نيزك كبير يعبر بجوار الأرض

باريس من ريتشارد انغهام
يعتقد العلماء ان نيزكا ضخما قضى على الديناصورات فيما مضى

عبر بالقرب من كوكبنا الاثنين نيزك كبير بما يكفي لمحو بلد عن وجه الارض لو ارتطم بها، على مسافة تقل من ضعف المسافة بيننا والقمر بحيث امكن رصده بالتلسكوبات العادية.
واقترب الجسم السماوي المسمى "2001 واي بي 5"، والذي يبلغ عرضه ما بين 220 و490 مترا، حتى حوالي 600 الف كيلومتر من الارض عند الساعة 7.37 ت غ، طبقا لتقديرات وكالة الفضاء الاميركية ومواقع اوروبية متخصصة على الانترنت.
وكان تلسكوب "نيت" (نير ايرث استيرويد تراكنغ) المتخصص برصد الاجسام السماوية القريبة من الارض رصد الجسم في مطلع كانون الاول/ديسمبر، من موقعه في ماونت بالومار في كاليفورنيا.
ورغم انه لم تكن هناك مخاطر من حدوث ارتطام بالارض، اكد الخبراء ان المسافة التي وصلها الجسم تعتبر صغيرة جدا بالمقاييس الكونية.
وقال الخبير بني بايزر، من جامعة جون مور في ليفربول "كان يمكن لهذا الجسم ان يمحو بلدا متوسط الحجم لو ارتطم بالارض ويتسبب في ازمة اقتصادية عالمية، الا اذا كان حظنا كبيرا وضرب منطقة معزولة".
ويتوقع العلماء ان يعبر نيزك مسمى "1999 اي ان 10"، على مسافة اقرب من الارض، في 7 اب/اغسطس 2027، تقدر بحوالي 389 الف كيلومتر، اي ما يوازي المسافة من الارض الى القمر.
ويمكن لجسم بطول ما بين 220 و490 مترا ان يصدر طاقة مساوية لمئات القنابل الذرية لدى ارتطامه بالارض.
وقبل 65 مليون سنة، ارتطم جسم يعتقد انه كان بطول 10 كيلومترات بشبه جزيرة يوكاتان المكسيكية.
ويعتقد العلماء ان الجسم، الذي كان اما مذنبا او نيزكا، تسبب بحرائق وبتشكيل سحابة من الغبار حجبت ضوء الشمس. واحدث الارتطام تغييرا مناخيا ممتدا ادى الى تدمير النباتات وانهاء عهد الديناصورات.
وفي 1908، انفجر مذنب او نيزك بطول حوالي 60 مترا فوق سيبيريا بقوة 600 قنبلة واتى على غابة ممتدة على 40 كيلومترا.
وصنف تلسكوب "نيت" النيزك "2001 واي بي 5" بوصفه من النيازك الخطيرة.
ورغم انه لا يهدد الارض في الوقت الراهن، فهذا قد يتغير في المستقبل لو ان مداره حول الشمس تغير تحت تأثير جاذبية كوكب قريب.
ويتقاطع مسار الجسم مع مدارات المريخ والارض والزهرة وعطارد.
ويبدي علماء الفلك قلقا متزايدا ازاء مخاطر ارتطام نيازك بالارض، مؤكدين ان الحظ وحده هو الذي جعل الارض تنجو من مخاطر الحطام الكوني كل هذه المدة.
وتهتم وكالة الفضاء الاميركية خصوصا برصد النيازك التي يبلغ طولها ما بين كيلومتر وعشرة كيلومترات.
وتم تقدير عدد هذه الاجسام بما بين الف والفين، وهذا يعني ان هناك احتمالا بنسبة واحد في المائة ان يرتطم احدها بالارض خلال السنوات الالف المقبلة.
وفي كانون الثاني/يناير 2001، تمت مراجعة التقديرات الخاصة بتعداد هذه الاجسام الى 700، مع امكانية ان يزيد هذا العدد او ينقص بحوالي 230.
ولكن لا تزال هناك حاجة لرصد الاجسام السماوية ومعظمها يقل طولها عن كيلومتر واحد.
وفي اشارة الى التأخر في رصد "2001 واي بي 5"، قال بايزر "حتى لو اكتشفنا ان الجسم كان يتجه نحو الارتطام بالارض، لما كان في يدنا ما نفعله. لم يتم فعل اي شئ لحماية الارض".
وكان عالم الفلك في جامعة هاواي، في هونولولو، ديفيد جويت، قدر نسبة احتمال ارتطام جسم بطول 300 متر بالارض خلال القرن الحالي بواحد في المائة.
وقال ان "مثل هذا الارتطام يمكن ان يولد انفجارا يوازي في شدته قنبلة من الف ميغا طن ويتسبب بمقتل 100 الف شخص" وفق تقديراته. واضاف انه لو ارتطم مثل هذا الجسم بمنطقة مكتظة فان عدد الضحايا يمكن ان يصل الى "عشرات الملايين".
وفي الاول من كانون الثاني/يناير، اعلنت الحكومة البريطانية انشاء مركز في ليستر، وسط بريطانيا، لجمع المعلومات المتعلقة بالنيازك المصنفة خطرة.
وستمول الحكومة دراسة لرصد النيازك باستخدام تلسكوب في جزر الكناري، في شرق المحيط الاطلسي.