
موقعان سعودي وعماني يزينان قائمة التراث العالمي
المنامة – أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) واحة الأحساء في السعودية ومدينة قلهات التاريخية في سلطنة عمان، في جملة المواقع المسجلة على قائمتها للتراث العالمي.
وافتتحت مؤخرا في المنامة اجتماعات لجنة التراث العالمي لمنظمة يونيسكو لاختيار المواقع الجديدة التي ستُدرج على قائمة التراث العالمي، في حدث سنوي بارز له انعكاسات ثقافية واقتصادية ايجابية على البلدان المعنيّة.
وتتألف اللجنة التي تجتمع كلّ عام من 21 دولة طرفاً في الاتفاقية المتعلقة بحماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي.
واتخذ القرار خلال الدورة الثانية والأربعين للجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو والمنعقدة في المنامة في لقائها السنوي حتى الرابع من تموز/يوليو.
وباتت السياحة في قلب الأولويات الاقتصادية في السعودية وعمان خصوصا وفي الدول الخليجية عموما في ظل سعيها إلى تنويع أسواقها تمهيدا لما بعد الاقتصادات النفطية.
وقدمت السعودية الأحساء في ملفّ الترشيح على أنها "منظر ثقافي آخذ في التغير".
ويعد "هذا المنظر الطبيعي الثقافي الفريد مثالا استثنائيا على التفاعل بين البشر والبيئة المحيطة بهم"، بحسب بيان اليونسكو التي لفتت إلى أن هذه الواحة الواقعة في الجزء الشرقي من شبه الجزيرة العربية تزخر بـ"الحدائق وقنوات الري وعيون المياه العذبة والآبار وبحيرة الأصفر ومبان تاريخية ونسيج حضري ومواقع أثرية تقف شاهدا على توطن البشر واستقرارهم في منطقة الخليج منذ العصر الحجري الحديث حتى يومنا هذا".
ويولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان للموروثات العائدة لما قبل الإسلام أهمية كبيرة في إستراتيجيته لتنشيط السياحة.
وكما الأحساء التي تعدّ أكبر واحات النخيل في العالم، تعود مدينة قلهات الأثرية إلى حقبة ما قبل الإسلام وهي ازدهرت "بين القرنين الحادي عشر والخامس عشر الميلادي، وذلك في فترة حكم أمراء هرمز"، وفق ما جاء في البيان الصادر عن اليونسكو.

وشكلت هذه المدينة الواقعة على الساحل الشرقي لعمان والتي تحدها أسوار خارجية وداخلية، ميناء هاما للتبادلات العابرة للمحيط الهندي حيث كان تقايض الخيول العربية والقطع الخزفية الصنية.
وهي "تقدم اليوم شهادات أثرية فريدة على التبادلات التجارية بين الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية وافريقيا الشرقية والهند حتى الصين وجنوب شرق آسيا"، بحسب المصدر عينه.
ويساهم قرار اليونسكو في وضع الدولتين الخليجيتين على خارطة السياحة العالمية.
ومن المواقع المرشحة للانضمام الى قائمة التراث العالمي خور دبي في الإمارات، ومدينة الزهراء التي تعود للعصر الإسلامي في إسبانيا، ومواقع مسيحية مخفيّة في منطقة ناغازاكي في اليابان، ومجمّع مبني على الطراز الفيكتوري في الهند، ومواقع الجنازة والنصب التذكارية لضحايا الحرب العالمية الأولى في الجبهة الغربية بين بلجيكا وفرنسا.
ويؤدي إدراج موقع ما على القائمة إلى جذب انتباه المنظمات العلمية والثقافية للحفاظ عليه ودراسته، ومنحه المساعدات المالية لمزيد تطويره وتعزيزه.
كما يصبح الموقع أكثر جذبا للسياح ما إن يدرج على القائمة، لكن ذلك يتطلب جهوداً للحفاظ عليه والتصدي للأضرار التي قد تلحقه والناجمة عن التوسع الحضري.

ويخصص جزء من اجتماع اللجنة الاممية لدرس إمكانية حذف عدد من المواقع التي تعاني من تدهور حالتها.
وخرج الحاجز المرجاني في بليز، ثاني أكبر موقع من نوعه في العالم بعد الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا، من قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر التي أدرج فيها عام 2009.
وكان هذا الحاجز المرجاني مدرجا في هذه القائمة منذ عقد من الزمن تقريبا إثر الاستغلال النفطي الذي كان يهدده.
ويضمّ الحاجز المسجل على قائمة التراث العالمي تنوعا حيويا كبيرا وتنتشر فيه أنواع كثيرة من الأسماك الاستوائية والسلاحف وسمك القرش.
ولم تكن بيليز تتمتع بقوانين صارمة في مجال حماية البيئة، ما دفع اليونسكو إلى الإعلان أن هذا الحاجز معرض للخطر في العام 2009.
واعلن برلمان بيليز في العام 2017 تجميد استخراج النفط من المناطق الساحلية لحماية الحاجز المرجاني.
ويطال خطر السحب من القائمة هذه السنة بشكل خاص مركز شاخيسيابز التاريخي في أوزبكستان.
والموقع القديم الذي أدرج على قائمة التراث العالمي في العام 2000 وبعدها على قائمة المواقع التراثية المهددة بالخطر في العام 2016، قد يخرج من القائمة كلياً بسبب مشاريع تنمية حضرية واسعة النطاق أدت إلى تغييرات عميقة في شكله وفي بيئة المعالم وحتى في بناه الأثرية.
وسحب موقعان على الأقل من قائمة التراث العالمي لليونسكو في السابق، غير أن هذه الخطوة لا تزال نادرة.
وشمل تحذير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة أيضا غابات المانغروف المعرضة للخطر إثر التوسع الحضري العشوائي على امتداد الساحل.
وفي كينيا، ادرجت بحيرة توركانا في المقابل على قائمة المواقع المهددة بالخطر بعد إنشاء سد في إثيوبيا كان له أثر خطير عليها، وفقا لليونيسكو.

وبحيرة توركانا تعدّ أكبر بحيرة صحراوية في العالم، وباتت مهددة جراء سدّ كهربائي - مائي وأيضا مشاريع ريّ في إثيوبيا.
وتحمل هذه البحيرة اسم "بحيرة اليشم" بسبب انعكاساتها الفريدة، وهي تمتد بطول 249 كيلومتراً من الشمال إلى الجنوب على طول الأخدود الإفريقي العظيم، ويبلغ عرضها 44 كيلومترا.
وهذه البحيرة هي "الأكثر ملوحة من بين البحيرات الكبرى في الشرق الإفريقي، والأكبر من بين البحيرات الواقعة في صحارى في العالم" وفق ما جاء على الموقع الإلكتروني لمنظمة اليونيسكو".
وفي هذه المنطقة في كينيا ثلاثة مواقع طبيعية مدرجة في قائمة التراث العالمي للمنظمة منذ عام 1997، وهي جزيرتا سنترال آيلند، وساوث آيلند وحديقة سيبيلوي الواقعة على الضفاف الشمالية الشرقية للبحيرة.