موسكو تشكك في سحب واشنطن قواتها من سوريا
واشنطن/موسكو - شككت روسيا اليوم الخميس في قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قواته من سوريا، مشيرة إلى أن تجارب سابقة تؤكد أن الإعلان الأميركي قد لا ينفذ.
ودافع ترامب اليوم الخميس عن قراره بإعلان النصر على تنظيم الدولة الإسلامية وسحب القوات الأميركية بالكامل من سوريا، قائلا إنه يفي بتعهد قطعه خلال حملته الانتخابية، في تصريح أيده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكنه شكك في أن تسحب واشنطن كافة قواتها من سوريا.
وقال ترامب "الخروج من سوريا لم يكن مفاجئا. أطالب به منذ سنوات وقبل ستة أشهر، عندما عبرت علنا عن رغبتي الشديدة في فعل ذلك. وافقت على البقاء لمدة أطول. روسيا وإيران وسوريا وآخرون هم العدو المحلي للدولة الإسلامية. نحن نؤدي عملهم. حان الوقت للعودة للوطن، وإعادة البناء".
وأضاف أن الولايات المتحدة "لا تريد أن تكون شرطي الشرق الأوسط" في معرض دفاعه عن قراره بسحب القوات الأميركية المنتشرة في سوريا.
وقال في تغريدة "الانسحاب من سوريا ليس مفاجأة. أنا أقوم بحملة من أجل هذا الأمر منذ سنوات"، مضيفا "هل تريد الولايات المتحدة أن تكون شرطي الشرق الأوسط؟ وألا تحصل على شيء غير خسارة أرواح غالية وإنفاق آلاف ترليونات الدولارات لحماية أشخاص، لا يثمنون في مطلق الأحوال تقريبا ما نقوم به؟ هل نريد أن نبقى هناك إلى الأبد؟ حان الوقت أخيرا لكي يقاتل الآخرون".
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس إنه متفق إلى حد بعيد مع نظيره الأميركي على أن تنظيم الدولة الإسلامية قد انهزم، لكنه عبر عن تشككه فيما إذا كانت الولايات المتحدة ستنسحب بالكامل من سوريا.
وذكر بوتين أن موسكو لم ترصد أي مؤشرات على الانسحاب الأميركي وأن الولايات المتحدة قالت مرارا إنها ستغادر أفغانستان، لكنها لم تفعل.
واعتبرت برلين الخميس أن القرار الأميركي بالانسحاب الأحادي الجانب من سوريا يمكن أن يضر بالمعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية وأن "يهدد النجاح الذي سُجّل حتى الآن" ضد التنظيم الجهادي.
وقال وزير الخارجية الألماني هيكو ماس في بيان "لسنا الوحيدين في استغراب التغيير المفاجئ في سياسة الجانب الأميركي. لقد تراجع تنظيم الدولة الإسلامية لكن التهديد لم ينته بعد".
وتابع "هناك خطر من أن قرار ترامب قد يضر بالقتال ضد التنظيم ويهدد ما تم تحقيقه حتى الآن". وتشارك ألمانيا في جهود التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وأعاد قرار ترامب بسحب قوات بلاده من سوريا خلط الأوراق مجددا في الساحة السورية، حيث يأتي فيما تحشد تركيا لأوسع هجوم على مدينة منبج على غرار هجومها السابق على مدينة عفرين.
ومن المتوقع أن تتعرض قوات سوريا الديمقراطية التي كانت إلى وقت قريب مدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لهجوم تركي لوحت أنقرة مرارا بشنه ما لم تدفع واشنطن الوحدات الكردية للخروج من منبج.
والوحدات الكردية هي العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية وكانت تحظى بحماية القوات الأميركية في منبج التي حالت مرارا دون استهدافهم من قبل تركيا التي تصنفها تنظيما إرهابيا وتعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
كما كشف قرار الرئيس الأميركي عن انقسامات داخل ادارته حيث سبق لوزارتي الدفاع والخارجية أن حذّرتا من سحب القوات الأميركية من سوريا.
وأشار وزيرا الدفاع جيمس ماتيس والخارجية مايك بومبيو إلى أن الانسحاب الأميركي من سوريا من شأنه تقوية النفوذ الإيراني والروسي في المنطقة.
ويلتقي السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام مع هذا الرأي محذرا من أن الانسحاب العسكري من سوريا سيكون قرارا خاطئا وسيمنح كلا من الرئيس السوري بشار الأسد وحليفتيه روسيا وإيران فرصة للتمدد والسيطرة.