يلدريم يتسلم رئاسة البرلمان في خطوة تعزز قبضة اردوغان
أنقرة - قطع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خطوة أخرى في مسار إحكام قبضته على السلطة بعد أيام قليلة على أدائه اليمين الدستورية رئيسا بصلاحيات تنفيذية واسعة حيث تسلم الخميس آخر رئيس وزراء في عهده بن علي يلدريم رئاسة البرلمان، المؤسسة التشريعية التي يحظى فيها حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم بالغالبية البرلمانية.
ويلدريم هو واحد من أقرب المقربين من اردوغان وكان من أبرز الداعمين لتغيير النظام السياسي من برلماني إلى رئاسي بصلاحيات تنفيذية واسعة.
ويأتي تسلم يلدريم رئاسة البرلمان أيضا بعد الإعلان عن تشكيلة الحكومة التي عين فيها اردوغان صهره وزيرا للمالية في خطوة أثارت قلقا في الأسواق وتسببت في موجة انهيار جديدة لقيمة الليرة.
وأقيمت الخميس مراسم تسلم بن علي يلدريم رئاسة البرلمان الجديد من الرئيس المؤقت دورموش يلماز، في مكافأة لأحد أخلص رجال اردوغان.
وانتخب البرلمان التركي الجديد في وقت سابق اليوم الخميس، نائب حزب العدالة والتنمية عن ولاية إزمير (بن علي يلدريم) رئيسا له، بعد حصوله على الأغلبية المطلقة من الأصوات.
وهنأ الرئيس المؤقت يلماز الرئيس الجديد يلدريم بمنصبه، متمنيا له النجاح في أداء مهامه البرلمانية.
بدوره، أعرب رئيس الوزراء التركي السابق والأخير للبلاد، عن شكره ليلماز على تأدية مهمته في رئاسة البرلمان مؤقتا، موفيا بالتزامته حسب ما يمليه عليه دستور البلاد.
وأوضح أن انتقال البلاد من النظام البرلماني إلى الرئاسي، لن ينعكس فقط على السلطة التنفيذية وإنما في الوقت نفسه على السلطة التشريعية في المرحلة المقبلة.
وحصل يلدريم في الجولة الثالثة من التصويت بالجمعية العامة للبرلمان على 335 صوتا، من أصل 584 نائبا شاركوا بالتصويت.
بينما حصد نائب حزب الشعب الجمهوري، أردوغان طوبراق على 135 صوتا، فيما حصل نائب حزب الشعوب الديمقراطي عن ولاية سيعرت، ميرال دانيش، على 63 صوتا. ويبلغ إجمالي عدد نواب البرلمان 600 نائبا.
ومع انتقال البلاد إلى النظام الرئاسي، ألغي منصب رئيس الوزراء لتمنح صلاحياته إلى رئيس البلاد.
ووفق الدستور التركي، يتولى أكبر أعضاء البرلمان سنا، عقب الانتخابات التشريعية، رئاسة البرلمان لحين انتخاب رئيس جديد.
وفي حال تعذر حضور أكبر الأعضاء سنا، يتولاها ثاني أكبر الأعضاء سنا.
وكان من المفترض أن يتولى دنيز بايكال (79 عاما) النائب عن حزب الشعب الجمهوري، رئاسة البرلمان مؤقتا، إلا أن حالته الصحية لم تسمح له بتقلّد المنصب، فوقعت مهمة الرئاسة المؤقتة على دورموش يلماز (71 عاما) النائب عن حزب "إيي"، وهو ثاني أكبر أعضاء البرلمان سنا بعد بايكال.
ويمهد تولي يلدريم رئاسة البرلمان للرئيس التركي تمرير التشريعات التي بات من حقه وفق الصلاحيات التنفيذية الواسعة اقتراحها أو تغييرها.
وبات اردوغان يتحكم في كل تفاصيل إدارة الدولة وتنظيم عمل الوزارات واقالة وتعيين الوزراء والموظفين.
وبحسب النظام الجديد سيكون من صلاحيات رئيس الجمهورية تعيين الوزراء ونحو 500 من الموظفين رفيعي المستوى في الدولة، بينما سيتم تعيين الموظفين في الوزارات بناءً على قرار من الوزير نفسه.
وينص النظام الجديد على إلغاء منصب المستشارين ويعوض عنهم بعدد 5 مساعدين ونواب لكل وزير.
وأكدت مصادر حكومية أن التشكيل الجديد للوزارات سيشمل تشكيل مناصب نائب وزير، ومديرية عامة، ورئاسة الإدارة. وسيتم تغيير اسم المؤسسات التي شكلت باسم استشارية إلى رئاسة لتصبح: رئاسة الاستخبارات الوطنية ورئاسة الصناعات الدفاعية ورئاسة الشؤون الدينية ورئاسة هيئة الأركان والأمانة العامة لمجلس الأمن الوطني بالإضافة إلى إلغاء مستشارية الأمن القومي.