أصالة: أحب فيروز اكثر من أم كلثوم

القاهرة
اصالة ترفض مقارنتها بأحد

صوتها مثل زقزقة العصافير، ساعة السحر يتسلل الى القلب قبل الاذن، وله ايقاع خاص رغم انها من جيل الشباب.
فقد جاءت بالكلمة الرصينة عبر اغنية محلية من اشعار الفريق اول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع «اسمع صدى صوتك» التي اخترقت بها الاجواء منذ عشر سنوات فحلقت في اكثر من عاصمة عربية تغنى للحب وللعشاق من الاعماق.

مجهود شخصي وفي حوار أجرى معها مؤخرا تقول الفنانة السورية أن هناك عددا من المشكلات التي تواجه الفنانين العرب أولها ان الفن العربي وخصوصا الغناء مجرد مجهود شخصي يقوم به الفنان او الفنانة حسب امكانياته المادية والثقافية ولهذا تتفاوت هذه الامكانيات في الانتاج سواء على مستوى (الكليبات) او الاغنيات في الالبومات وهذه المشكلة تأخذ معظم وقت الفنان الذي عادة ما يندمج في امور ادارية وانتاجية عادة ما تؤثر عليه كمبدع وكفنان يجب عليه التفرغ نهائيا لفنه.
وترى أصالة أن الطريق لمواجهة هذه المشكلة هو في وجود المؤسسات والشركات الكبرى التي ترعى وتدعم الفنان وتخطط له وتحافظ على استمرار بريقه ونجوميته مثل ما يفعل الفنانون الاجانب.

لست امتدادا لأحد وحول وصف البعض لصوتها بأنه امتداد للفنانة المصرية فايزة أحمد تقول اصالة أنه مع احترامها الكبير والشديد لصوت الفنانة فايزة احمد الا انها تجد نفسها مختلفة نوعا ما عنها بمعنى انها ليست امتدادا لها، بل ان لونها الغنائي هو الذي يميزها وهذه العلاقة قد تكون ليست بسبب اللون والصوت والايقاع او حتى الشبه بينهما بقدر ما هي مرتبطة بثنائية السورى والمصري في الفن في عالمنا العربي.

والدي صاحب التأثير الأكبر علي وعن الأشخاص الذين أثروا عليها في بداية مشوارها الفنية تقول أصالة انها لم تتأثر بأحد سوى والدها الذي علمها الغناء، وكان من عشاق ام كلثوم وعبد الوهاب وله طريقة خاصة في أداء هذه الاغنيات الطربية وتضيف أنها نقلت عنه هذا اللون في التطريب وهو الذي دفعها لاقتحام الساحة الفنية ومنه اقتبست اسلوبها في الاداء الغنائي.
وتقول اصالة أنها تحب ام كلثوم بالطبع لكنها تحب فيروز اكثر وتميل الى طريقتها واسلوبها ومدرسة الرحابنة في الغناء.

سلطنة وابداع وعن مدى انزعاجها من النقد خاصة عند اتهامها بالمبالغة أثناء أداءها لبعض الأغنيات تقول أنها مهتمة جدا بكل الآراء النقدية التي تكتب عنها وعن ادائها واسلوبها وتهتم بها وتقرأها بكل دقة، لان العالم العربي يعيش عصر بداية الديمقراطية في الفن وفي السياسة وهذا تطور جميل جدا أما عن المبالغة فتوضح انها تأتي من التواصل مع جمهور الحفلات وهو أمر يوجد فقط في مثل هذه الاجواء لان الجمهور الكبير الذي يتفاعل مع الفنان يجعله يعيش احيانا حالات الانسجام والسلطنة فيعيد ويزيد ويكرر ويمد في التطريب كنوع من الاجادة وليس الاستعراض خصوصا عندما يكون هناك هذا التجاوب والرضا والقبول من الجمهور إنه الطرب يفرض نفسه كحالة.

لا أحب الغناء من أجل النفاق وعن رأيها في الأغنيات الوطنية ترى أصالة أن الاغنيات التي تغنى بها سيد درويش والشيخ امام ومرسيل خليفة هي الأغاني الوطنية اما الغناء امام الحكام في اعياد الثورة وما الى ذلك هو نوع من النفاق والمديح غير المنطقي.
وتضيف أنها مع الاغنيات التي تمجد الانتفاضة وترفع الروح المعنوية لابناء الشعب الفلسطيني لأنها تعبر عن الوضع الراهن.

الأغنية الخليجية وحول السبب الذي شدها لغناء الأسلوب الخليجي تقول أن المعاني الشاعرية في كلماتها الجميلة جدا خصوصا اشعار الشيخ محمد بن راشد وهناك عدد كبير من الشعراء الامراء في المملكة وكذلك الارتام والايقاعات المتطورة والمليئة بالاحاسيس هو ما شدها لها.
ولا تنسى اصالة اغنية اسمع صدى صوتك التي لحنها الفنان الاماراتي عيد الفرج التي كانت بداية موفقة جدا اذ تجاوب معها الناس في مصر والشام والمغرب العربي وظلت الجماهير لفترة طويلة تطلب منها هذه الاغنية.

كليب محافظ وحول الميل إلى المحافظة في تصوير اغانيها تقول أصالة ان سبب ذلك يعود ببساطة لحرصها على ان تشاهدنها الاسرة بكامل اعضائها ولذلك فهي لا تلجأ الى التصوير العاري او الرقص الخليع او الملابس الخفيفة والشفافة.
وتضيف أنها تحاول تقدم اغنية مصورة حسب ما تتطلبه آليات العرض في المحطات التلفزيونية لكن دون السقوط في هذه الجزئية التي يمارسها البعض وتنجح اغنياتهم لهذا السبب للتصوير في حد ذاته وليس للصوت او اللحن او الكلمات.
وترى أن هناك كثير من المطربين شهرتهم اكبر بكثير من موهبتهم وهناك كثيرون لديهم موهبة حقيقية ليس في الغناء فقط في الفن عموما ولم يحققوا الشهرة التي تليق بهم نظرا لتحكم كثير من العوامل
ولكي يصبح الفنان الموهوب مشهورا عليه وفقا لأصالة ان يتحلى بمستوى من الطموح لا يقل عن موهبته ولكن هذا على المستوى الشخصي ويوجد عند البعض بالتأكيد اما الاهم فان المسئولين عن المحطات والاعلام والصحافة الفنية لابد ان يكون لديهم ايمان حقيقي وأكيد بأهمية الموسيقى والغناء الجيد والراقي في حياتنا وعلى الصحفيين ان يقاوموا الفن الهابط والسيئ وبالمقابل يدفعون المواهب الجادة والحقيقية للظهور.