رواد الفضاء يفضلون الاطباق الحارة

كولونيا - من تيم براونه
يتلهفون لطبق من الجمبري بصلصلة الفجل الحار!

توصلت دراسة عن العادات الغذائية لرواد الفضاء إلى أنهم يتوقون لتناول الجمبري بصلصة الفجل الحار عندما يكونون في الفضاء. وتقول مارتينا هير اختصاصية التغذية بمركز الفضاء الالماني في كولونيا بألمانيا "إنه الطبق المفضل للكثير من رواد الفضاء".
وتدرس هير أسباب الاضطرابات الغذائية في الفضاء في إطار دراسة دولية. واكتشفت خلال عملها أن هذا الطبق الحار هو المفضل لراود الفضاء لان حاسة التذوق لديهم تضعف عندما يكونون خارج نطاق الجاذبية الارضية، لكنها قالت "لا نعرف سبب حدوث ذلك حتى الان".
ويؤدي فقدان الشهية وقلة الحركة إلى الاصابة بضعف العظام وضمور العضلات وغيرها من المشكلات. ويقوم عشرة طلاب حاليا بمحاكاة حياة رواد الفضاء في معهد طب الفضاء بمدينة كولونيا.
وفي إطار هذه التجربة، يقضي الطلاب أربعة أشهر في عزلة تامة عن العالم الخارجي. وقال أحدهم ويدعى فيليب "اعتقدت أن غضبا شديدا سوف يتملكني فجأة ولكني أتكيف جيدا".
ويقضي فيليب 22 عاما، وهو من فرايبورج بشرقي ألمانيا، وقته في كابينة مساحتها ثمانية أمتار مربعة. وسيمضي قريبا أسبوعين في الفراش بحيث تكون رأسه مائلة بزاوية ست درجات.
وأثناء وجوده في الفراش، سيتولى أحد زملائه في فريق البحث تحميمه وإطعامه ومساعدته في التبول. ويتكون النظام الغذائي لفيليب من لا شئ سوى السلاطة حيث تم خفض معدل السعرات الحرارية التي يحصل عليها بنسبة 25 في المائة.
وفي معرض وصفها للاوضاع الاستثنائية على متن سفينة الفضاء، قالت هير "إن الاحساس بالجوع يقل لدى رواد الفضاء ويحتاجون لقدر أقل من السعرات الحرارية عن أولئك الذين على الارض".
ويؤدي النظام الغذائي غير السليم وقلة الحركة إلى العديد من العواقب. فعلى سبيل المثال، تقل كثافة العمود الفقري وعظم الفخذ بنسبه 1.2 في المائة بعد قضاء شهر واحد في الفضاء.
ولا تتأثر سوى العظام التي تدعم وزن الانسان، ذلك لانها لا تستخدم عند انعدام الوزن ونقص المقاومة. وفقد فشلت محاولات منع ضمور العظام عن طريق تناول فيتامينات تحتوي على الكالسيوم.
وقالت هير "لقد درسنا ذلك على متن مير عام 1997. لم تحقق الفيتامينات الاثر المطلوب لان العظام تفقد الاملاح المعدنية بسبب عدم استخدامها".
وقد يكون هذا التأثير كارثة على رواد الفضاء في الرحلات الطويلة في الفضاء الخارجي الشاسع.
وقالت هير "إن مهمة إلى المريخ يمكن أن تستمر قرابة عامين. وعندما تدخل مركبة الفضاء الغلاف الجوي للارض، قد تتسبب قوة الفرامل (المكابح) في كسور بالعظام".
وهكذا يجب أن تطور أبحاث الفضاء أنواعا من الطعام غنية بالسعرات الحرارية وتقاوم الشعور "بالشبع" الذي يأتي سريعا.
ويمكن لرواد الفضاء في المهمات الطويلة أن يمنعوا هذا بأن يقضوا أوقات فراغهم في ممارسة "رياضات انعدام الوزن" مثل الجري على الدواسة أو التبديل على دراجة التدريبات أو تمرين العضلات باستخدام الدمبلز (كرتان حديديتان يربط بينهما قضيب) . ويمكن أن تؤدي هذه الخطوات مجتمعة إلى تأخير ضمور العظام والعضلات.
وقالت هير "أن نتائجنا لها دلالتها بالنسبة للمرضي طريحي الفراش على الارض لان مثلهم كرواد الفضاء يأكلون قليلا جدا ولا يمارسون تمرينات رياضية".
ويشارك نحو 20 عالما من ألمانيا وإيطاليا وفرنسا والدنمارك والولايات المتحدة في الدراسة التي يجريها مركز الفضاء الالماني وتستمر حتى عام 2003.
ولسوء الحظ، لن يستطع فيليب أن يختلس نظرة للمريخ أو القمر. ويقول الطالب "بالنسبة لنا، الامر مجرد مال فحسب. إننا نتواجد هنا فحسب دون عمل شيء سوى إتاحة أجسادنا - على خلاف رواد الفضاء الذين يتعرضون لضغوط هائلة".
ويتلقى الطالب وزملاؤه التسعة رعاية على مدار الساعة وسيحصل كل منهم على مكافأة قدرها 9.200 يورو. ويماثل وضعهم وضع المتسابقين في برنامج "الاخ الاكبر" التلفزيوني الذي يشاهد المشاركون فيه أفلام الفيديو ويلعبون الالعاب تحت مراقبة مستمرة بواسطة كاميرات خاصة.
ولم يخطر ببال فيليب مطلقا أن يصبح رائد فضاء لكنه يمر بتجربة مماثلة لما مر به رائد الفضاء الشهير نيل أرمسترونج وفريقه، ويقول "إن الحبس يكشف الاشخاص ذوي الشخصيات المتطرفة".