صاروخ روسي جديد قادر على اسقاط طائرة الشبح

موسكو
«عقبان الليل» لم تعد في مأمن

تنجز بنجاح في روسيا عمليات التجريب الرسمي للمجمع الصاروخي الجديد للدفاع الجوي إس-400 "تريومف" على أيدي خبراء ومهندسي مؤسسة "ألماس" بالتعاون مع ممثلي وزارة الدفاع الروسية.
وسيزود الجيش الروسي قريبا بصواريخ "تريومف" هذه ليستعاض بها عن منظومة "إس-300" السابقة لها.
وقد صدر قرار حكومي في شأن نقل كل أسلحة الجيش الروسي إلى نظام موحد للدفاع الجوي يعتمد منظومة الصواريخ "إس-400" بينما كانت تستخدم في الماضي أنظمة متنوعة بعض الشيء.
وبرأي الخبراء أن "تريومف" ستصبح أساس الدفاع الجوي الروسي ونوعا من الرد على تحديات شبكة الدفاع القومية الأميركية المضادة للصواريخ.
وبرأي القائد العام السابق لسلاح الجو الروسي أناتولي كرنوكوف أن العالم لن يعرف خلال عشرات السنوات القادمة مثيلا لهذا النظام الصاروخي الحديث المضاد للجو. فمن غير المتوقع أن يكون ثمة ما يشبه "تريومف" في ترسانات الولايات المتحدة وحلف الناتو في المستقبل المنظور.
وقال كرنوكوف "إن كل جهود المصممين الأميركيين لم تمكنهم ولو قليلا من تقريب المواصفات التكتيكية التقنية لصواريخ "باتريوت" الأميركية من صواريخ "إس-300" الروسية، فكيف لهم أن يفعلوا حيال ظهور صواريخ "إس-400" الأجدد والأحدث".
وتتفوق منظومة صواريخ "تريومف" على التصاميم الغربية من حيث بعد مسافة العثور على الأهداف وإصابتها. فهذه الصواريخ يمكنها أن تدمر الأجسام الطائرة على مسافة تفوق الـ200 كلم بينما لا تتجاوز قدرة أفضل صواريخ الدفاع الجوي الأميركية مسافة الـ150 كلم، والفرنسية مسافة 130 كلم.
وتستخدم في إدارة "تريومف" أحدث أجهزة الكمبيوتر من طراز "إلبروس". وهي قادرة على أن تحدد في لمح البصر ودون خطأ مكان وجود الأهداف الطائرة أكانت هذه قاذفات قنابل استراتيجية أم مقاتلات أم صواريخ مجنحة. وبوسع كمبيوتر الصاروخ "تريومف" أن يحدد سواء بأمر من المشغّل أو من تلقاء نفسه أولوية الأهداف الواجبة إصابتها ودرجة أهميتها.
وثمة خاصية جديدة من خاصيات منظومة "إس-400" هي أنها قادرة على إصابة أهداف طائرة على ارتفاع متدن (حتى 10 أمتار). وهذا يعني أن صواريخ "توماهوك" الأميركية المجنحة مثلا لا حظ لها الآن تقريبا في الوصول إلى الهدف مهما اقتربت من الأرض في تحليقها وكررت فيه تضاريس المكان.
ولن تشعر بالاطمئنان والراحة بعد الآن طائرات "الشبح" (ستيلث). فأجهزة "تريومف" قادرة في أي وقت من النهار والليل وأيا يكن الطقس على اكتشاف "عقبان الليل" هذه وتدميرها أيا تكن تحايلاتها في أعالي الغيم. هذا الأمر بات يثير وجع راس منذ الآن في مقار الناتو إذ سيتوجب أن يعاد النظر على جناح السرعة في العديد من مبادئ استراتيجية وتكتيك خوض المعارك.
فبمقدور منظومة صواريخ "تريومف" أن تصيب في آن واحد أهدافا عدة تطير على ارتفاعات تصل إلى 50 كلم. وإذا ما غير صاروخ العدو أو طائرته نهج تحليقهما بقوة في محاولة للفرار من درب "تريومف" فإن هذا الأخير سيكرر بالتمام ما يقوم/تقوم به من مناورة ملاحقا إياه/إياها. وستنفجر رأس الصاروخ القتالية في اللحظة التي يجد فيها كمبيوتر التحكم في الصاروخ نفسه واثقا تماما من أن الهدف سيصاب لا محالة.
