ورش تصنيع الشموع بمصر في طريقها إلى الاندثار

حرفة متوارثة عن الأجداد تعاني من قلة الأرباح ونقص اليد العاملة وتصطدم بهيمنة المنتجات المستوردة الرخيصة.

القاهرة - في ورشة بدائية بالقاهرة يعتمد الحاج محمد حسين على طريقة بسيطة لتصنيع الشموع لمختلف المناسبات. ولا يجني من هذه الورشة إلا ربحا متواضعا لكن ما يقلقه هو أن المهنة في طريقها إلى الاندثار.
وأصبح حسين، الذي يبلغ من العمر 60 عاما، واحدا من صناع الشموع القلائل للغاية في منطقة الغورية التي كانت تعج يوما ما بالورش قبل أن تقضي عليها المنتجات المستوردة الرخيصة.
ووجد صناع شموع مصريون صعوبة في الإبقاء على شعلات شموعهم مضاءة وسط منافسة ضارية من المنتجات المستوردة.
وقال حسين "ورثت المهنة عن والدي ولا أتقن غيرها.. لذا أتمسك بها بشدة رغم انخفاض عائد التشغيل ونقص العمالة التي ترغب في تعلمها أو العمل بها".
ويستخدم المصريون الشموع في العديد من المناسبات مثل الأعراس كما يستخدمها المسيحيون في صلواتهم بالكنيسة.
ويقوم العمال في الورشة بفرد خيوط الشمع وغمسها في شمع مصهور عدة مرات لضمان انتظام توزيع الشمع حول الخيط ووصول الشمعة للسمك المطلوب بطرق يدوية بسيطة ودون استخدام ماكينات تقريبا.
ويعد شهر رمضان مزدهراً بالنسبة لصناعة الشموع، إذ يقبل الكثيرون على شراء الشمع اليدوي الذي يوضع داخل فوانيس رمضان التقليدية. لكن حتى هذا النوع من الفوانيس، استبدل بأنواع مستوردة تعمل بالبطاريات.
ورأى حسين أن المسألة كلها تعتمد على التسويق، معترفاً أن المنتجات المحلية تعاني من مشكل كبير في هذا المجال.
ويستخدم حسين زيت البارافين في صناعة الشمع.
ويبلغ سعر الشمعة الواحدة جنيهاً مصرياً واحداً (0.13 دولار)، وتُنتج وحدة تضم 28 شمعة في نحو ساعة.