مشار يعود لمنصبه في بوادر انفراج لأزمة جنوب السودان

الخرطوم تعلن تمديد المفاوضات بين فرقاء جنوب السودان بينما أعلنت الرئاسة في جوبا الموافقة عودة قريبة لريك مشار إلى منصب نائب الرئيس في إطار اتفاق سلام لإنهاء حرب مستمرة منذ نحو خمس سنوات.

أربعة نواب لسيلفا كير بينهم مشار
اتفاق سابق على عودة مشار لمنصبه في 2015 فشل في العام التالي

جوبا/الخرطوم - قالت الرئاسة في جنوب السودان اليوم الأحد إن ريك مشار النائب السابق للرئيس سيعود لمنصبه في إطار اتفاق سلام لإنهاء حرب مستمرة منذ نحو خمس سنوات مزقت أحدث دولة في أفريقيا.

وذكرت الرئاسة في بيان أن الاتفاق تم التوصل إليه خلال محادثات جرت في عنتيبي بأوغندا توسط فيها الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني وحضرها رئيس جنوب السودان سيلفا كير ورئيس السودان عمر حسن البشير ومشار.

وقال البيان "بعد اجتماع استمر عشر ساعات اتفقت الأطراف على أن يكون هناك أربعة نواب للرئيس وأن يعاد تنصيب الدكتور ريك مشار نائبا أولا للرئيس".

وأضاف أن الحكومة والمعارضة وافقتا على المقترح لكن "ستجرى المزيد من المشاورات من أجل التوصل إلى قرار نهائي".

ويشهد جنوب السودان حربا منذ 2013 عندما دب الخلاف بين كير ومشار وتحول إلى مواجهة عسكرية.

وقال بوك بوث بالوانج نائب المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة إنه ليس لديهم أي تعليق فوري على بيان الرئاسة.

وأسفرت الحرب، التي تصارعت فيها قبيلتا الدينكا التي ينتمي إليها كير والنوير التي ينتمي إليها مشار، عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح ربع سكان البلاد البالغ عددهم 12 مليون نسمة وانخفاض إنتاج النفط الذي يعتمد عليه اقتصاد البلاد بالكامل تقريبا.

ويمثل الاتفاق على منصب مشار انفراجة محتملة في إطار جهود جديدة للوساطة يبذلها زعماء المنطقة من أجل التوصل إلى اتفاق سلام لتقاسم السلطة وإنهاء الحرب.

وكان اتفاق مماثل في 2015 قد فشل في العام التالي بعدما عاد مشار إلى العاصمة وتطورت الخلافات سريعا لتتجدد المواجهات.

وفي يوم الجمعة الماضي، وقعت الحكومة والمعارضة اتفاقا على ترتيبات أمنية عقب اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه الشهر الماضي وهما خطوتان مهمتان نحو إبرام اتفاق سلام نهائي.

وأعلن وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد الأحد "تمديد المفاوضات بين أطراف النزاع بدولة جنوب السودان حتى الخميس المقبل حتى تستكمل الأطراف النقاشات على كافة القضايا المطروحة".

وجاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية عقب لقاء الدرديري مع سفراء الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى الخرطوم. وكان من المقرر اختتام المفاوضات الاثنين.

وقدم الدرديري للسفراء "شرحا عن سير مفاوضات الفرقاء الجارية في الخرطوم تحت مظلة منظمة الإيقاد (الهيئة الحكومية للتنمية بشرقي إفريقيا)".

وقال إن "الأطراف المتنازعة توصلت السبت إلى مبادئ اتفاق بشأن تشارك السلطة والمسؤولية في العاصمة الأوغندية كمبالا".

وأعلنت الحكومة السودانية الخميس الماضي، اتفاق الفرقاء على مسودة للترتيبات الأمنية عقب مفاوضات استمرت أسبوعا في الخرطوم.

وتمضي المفاوضات في مسارين: الأول يتعلق بالترتيبات الأمنية والثاني يركز على اقتسام السلطة والثروة.

وانفصل جنوب السودان عن السودان عبر استفتاء شعبي عام 2011 وتشهد منذ 2013 حربا أهلية بين القوات الحكومية والمعارضة، اتخذت بُعدا قبليا.