دمشق تدعي العثور على ورشة أسلحة كيماوية للمعارضة بالغوطة

الحرب مستمرة

موسكو - نسبت وكالات أنباء روسية لعقيد سوري أن الجيش السوري أعلن الاثنين أنه عثر على ورشة لمقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية تستخدم في إنتاج أسلحة كيماوية.

وقال العقيد السوري "من المرجح أن الذخائر التي عثر عليها تم تصنيعها في إطار التحضير للاستفزاز، ولاتهام القوات الحكومية باستخدام الأسلحة الكيميائية".

ويتهم رجال إغاثة ونشطاء من المعارضة في الغوطة الشرقية الحكومة باستخدام غاز الكلور خلال الحملة.

وتنفي الحكومة السورية ذلك. وتتهم دمشق وموسكو المعارضة بتدبير هجمات بالغاز السام من أجل تحميل مسؤوليتها للحكومة السورية.

وحذر نائب الرئيس الأميركي جيم ماتيس الحكومة السورية من استخدام الغاز كسلاح في العمليات العسكرية في الغوطة.

وتعهد الرئيس السوري بشار الأسد بمواصلة الهجوم في الغوطة الشرقية، أحد أكثر الهجمات فتكا منذ بداية الحرب.

وشن النظام السوري الأحد غارات جوية وألقى براميل متفجرة على الجزء المحاصر من الغوطة الشرقية التي تشهد منذ ثلاثة أسابيع حملة عسكرية دموية خلفت عشرات الجثث تحت الأنقاض.

وعزل الجيش السوري السبت دوما، ابرز مدن الغوطة الشرقية بعدما تمكن اثر تقدم كبير من تقسيم المنطقة إلى أجزاء ثلاثة: دوما ومحيطها شمالا، حرستا غربا، وبقية المدن والبلدات التي تمتد من الوسط إلى الجنوب.

قال المجلس المحلي بمدينة دوما السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة إن المدينة تواجه وضعا كارثيا مع تحولها لملاذ لآلاف الفارين أمام تقدم القوات الحكومية في الغوطة الشرقية.

وأضاف المجلس الذي تديره المعارضة أن آلاف الأسر تمكث الآن في العراء بالشوارع والحدائق العامة بعد امتلاء الأقبية والملاجئ بالفعل بما يفوق طاقتها.

وقال المجلس في بيان "بعد أكثر من عشرين يوما على الحملة الهمجية والإبادة الجماعية في الغوطة الشرقية، مما أدى إلى تردي الوضع الإنساني والغذائي إلى مستوى كارثي، إننا في المجلس المحلي لمدينة دوما نوجه نداء استغاثة للمنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية عامة لرفع المعاناة عن الأهالي في مدينة دوما".

وأضاف أن الضربات الجوية المكثفة أدت لتوقف دفن القتلى في مقبرة المدينة.

وواصلت قوات النظام بدعم روسي الأحد تقدمها في الغوطة الشرقية وسيطرت على بلدة مديرا التي تتوسط الأجزاء الثلاثة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى اشتباكات دارت في محيطها كما على جبهات أخرى بوتيرة اقل.

وكان الجيش السوري شن هجومه البري على الغوطة من الجهة الشرقية، وبسيطرته على مديرا التقت قواته المتقدمة بتلك الموجودة عند الأطراف الغربية، تحديدا قرب إدارة المركبات، القاعدة العسكرية الوحيدة لقوات النظام في الغوطة الشرقية.

ويضيق الجيش السوري يوميا الخناق على الفصائل المعارضة في الغوطة حيث يعيش 400 ألف مدني محاصرين منذ العام 2013.

ووثق المرصد السوري الأحد مقتل 23 مدنيا بينهم 8 أطفال في القصف على عدد من مناطق الغوطة الشرقية.

ومساء تركز قصف قوات النظام على حرستا التي استُهدفت بـ18 غارة.

ويتزامن تقدم قوات النظام في الغوطة مع هدنة إنسانية أعلنتها روسيا، تنص على وقف الأعمال القتالية خمس ساعات يوماً، ويتخللها فتح "ممر إنساني" لخروج المدنيين، إلا أن أحدا لم يخرج منذ بدء تنفيذها قبل 12 يوماً، وفق المرصد.

وتتهم دمشق وموسكو الفصائل المعارضة بمنع المدنيين من الخروج.

ويُذكّر ما يحصل في الغوطة الشرقية بمعركة مدينة حلب التي حاصرت قوات النظام أحياءها الشرقية قبل أن تشن هجوما بريا تخللته هدنات مؤقتة، إلى أن انتهت المعركة بإجلاء آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين إلى مناطق تسيطر عليها الفصائل المقاتلة شمال غرب سوريا.