ترامب يتراجع عن فصل أطفال المهاجرين عن أسرهم تحت ضغط دولي

فصل واشنطن أطفال المهاجرين عن عائلاتهم ووضعهم في ما يشبه أقفاصا يثير جدلا حادا في أميركا وخارجها وسيلا من الانتقادات الغربية للإجراء الذي اتخذه الرئيس الأميركي قبل أن يتراجع عنه لاحقا.


غضب دولي وأميركي من قرار فصل أطفال المهاجرين عن أسرهم
احتجاز أطفال المهاجرين في أقفاص يصيب بريطانيا بصدمة عميقة
خامنئي يصف تصرفات ترامب بـ"الجريمة" بحق الطفولة

واشنطن - أوسلو - أجبرت انتقادات دولية وداخلية حادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الأربعاء على التراجع عن سياسة هجرة سببت غضبا في الداخل والخارج بتوقيعه على أمر تنفيذي ينهي فصل الأطفال عن ذويهم إذا ضبطت الأسر وهي تعبر الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك بشكل غير مشروع.

وقال ترامب للصحفيين خلال توقيع الأمر "إنه يتعلق بإبقاء الأسر معا مع التأكد في نفس الوقت من أن لنا حدودا منيعة وقوية للغاية".

وسبق أن أصر ترامب على أنه لا يملك فعل شيء بشأن سياسة الفصل.

وقبل توقيع الأمر قال مسؤول أميركي اليوم الأربعاء إن سياسة عدم التسامح مع المهاجرين غير الشرعيين قائمة كما هي.

وكان ترامب قال الاثنين الماضي إنه لن يسمح بأن تتحول الولايات المتحدة إلى "مخيم للمهاجرين".

ويقول أطباء إن فصل الأطفال عن ذويهم يمكن أن يصيبهم بصدمة مزمنة.

ويأتي تراجع ترامب عن قراره قبل يوم واحد من تصويت مقرر الخميس في مجلس النواب الأميركي على مشروع قرار يوقف فصل أطفال المهاجرين عن أهاليهم عند دخولهم البلاد بشكل غير شرعي.

وقال رئيس المجلس بول راين "لا نريد أن يؤخذ الأطفال من ذويهم. نستطيع تنفيذ قوانين الهجرة في بلادنا دون أن نفصل العائلات. وتقول الإدارة إنها تريد من الكونغرس التحرك وها نحن نتحرك"، مضيفا "غدا سيصوت مجلس النواب على قانون للإبقاء على أفراد العائلات معا".

وانتقدت دول غربية بشدة قرار الرئيس الأميركي وهاجمت ترامب بوصفه بأنه لم يعد الزعيم الأخلاقي للعالم الحر.

وقال الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن ياغلاند الأربعاء إن ترامب لم يعد "الزعيم الأخلاقي" للعالم و"لم يعد بإمكانه التحدث باسم العالم الحر"، ردا على قيام الإدارة الأميركية بفصل الأطفال عن عائلاتهم القادمة إلى الولايات المتحدة بصورة غير شرعية.

وتابع ياغلاند متحدثا لشبكة تي في 2 النروجية أثناء زيارة قام بها إلى موسكو "ما يجري على الحدود الأميركية المكسيكية حيث يفصل الأطفال عن أهلهم مؤشر على أنه لم يعد الزعيم الأخلاقي لبلاده ولا للعالم".

وتابع "كل ما يفعله يستبعده من الدور الذي لعبه الرؤساء الأميركيون على الدوام" مضيفا "لم يعد بإمكانه التحدث باسم ما يعرف بالعالم الحر".

وياغلاند هو من الأعضاء الخمسة في لجنة نوبل النروجية التي تمنح كل سنة جائزة نوبل للسلام، وهي مكافأة يدعو البعض إلى منحها هذه السنة لترامب لجهوده من أجل نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.

ويثير فصل الأطفال عن أهلهم القادمين بصورة غير شرعية إلى الولايات المتحدة ومعظمهم هربا من العنف في أميركا الوسطى، فضيحة داخل البلاد وسيلا من الانتقادات والتنديد في العالم.

وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الأربعاء أن "صور أطفال محتجزين في ما يبدو أشبه بأقفاص تثير صدمة عميقة. هذا خطأ ولسنا موافقين عليه، هذا ليس النهج البريطاني".

وأكدت أنها ستبحث موضوع الأطفال المفصولين عن عائلاتهم مع ترامب.

كما نددت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الأربعاء بفصل العائلات وقال الأمين العام للمنظمة أنخيل غوريا خلال مؤتمر صحافي في باريس إن "التشريعات في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بشأن القصَّر تتبع مبدأ تغليب مصلحة الطفل. وفي هذه الحالة، مثلما أشارت إليه اليونيسف، فإن الفصل ليس بالتأكيد في مصلحة الطفل".

وسئل ياغلاند عن انسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فأكد أن "هذا ليس مفاجئا".

وقال "ليس هذا سوى مثال إضافي يثبت أنه لا يريد المعاهدات الدولية ولا المنظمات الدولية المبنية على التعاون".

وأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء انسحابها من مجلس حقوق الإنسان ومقره في جنيف، متهمة المنظمة بـ"النفاق والتحيز" ضد إسرائيل.

وفي إيران وصف المرشد الأعلى علي خامنئي الأربعاء السياسة الأميركية القائمة على فصل أبناء المهاجرين عن أهلهم بـ"الجريمة".

وقال في خطاب ألقاه أمام مجلس الشورى ونشره موقع رسمي إن "رؤية صور الجريمة التي تتمثل في فصل آلاف الأطفال عن أمهاتهم في الولايات المتحدة لا تُحتمل. لكن الأميركيين وبكل خِسة يفصلون الأطفال عن أهلهم المهاجرين".

والعلاقات بين طهران وواشنطن مقطوعة منذ العام 1980 وغالبا ما يندد المرشد الأعلى بالغرب الذي يتهمه بـ"الانحلال الأخلاقي"، فيما توصف الولايات المتحدة بأنها "الشيطان الأكبر" في الخطاب الإيراني الرسمي.