية العامة للامم المتحدة اذا استخدمت واشنطن الفيتو لتعطيل مشروع القرار الكويتي في مجلس الامن.