'مراحيض للأبقار' لخفض انبعاثات غازات الأمونيا

مبتكر هولندي يعوّل على طريقة جديدة وطريفة لإخراج فضلات البقر وللمساعدة في خفض انبعاثات الأمونيا المضرة للبيئة.
مراحيض مبتكرة تخفض كمية الأمونيا إلى النصف
قواعد أكثر صرامة حول انبعاثات غازات الأمونيا في هولندا
غازات الأمونيا تتسبب بتلوث الهواء

هولندا – لا يعد تعليم الأبقار طريقة استخدام المرحاض مهمة سهلة، لكن مبتكرا هولنديا يعوّل على مبولة جديدة للبقر للمساعدة في خفض انبعاثات الأمونيا التي تسبب أضرارا بيئية.
وبدأت الاختبارات في مزرعة هولندية على هذا الجهاز الذي يستوعب بين 15 و20 لترا من البول التي تنتجه بقرة متوسطة الحجم يوميا.
وهذه الكمية من البول تنتج كميات هائلة من غاز الأمونيا في بلد مثل هولندا التي تعد ثاني أكبر مصدر للزراعة والأغذية الزراعية في العالم بعد الولايات المتحدة.
وقال هينك هانزكامب مبتكر هذا الجهاز "نحن نعالج المشكلة من مصدرها"، مضيفا "لن تكون البقرة نظيفة تماما، لكن يمكنك تعليمها استخدام المرحاض".

والطريقة التي يعمل بها المرحاض لافتة. فالمبولة موضوعة في صندوق خلف البقرة بينما يوجد أمامها حوض مليء بالعلف. وبمجرد انتهائها من الأكل، تحفّز ذراع أوتوماتيكية العصب الموجود قرب ثدي البقرة، ما يجعلها تريد التبول.
وتُختبر حاليا "مراحيض الأبقار" في مزرعة قرب بلدة دوتيخيم في شرق هولندا، وقد تعلمت 7 من الأبقار الـ58 الموجودة فيها، طريقة استخدامها دون الحاجة إلى تحفيز.
ويقول هانزكامب الذي يملك شركة لصنع الآلات الزراعية إن هذه المراحيض قد "تخفض كمية الأمونيا المنتجة إلى النصف على الأقل".
وتُدخِل هولندا قواعد أكثر صرامة حول انبعاثات غازات الأمونيا التي تتسبب بتلوث الهواء.
ويعتبر تلوث الهواء عامل خطر مساهم لعدد من الأمراض، بما فيها مرض القلب التاجي، وأمراض الرئة والسرطان والسكري.
وتنبعث الجسيمات الدقيقة المحمولة جوا في الغالب من المصانع وعوادم السيارات وأفران الحطب والتدخين، ويمكن أن تستقر في الرئة مع استنشاقها، وتنتقل إلى مجرى الدم، وتزيد فرص الإصابة بأمراض خطيرة ومزمنة.
وحذّرت دراسة أميركية حديثة من أن تلوث الهواء لا يضر بالرئتين والقلب حسب، بل يمكن أن يؤثر على الكلى أيضًا ويفاقم خطر الإصابة بالفشل الكلوي.
وأرجع الباحثون السبب في ذلك إلي الجسيمات الدقيقة التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر المنبعثة من مصادر صناعية تستقر في الرئة.
ووجد الباحثون أن هذه الجسيمات الدقيقة تتلف الكلى بنفس الطريقة التي تؤذي بها الرئتين والقلب، وغالبًا ما تكون غير مرئية وموجودة في الغبار والأوساخ والدخان وتكون مدمرة للجسم حينما تغزو مجرى الدم.
وعادة ما تقوم الكلى بدور ترشيح تنقية الدم، وتعلق هذه الجزيئات الضارة في الكلى وتعطل وظائفها ويمكن أن تسبب الفشل الكلوي.
أظهرت دراسة حديثة أن تعرض العمال والموظفين لمستويات مرتفعة من التلوث يؤثر سلبا على إنتاجيتهم.
وقال خبراء أن "الشركات عادة تستفيد من القوانين المتراخية التي لا تكافح التلوث بشكل صارم، عن طريق التوفير في أجهزة التحكم في الانبعاثات وما شابه، وهنا نؤكد أن من يفعلون ذلك ستتأثر إنتاجية عمالهم بالسلب".
وكشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف"، مؤخرا، أن نحو 17 مليون رضيع في شتى أنحاء العالم يتنفسون هواءً سامًا، بما قد يضر بتطور أدمغتهم.
وبحسب تقرير صدر عن البنك الدولي في 2016، يتسبب تلوث الهواء في وفاة شخص من بين كل 10 أشخاص حول العالم، ما يجعلها رابع أكبر عامل خطر دوليًا، واكبر في الدول الفقيرة حيث يتسبب في 93% من الوفيات أو الأمراض غير المميتة.