مكابرة قطر تضرب قطاعاتها الاقتصادية الحيوية

مطار حمد الدولي يسجل تراجعا حادا في عدد المسافرين بينما يُتوقع أن تسجل الخطوط القطرية خسائر "ضخمة للغاية" بإقرار رئيسها التنفيذي بسبب المقاطعة.  

عدد المسافرين عبر مطار حمد الدولي تراجع بـ13 بالمئة في النصف الأول
13 بالمئة نسبة تراجع عدد المسافرين عبر مطار حمد الدولي في 6 أشهر
خسائر العزلة تربك الاقتصاد القطري

دبي - بدأت قطاعات اقتصادية قطرية حيوية تدفع ثمن مكابرة وعناد القيادة القطرية في النزاع مع دول المقاطعة الأربع، فإلى جانب الخسائر التي تكبدتها الخطوط الجوية القطرية فقد سجل مطار حمد الدولي هبوطا حادا في عدد المسافرين خلال النصف الأول من عام 2018، وسط نزاع مستمر مع دول عربية قطعت علاقاتها مع الدوحة لتورطها في دعم وتمويل الإرهاب.

ومطار حمد الدولي هو مقر الخطوط الجوية القطرية التي تنافس طيران الإمارات والاتحاد للطيران.

وفي مؤشر على حالة الإرباك التي تشهدها قطر، قدمت الدوحة بيانات وتصريحات متناقضة في الفترات القليلة الماضية.

وراوحت بين الإقرار بوطأة المقاطعة الاقتصادية والسياسية والتأكيد على قدرة اقتصادها على الصمود في الوقت ذاته.

ومُنعت الناقلة الجوية القطرية من استخدام المجالات الجوية للسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر بعدما فرضت الدول الأربع حظرا على التجارة والسفر على قطر في يونيو/حزيران 2017.

مطار حمد الدولي كان من ضمن أكبر مطارات العالم من حيث عدد المسافرين
تراجع حاد في عدد المسافرين يرسم صورة قاتمة لوضع مطار حمد الدولي

وبحسب بيانات نشرها مطار حمد الدولي اليوم الأربعاء، فإن عدد المسافرين الذين استخدموا المطار هبط 13 بالمئة إلى 16.5 مليون مسافر في الستة أشهر حتى 30 يونيو/حزيران 2018، من 19 مليون مسافر في الفترة المماثلة من العام الماضي.

لكن الشحن الجوي عبر المطار ارتفع 7.6 بالمئة إلى 1.05 مليون طن على مدى الفترة نفسها، فيما لجأت الدوحة إلى سلوك مسارات جوية وبحرية بعيدة لتأمين الرحلات الجوية ورحلات الشحن الجوي.

وتعتمد قطر على معظم احتياجاتها الاستهلاكية من السوقين السعودي والإماراتي وأسواق خارجية أخرى تمر عبر أجواء الإمارات والسعودية.

وزادت الشحنات المتجهة إلى قطر بالطائرات في أعقاب النزاع، بعد إغلاق الحدود البرية الوحيدة للبلاد مع السعودية.

وكانت السعودية ودولة الإمارات سوقين رئيسيين للخطوط القطرية. وتتهم الدول الأربع المُقاطعة قطر بدعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.

أكبر الباكر لا يتوقع  انتهاء المقاطعة قريبا والخطوط القطرية تحاول تخفيف وطأة المقاطعة بمسارات واستثمارات جديدة

وكان الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر قال أشار في 16 يوليو/تموز إلى أن الشركة قد تتكبد خسائر ضخمة للغاية للسنة المالية المنتهية في مارس/اذار 2018 التي لم تعلن نتائجها بعد.

إلا أنه قال إن الشركة تتأقلم مع المقاطعة الإقليمية والتي تمنعها من العمل على بعض المسارات الجوية، مضيفا أن تلك القيود لن تدفعها بالضرورة إلى تكبد خسائر في السنة المالية الحالية.

وأضاف الاثنين الماضي خلال معرض فارنبورو الجوي "من المحتمل أن نتكبد خسارة في سنتنا المالية الحالية لكنه مجرد احتمال."

وفقدت شركة الطيران 18 وجهة في السعودية والإمارات ومصر والبحرين منتصف 2017 عندما قطعت تلك الدول الأربع العلاقات مع قطر لتورطها في دعم وتمويل الإرهاب. وتنفي الدوحة تلك التهم.

وقال الباكر إن تلك النتائج ستعلن خلال الأسابيع المقبلة، لكنه أضاف أن الشركة قد تستطيع هذا العام تخفيف أثر المقاطعة التي تشمل حظرا على استخدام المجال الجوي للدول الأربع مما يفرض مسارات أطول بكثير على بعض رحلاتها.

وستطلق الخطوط القطرية ما يصل إلى 18 مسارا جديدا لإبطال أثر المقاطعة وقالت إنها قد تقوم باستثمارات أيضا لتعزيز نتائجها.

وقال الباكر "سنحاول القيام باستثمارات ستدر علينا عوائد لتخفيف الوقع السلبي على أرباح شركتنا." لكنه لم يذكر تفاصيل.

الخطوط القطرية مستثمر بالفعل في آي.ايه.جي، الشركة المالكة للخطوط الجوية البريطانية، وذلك بحصة 20 بالمئة واشترت حصة في الناقلة الإيطالية ميريديانا العام الماضي.

وقال الرئيس التنفيذي إنه لا يتوقع انفراجة قريبة على صعيد المقاطعة.

وأضاف أن الشركة تتحوط بشكل متوسط فحسب في أسعار الوقود وقد يتعين عليها أن تزيد التحوط في المستقبل نظرا لارتفاع أسعار النفط.

وتابع "يساورني القلق بشأن أسعار النفط. في الوقت الحالي الخطوط القطرية متحوطة على نحو متوسط... إذا حدث فقد يتعين علي القيام بالمزيد من التحوط"، مشيرا إلى احتمال ارتفاع أسعار النفط.