فرنسا تلوح بضرب مواقع الأسلحة الكيمياوية في سوريا

الغرب لا يمتلك حتى الآن أدلة قطعية على استخدام الأسد غازات سامة

باريس/بيروت - قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده مستعدة لتوجيه ضربات موجهة ضد أي موقع في سوريا يستخدم لشن هجمات كيمياوية تفضي إلى مقتل مدنيين، في تهديد صريح للنظام السوري الذي يشتبه في شنه هجمات كيمياوية في الغوطة الشرقية ومناطق أخرى خلال الأسابيع الأخيرة.

وجاء تهديد ماكرون وهو الأكثر صرامة منذ بدء القوات السورية هجوما واسعا على الغوطة الشرقية المحاصرة منذ 2013 والتي يفترض أنها مشمولة باتفاق خفض التصعيد برعاية كل من روسيا وإيران الداعمتين لنظام بشار الأسد وتركيا الداعمة للمعارضة السورية.

وقبل قليل من مناقشة ملف سوريا في الأمم المتحدة، قال ماكرون إن موسكو الحليف الوثيق لحكومة بشار الأسد، لم تبذل ما يكفي من الجهد للسماح بدخول إمدادات الإغاثة إلى جيب الغوطة الشرقية الذي تسيطر عليه المعارضة على مشارف دمشق.

وعندما سئل بشأن الصراع السوري خلال مؤتمر صحفي في الهند، قال ماكرون إن فرنسا ستكون على استعداد للقيام بضربات إذا وجدت \"أدلة قاطعة\" على أن الأسلحة الكيمياوية استخدمت للقتل.

وتابع \"في اليوم الذي نحصل فيه خاصة بالتنسيق مع شركائنا الأميركيين على أدلة قاطعة على تجاوز الخط الأحمر، أي استخدام الأسلحة الكيمياوية للقتل، سوف نقوم بما قام به الأميركيون أنفسهم قبل بضعة أشهر، سنعد أنفسنا لشن ضربات موجهة\".

وكان الرئيس الفرنسي يشير إلى الهجوم الصاروخي الأميركي على قاعدة الشعيرات الجوية السورية في ابريل /نيسان 2017 التي يعتقد أن طائرات حربية سورية انطلقت منها في هجوم على بلدة خان شيخون استخدمت فيه على الأرجح غازات سامة وأسفر عن مقتل فيه 88 مدنيا.

وليست هذه المرة الأولى التي تلوح فيها فرنسا بالتدخل في مواجهة هجمات كيمياوية بسوريا، إلا أن تهديد ماكرون يبدو الأكثر صرامة في سياق تحذيرات سابقة للنظام السوري.

وتشتبه الأمم المتحدة والولايات المتحدة في شن دمشق هجمات كيمياوية في الغوطة الشرقية في الفترة الأخيرة، لكنها تقول إنها لا تملك ادلة قطعية على ذلك، فيما تنفي الحكومة السورية امتلاكها أسلحة محظورة دواليا.

الحاجة لإجلاء عاجل لألف حالة طبية

وفيما تواصل قوات النظام السوري هجماتها على الغوطة الشرقية، أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في سوريا الاثنين الحاجة العاجلة لإجلاء ألف حالة طبية من المنطقة المحاصرة قرب دمشق.

ويعيش نحو 400 ألف شخص ظروفا انسانية صعبة للغاية في الغوطة الشرقية التي تحاصرها قوات النظام بشكل محكم منذ العام 2013.

وفاقم الهجوم الأخير لقوات النظام والمستمر منذ أسابيع معاناة المدنيين والكوادر الطبية في ظل نقص هائل في الأدوية والمعدات الطبية.

وقالت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية ليندا توم \"هناك أكثر من ألف شخص بحاجة إلى اجلاء طبي\"، موضحة أن \"معظمهم من النساء والأطفال\".

ومن بين تلك الحالات وفق الأمم المتحدة، 77 حالة طارئة تعد \"أولوية\".

ومنذ بدء قوات النظام تصعيدها على الغوطة الشرقية في 18 فبراير/شباط الذي تسبب بمقتل 1160 مدنيا، لم تسلم المرافق الطبية ولا الطواقم من القصف.

وبحسب الأمم المتحدة، تعرض 28 مرفقا طبيا للقصف وقتل تسعة من أفراد الطواقم الطبية.

وفي دمشق التي ترد الفصائل بإطلاق القذائف عليها، تعرضت خمسة مستشفيات و26 مدرسة للقصف، وفق الأمم المتحدة.

وتبنى مجلس الأمن الدولي في 24 فبراير/شباط قرارا يطلب وقفا لإطلاق النار في سوريا لمدة 30 يوما \"من دون تأخير\" بهدف السماح بإيصال المساعدات واخلاء الحالات الطبية الحرجة.

وتمكنت الأمم المتحدة وشركاؤها من ادخال قافلة مساعدات انسانية على مرحلتين الأسبوع الماضي لم تتضمن أي أدوية أو مستلزمات طبية.