الهجمات الانتحارية تطرق معاقل الأسد

تفجير بسيارة مفخخة يسفر عن مقتل منفذ العملية وإصابة مدنيين في اللاذقية في ثاني هجوم انتحاري في أقل من أسبوع في مناطق سيطرة النظام السوري.

الهجوم على محدودية أضراره يشكل رسالة للنظام السوري
تفجير بسيارة مفخخة يخترق هدوء اللاذقية
القبضة الأمنية في اللاذقية لم تحل دون وقوع هجمات ارهابية

دمشق - ذكرت وسائل إعلام سورية رسمية أن سيارة ملغومة انفجرت في مدينة اللاذقية التي تسيطر عليها الحكومة اليوم الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل قائدها وإصابة عدة أشخاص.

وأظهرت صور لقناة الإخبارية التلفزيونية الرسمية مجموعة كبيرة من الأشخاص في حالة اضطراب في شارع بينما يتصاعد الدخان من حطام على الأرض.

ورغم سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد على أكثر من نصف مساحة سوريا، إلا أن شن الهجمات لا يزال يتم من وقت لآخر داخل المدن التي يسيطر عليها سواء كانت هجمات انتحارية أو بسيارات ملغومة.

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن قائد السيارة الملغومة وهي فان صغيرة من نوع سوزوكي، قُتل في الانفجار وأن أربعة آخرين أصيبوا.

وأضافت أن السلطات فككت عبوة ناسفة أخرى في الموقع ذاته قبل انفجار السيارة الملغومة، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، إن خمسة أشخاص أصيبوا في الانفجار.

والهجوم الانتحاري على محدودية أضراره يشير بقوة إلى عودة التفجيرات بوتيرة لافتة في معاقل النظام السوري.

والأحد الماضي سمع دوي انفجار في محيط دمشق، في حادثة رجحت بعض وسائل الإعلام السورية أن يكون "عملا ارهابيا"، لكن مدير الدفاع المدني في العاصمة آصف حبابة قال إن الانفجار تسبب فيه فنيون عسكريون كانوا يفجرون قنبلة.

اللاذقية كانت إلى وقت قريب آمنة من التفجيرات الانتحارية
هلع في ساحة الحمام بمدينة اللاذقية

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان لاحقا إن قتلى وجرحى سقطوا في الانفجار الذي وقع قرب مكتب أمني في جنوب العاصمة وهو الأول منذ سنة.

وأورد التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل "سماع دوي انفجار في المتحلق الجنوبي بمحيط دمشق والأنباء الأولية تتحدث عن عمل إرهابي"، من دون إضافة أي تفاصيل.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "الانفجار الكبير وقع قرب فرع أمني في جنوب دمشق، إلا أنه ليس واضحا ما إذا كان ناتجا عن عبوة ناسفة أو تفجير انتحاري"، مشيرا إلى أنه أعقبه تبادل كثيف لإطلاق النار.

ومنذ العام 2011، بقيت دمشق نسبيا بمنأى عن النزاع الدامي الذي تشهده البلاد، إلا أنها تعرضت لعدة تفجيرات تبنت معظمها تنظيمات جهادية. كما كانت عرضة لقذائف الفصائل المعارضة حين كانت تسيطر على أحياء في أطرافها ومناطق في محيطها.

وإثر عمليات عسكرية واتفاقات إجلاء مع الفصائل المعارضة والجهاديين، تمكن الجيش السوري في مايو/أيارمن العام 2018 من استعادة السيطرة على كافة أحياء مدينة دمشق ومحيطها. ولم تشهد العاصمة منذ فترة طويلة أي تفجيرات، لكن جرى استهداف مناطق قربها في قصف جوي اتهمت دمشق إسرائيل بتنفيذه.

وباتت القوات الحكومية اليوم تسيطر على أكثر من ستين بالمئة من مساحة البلاد.

وتسبب النزاع السوري منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وتسبب بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.