يوتيوب ترمي بثقلها في سوق الموسيقى على الإنترنت

غوغل تطلق نسخة من خدمة تنافس سبوتيفاي وديزر وآبل ميوزيك، وخدمات البث التدفقي تحدث تغيرا جذريا في قطاع الموسيقى.
يوتيوب ميوزيك تتيح خدمة تشبه ما تقدّمه المنصّات المنافسة
مخزون ضخم من الأغاني المصوّرة وتسجيلات الحفلات دون فواصل إعلانية

باريس – أطلقت مجموعة غوغل نسخة مدفوعة من خدمة يوتيوب ميوزيك في أوروبا تنافس منصات البثّ التدفقي سبوتيفاي وديزر وآبل ميوزيك، في ظل نمو سوق الموسيقى على الإنترنت.
وهذه الخدمة الجديدة التي كانت متوفرة منذ 22 أيار/مايو في الولايات المتحدة ونيوزيلندا والمكسيك وكوريا الجنوبية، صارت متوفرة الاثنين في فرنسا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، بحسب المجموعة.
وتتيح يوتيوب ميوزيك للمشتركين، مقابل 9,99 يورو شهريا، خدمة تشبه ما تقدّمه المنصّات المنافسة، من آلاف القوائم الموسيقية، والطلبات الشخصية، ومجموعة كبيرة من الألبومات والأغاني التي يمكن تحميلها.
وتمتاز عن غيرها بمخزون ضخم من الأغاني المصوّرة وتسجيلات الحفلات لنجوم معروفين وموسيقيين غير مشهورين، من دون فواصل إعلانية.

 'يوتيوب ميوزيك'
بالإمكان تحميل الأغاني على هواتفكم

وستعزّز غوغل بهذا موقع يوتيوب كمنصّة عالمية للموسيقى، إذ إن 85% من مستخدميها يستفيدون منها للاستماع مجانا إلى ما يرغبون من أغاني وموسيقى.
ويمكن للمشتركين في يوتيوب ميوزيك أن يحمّلوا الأغاني على هواتفهم، وأن يستمعوا إليها أثناء استخدامهم لتطبيقات أخرى. 
ويشهد الاستماع إلى الموسيقى بشكل تدفقي من دون الحاجة إلى التحميل عبر الإنترنت، ازدهاراً كبيراً وقد غير المشهد على الساحة الموسيقية مع بروز مواقع جديدة تسعى إلى منافسة "سبوتيفاي" الشركة الأكبر في هذا المجال.
واصبحت خدمة "أبل ميوزيك" التي أطلقت في يونيو/حزيران سريعاً الخدمة الموسيقية الثانية من حيث عدد المستخدمين.
والشركة توفر خدمتها راهناً في 58 دولة غالبيتها متطورة باستثناء بعض الدول النامية.
قامت الشركة الاميركية العملاقة ابل بإجراء تعديل على خدمتها الموسيقية الجديدة بتقنية البث التدفقي وقررت تغيير نظامها والدفع للفنانين "حتى خلال فترة التجربة المجانية" للمشتركين.
وسارعت المجموعة الاميركية المعروفة بصعوبة تنازلها في المجال التجاري، الى الرضوخ لمطالب النجمة تايلور سويفت التي هددت بمقاطعة الخدمة الموسيقية الجديدة لشركة ابل اذا لم تحسن المجموعة شروط الدفع الخاصة بالفنانين.
واستحوذت مجموعة أبل الاميركية على تطبيق "شازام" للتعرف على الأعمال الموسيقية، وبلغت قيمة الصفقة 400 مليون دولار.
وذكرت مواقع متخصصة عدة من بينها "تكرانش" حصول دمج قريب بين الشركتين.
وتؤكد هذه العملية طموحات أبل الكبيرة في مجال الخدمات الموسيقية الذي يشهد منافسة كبيرة وتسيطر عليه راهنا خدمة "سبوتيفاي".
وفي حين كانت أبل رائدة في مجال التحميل الموسيقي من خلال "آي تيونز"، فاتها قطار البث التدفقي في البداية ولم تطلق خدمتها "أبل ميوزيك" إلا في حزيران/يونيو 2015.
ويبلغ عدد المشتركين فيها الآن 27 مليونا إلا أنها لا تزال بعيدة عن "سبوتيفاي" التي تؤكد أن عدد مشتركيها يرقى إلى ستين مليونا.

'يوتيوب ميوزيك'
يوتيوب تعزّز موقعها كمنصّة عالمية للموسيقى

وأنشئت "شازام" عام 1999، وكانت تستخدم في البداية الرسائل القصيرة عبر الهواتف النقالة من أجل تحديد عناوين الأغاني.
ومن المتوقع أن تغير خطوة أبل الجديدة طريقة استماع المستخدمين للموسيقى في وقت تعاني فيه صناعة الموسيقى من انخفاض تحميل الأغاني على الأجهزة وتحاول فيه اكتشاف سبل جديدة لحمل الناس على دفع المال مقابل الاستماع الى الموسيقى.
احدثت خدمات البث التدفقي تغيرا جذريا في قطاع الموسيقى، في منحى تؤكده هذا العام الترشيحات لجوائز غرامي الموسيقية العريقة التي توزع في لوس انجليس.
فهذه المرة الاولى التي تخوض فيها اعمال موسيقية متوافرة حصرا لمستخدمي منصات البث التدفقي عبر الانترنت، غمار المنافسة لنيل هذه التكريمات الأهم في قطاع الموسيقى.