قطر من مأزق إلى آخر على طريق تنظيم المونديال

أكثر ما يثير مخاوف المنظمين زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم 2022 واجبار قطر على مشاركة البطولة مع جيرانها في الخليج وهو ما تنظر اليه باعتباره هزيمة.
فيفا يسعى الى إشراك 48 منتخبا بدل 32
هل بوسع قطر استضافة 1.5 مليون مشجع قبل الزيادة؟
القطريون يترقبون اجتماع الفيفا في موسكو منتصف يونيو
انتهاكات حقوقية واتهامات بالفساد لا تزال تحيط بمونديال 2022

الدوحة - تجاوز منظمو كأس العالم في قطر الصدمة الاولية التي نجمت عن أزمة الخليج التي بدأت قبل عام ولا تزال مستمرة، ولكن محللين يحذرون من أنهم قد يواجهون أزمات أخرى وعقبات في طريقهم.
ويسعى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الى زيادة عدد المنتخبات المشاركة في مونديال 2022 لكرة القدم من 32 الى 48، ما يشكل تهديدا لخطة الدوحة استضافة أول بطولة لكأس العالم في العالم العربي.
وتعرضت قطر بالفعل لانتقادات واسعة بسبب مزاعم فساد وانتهاكات لحقوق الانسان، لا سيما بالنسبة الى معاملة العمال الاجانب في ورش الملاعب والمنشآت التي يتم إعدادها لكأس العالم. ولكن الترقب سيد الموقف بالنسبة لما يمكن أن يكون أسوأ، وخصوصا بعد كأس العالم في روسيا هذا الصيف.
ويقول الاستاذ المتخصص في شؤون الرياضة في جامعة سالفورد البريطانية سايمون شادويك "أعتقد ان مقترحات فيفا تمثل أكبر تهديد للبطولة لأنها ستجبر قطر على مشاركة البطولة مع دول أخرى".
وبحسب شادويك، فإن هذا سيمثل "نوعا من الهزيمة للدوحة".

مقترحات فيفا تمثل أكبر تهديد لتنظيم كأس العالم لأنها ستجبر قطر على مشاركة البطولة مع دول أخرى

وحصلت قطر في العام 2010 على حقوق استضافة كأس العالم 2022. وستكون المرة الأولى التي تقام فيها البطولة الكروية الأبرز عالميا في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، على رغم ان فوز الملف القطري شابته اتهامات بالفساد ودفع الرشى.
في الخامس من حزيران/يونيو 2017، قطعت السعودية والامارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، بسبب تورطها في دعم الارهاب لا سيما عبر تمويل جماعات إسلامية متطرفة والتقرب من إيران، خصم السعودية الرئيسي في المنطقة.
وأغلقت السعودية والامارات حدودها مع قطر، وبالتالي، توقف دخول السلع وبينها مواد البناء، من السعودية والامارات، وتم استبدالها بالفولاذ الماليزي والمنتجات الصينية.
وبحلول نهاية عام 2018، سيتم الانتهاء من بناء ثلاثة ملاعب من ثمانية مخصصة لاستضافة كأس العالم. ومن المتوقع الكشف عن تصميم استاد لوسيل الذي سيستضيف المباراة النهائية في نهاية العام الجاري.
وتقوم قطر تحضيرا لكأس العالم، بورشة ضخمة تنفق عليها أسبوعيا 500 مليون دولار، بحسب تصريحات سابقة لمسؤولين قطريين. ويتم إنفاق هذه الاموال على بناء طرق جديدة وفنادق وأحياء وحتى بلدات.
وقال امين عام اللجنة المنظمة لكأس العالم 2022 في قطر حسن الذوادي "مشاريعنا تمضي قدما كما هو مقرر"، مضيفا "لا يوجد أي خطر يحيط باستضافة كأس العالم".

قطر تنفق 500 مليون دولار كل يوم على كأس العالم
قطر تنفق 500 مليون دولار كل يوم على كأس العالم

ومع ان بامكان الامارة الصغيرة الغنية بالغاز تكبد تكاليف الازمة الدبلوماسية اقتصاديا، يبدو الامر أصعب بكثير سياسيا.
وشكك مسؤولون سعوديون وإماراتيون علنا في حق قطر في استضافة بطولة كأس العالم. وهناك تحقيق سويسري جارٍ في كيفية حصول قطر على حقوق تنظيم البطولة.
وسعت قطر الى التخفيف من الانتقادات الدولية بعد موافقتها على إصلاحات واسعة في قضية العمال.
وفي حال وافقت الفيفا على توسيع عدد المشاركين في بطولة كأس العالم في موسكو في 13 من حزيران/يونيو المقبل، ستجد قطر نفسها أمام مأزقوش جديد وتضطر الى تحمل عبء الكثير من العمل في إطار زمني ضيق.
وقد تخلق إقامة النهائيات بمشاركة 48 منتخبا بعض المشكلات لقطر التي قلصت فترة النهائيات الى 28 يوما للتأقلم مع إقامة الدورة في شهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الاول/ديسمبر، فيما تقام النهائيات المقبلة في روسيا في 32 يوما وبمشاركة 32 منتخبا.
وتشعب النزاع ليشمل قنوات تلفزيونية.
فقد أعلنت شبكة "بي إن" القطرية مؤخرا ان قنواتها تتعرض للقرصنة في المنطقة، وان قناة اسمها "بي اوت كيو" تبث محتوى قنواتها بطريقة غير مشروعة.
وتملك شبكة "بي إن سبورتس" القطرية حقوق بث كأس العالم بكرة القدم 2018 التي تنطلق منافساتها بعد أسبوعين، وستبث كافة مبارياتها الـ64 في الشرق الاوسط والامارات ضمنا.
ويرى الباحث في جامعة "رايس" كريستيان اولريشسن أن "الازمة غير مرتبطة بكرة القدم، ولكن يبدو ان كأس العالم أصبح أداة في النزاع المستمر".
وتمّ في أيار/مايو تشكيل اتحاد جنوب غرب آسيا لكرة القدم وإطلاقه في السعودية، ويضم بين أعضائه السعودية والامارات والبحرين، من دون قطر.
وبحسب اولريشسن، "سيسجل السعوديون والاماراتيون هدفا في حال تمكنوا من القيام بشيء للتشكيك بحق قطر استضافة" البطولة.
وهناك اسئلة تطرح ايضا عن قدرة قطر استضافة 1.5 مليون مشجع عام 2022، وهذا قبل اضافة 16 فريقا.
ويقترح البعض حلا يتمثل في مشاركة البطولة مع دول اخرى في المنطقة: مع السعودية والامارات مثلا لتعزيز العلاقات بين الطرفين.
لكن دولة واحدة عرضت حتى الآن مساعدة قطر في عام 2022: ايران العدو اللدود للسعودية.