ومما يجعل صاروخ "إس-400" هذا السلاح الماضي الذي لا يخذل أبدا أنه قادر على التغلب على أية عوائق قد تحاول إبعاده عن نهجه وتضليله عن رؤية الهدف الحقيقي وضربه. فهناك جهاز خاص يؤمن ثبات إشارات العثور على الأهداف وإدارة الصاروخ. ومن حيث هذه الخصائص أيضا لا مثيل لهذا الصاروخ في العالم قاطبة.
وتكمن أفضلية صواريخ "إس-400" على مثيلاتها الغربية أيضا في سرعة تحرك هذه المجمعات الصاروخية. فـ"تريومف" سيكون جاهزا للتحرك بعد 5 دقائق فقط من حصول الصاروخ على أمر "استعد للقتال". وللمقارنة فإن "باتريوت" سينفذ الأمر نفسه بعد مرور 25 دقيقة وإن الصاروخ الفرنسي "أستير" سينفذه بعد مرور 35 دقيقة. وثمة أيضا أمر تفصيلي هام هو أن صاروخ "تريومف" بعد إطلاقه ينتقل من موقع قتالي إلى آخر أسرع ببضع مرات من "أمثاله" الغربية. وهذه الصفة تجعله أصعب منالا وأقدر على البقاء.
وبرأي الخبراء الغربيين أن منظومة الدفاع الجوي من طراز "تريومف" لهي "اختراق رائع للروس في القرن الحادي والعشرين". فهي في أهم خصائصها التكتيكية التقنية كالقدرة النارية وأمانة المراقبة الراديو-إلكترونية لمناطق العثور على الأهداف وإصابتها والحماية من تشويشات العدو لا مثيل لها في العالم.
وهناك أيضا تصميم آخر للمصممين والعلماء الروس فريد من نوعه منافس لـ"تريومف" هو مجمع الصواريخ والمدافع المضادة للجو من طراز "بانتصير-إس1". هذه المنظومة مخصصة للدفاع الجوي عن أهم المنشآت العسكرية والصناعية الصغيرة المقاييس والنقطية وكذلك عن وحدات القوات البرية.
إن المكون الرئيس لهذا المجمع هو السيارة العسكرية ذات البرج المركبة عليه منصات إطلاق صواريخ من طراز "57 إيه6-ييه" ورشاشان مزدوجا الأسطون مضادان للجو من طراز "2آ38إم". هذه المنظومة تقوم بواجباتها على أكمل وجه لدى قيام العدو بهجوم جوي مركز على منشآت خاضعة للحراسة من ارتفاعات ضئيلة وضئيلة جدا باستخدام سلاح دقيق التصويب.
وصواريخ "بانتصير" تصيب عمليا أي هدف جوي ضمن مجال "رؤيتها" الرادارية أو البصرية في زاوية تتراوح بين صفر و70 درجة. ويمكن للصواريخ المطلقة ان تصيب أهدافا على بعد يصل إلى 20 كلم، وعلى ارتفاع يصل إلى 10 كلم. بينما لا تصيب المدافع المضادة للجو سوى أهداف على مسافة تصل إلى 4 كلم وعلو يصل إلى 3 كلم.
كما ان صواريخ "بانتصير" منيعة بشكل جيد ضد للتشويشات الالكترونية. فأجهزة العثور فيها قادرة على أن تتبع في آن معا وبشكل الي حتى 20 هدفاً جوياً.
وفرادة المنظومة في أن النيران يمكن أن تطلق من كل الصواريخ والمدافع في آن والسيارة العسكرية تتحرك. ويمكن ان تتم الرماية أيضا لحاقا بالأهداف، وهذا يوسع إلى الضُعف عمق فعل المجمع وقدراته القتالية. وبرأي الخبراء أن مثل هذا المجال من الإمكانات لا تتمتع به أي منظومة صاروخية مضادة للجو في العالم.
وطبيعي تماما أن تبدي البلدان الأجنبية اهتماما زائدا بمجمعات الدفاع الجوي الروسية التي هي في الوقت نفسه أرخص من مثيلاتها الأجنبية. وقد أفاد مصدر مطلع بأن ممثلي عدد من البلدان بدأوا جس نبض حيال إمكان شراء منظومات "تريومف" و"بانتصير".
إن قدرات مجمع الصناعة الدفاعية الروسية كبيرة. وبتقدير الخبراء أن بوسع هذا المجمع أن يصدر إلى السوق العالمية سنويا منتجات بقيمة 4,2-4,5 مليارات دولار. وثمة إمكانية للوصول إلى مستوى 5 مليارات دولار سنويا، وهذا يساوي سدس قيمة كل صفقات بيع الأسلحة التي تتم في سوق الأسلحة العالمية.