واشنطن تجدد قلقها من نفوذ حزب الله وتهديده لاستقرار لبنان
بيروت – جددت الولايات المتحدة مخاوفها من سيطرة حزب الله الذي تصنفه كجماعة إرهابية، على الحكومة اللبنانية الجديدة وتداعيات ذلك على البلاد.
وجاءت مخاوف واشنطن على لسان السفيرة الأميركية في بيروت إليزابيت ريتشارد، خلال لقائها اليوم الثلاثاء، رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري.
وعبرت ريتشارد خلال اللقاء عن قلق بلادها بشأن الدور المتنامي "لمنظمة لا تزال تحتفظ بميليشيا"، في الحكومة، في إشارة إلى حزب الله المدعوم من إيران.
واستعرض الحريري مع السفيرة الأميركية آخر المستجدات في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء.
وقالت ريتشارد بعد اللقاء لقد أبلغت رئيس الوزراء "قلق الولايات المتحدة بشأن الدور المتنامي في الحكومة لمنظمة لا تزال تحتفظ بميليشيا لا تخضع لسيطرة الحكومة، وتستمر في اتخاذ قراراتها الخاصة بالأمن القومي وهي قرارات تعرض بقية البلاد للخطر، وهي تستمر في خرق سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة من خلال مشاركتها في نزاع مسلح في ثلاث دول أخرى على الأقل".
وأضافت السفيرة أن "هذا الوضع لا يساعد على الاستقرار، بل يشكل زعزعة له بشكل أساسي".
يذكر أن الحكومة الجديدة تشكلت في نهاية يناير الماضي بعد أكثر من 8 أشهر من المشاحنات بشأن حقائب الوزارة الثلاثين. وضمت معظم الأحزاب الكبرى الممثلة في مجلس النواب منها تلك التابعة للرئيس ميشال عون والحريري المدعوم من الغرب ورئيس البرلمان نبيه بري بالإضافة إلى جماعة حزب الله المدعومة من إيران.
وأهم وزارة يتولاها حزب الله هي وزارة الصحة التي لها نصيب من التمويلات الخارجية، لتكون بذلك المرة الأولى التي يتولى فيها وزارة ذات ميزانية كبيرة.
واحتفظت حليفته حركة أمل الشيعية بوزارة المالية بينما تولى حليف آخر لحزب الله، وهو التيار الوطني الحر، وزارة الخارجية.
وشددت واشنطن فور الإعلان عن الحكومة الجديدة على جميع الأطراف فيها بضرورة "النأي بالنفس عن النزاعات الإقليمية والتمسك بالتزاماتها الدولية، بما في ذلك تلك الواردة في قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 1559 و1701".
وتتهم الولايات المتحدة إيران بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط خصوصا عبر تقديمها الدعم العسكري للنظام في سوريا وحزب الله.
وكان حزب الله يتمسك بدور هامشي في الحكومات اللبنانية المتعاقبة، لكنه أصر على أن يكون له حقيبة أساسية في حكومة سعد الحريري الجديدة رغم التحفظات الداخلية والأميركية.
وليس واضحا كيف يمكن للحكومة الجديدة التي يهيمن عليها الحزب أن تنأى بلبنان عن الصراعات الإقليمية، فحزب الله ذاته الشريك في الحكم لايزال يواصل القتال إلى جانب القوات السورية دعما للرئيس بشار الأسد كما يواصل تعزيز نفوذه عسكريا وسياسيا في لبنان مؤججا الانقسامات الداخلية.
وليس واضحا أيضا كيف يمكن تطبيق سياسة النأي بالنفس مع ارتباط حزب الله بإيران المتهمة بمحاولة زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وسلمت الولايات المتحدة صواريخ موجهة بالليزر تزيد قيمتها على 16 مليون دولار للجيش اللبناني الأسبوع الماضي، بعد وقت وجيز من إعلان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال زيارة إلى بيروت، استعداد بلاده لدعم الجيش اللبناني.
وقالت واشنطن أن تلك المساعدات العسكرية للجيش تأتي لتبرهن على ما وصفته "بالتزام قوي وراسخ" تجاهه بهدف دعمه وباعتباره "المدافع الشرعي الوحيد" عن لبنان.
وقالت السفيرة الأميركية إن الولايات المتحدة أكبر المانحين للبنان بالمساعدات التنموية والإنسانية والأمنية. وأضافت "في العام الماضي وحده، قدمت الولايات المتحدة مساعدات بأكثر من 825 مليون دولار، وكانت أكثر مقارنة مع العام السابق".
ومنح مجلس النواب، يوم الجمعة الماضي، ثقته للحكومة الائتلافية الجديدة ليعطيها الضوء الأخضر لبدء عملها بعد جلسة ناقش فيها النواب سياساتها المقترحة.
وكان الحريري قال إن حكومته ستضع على رأس أولوياتها الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة للسيطرة على الدين العام الضخم للبنان.