قيس سعيد يقبل دعم الإسلاميين شرط الحفاظ على المشروع

المرشح الرئاسي التونسي يؤكد انه لن يقابل الدعم بمنح مكاسب سياسية مشيرا انه سيدافع عن القانون والدستور بكل قوة ولن يسمح بالفوضى.
سعيد متهم بالحصول على دعم من جهات مارست العنف السياسي
المرشح الرئاسي يتحول الى لغز سياسي حير كثيرا من المراقبين نظرا لصعوده المفاجئ
سعيد يؤكد انه سيظل مدافعا عن الحقوق والحريات المذكورة في الدستور
قيس سعيد يتعهد بابعاد القضاء عن التدخلات السياسية في ملف الجهاز السري للنهضة

تونس - تحدث المرشح الرئاسي التونسي قيس سعيد في حوار على القناة الوطنية بث الخميس عن علاقته بالتيارات الثورية والاسلاماوية وقيادات سابقة في روابط حماية الثورة والتي أعلنت دعمه في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية في مواجهة منافسه نبيل القروي.
وقال قيس سعيد انه يشكر كل الذين يدعموه مهما كانت انتماءاتهم الحزبية او الفكرية ومهما اختلفت قناعاتهم مؤكدا انه يسعى في النهاية لتحقيق المشروع الذي ترشح من اجله وهو مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية للتونسيين.

وأضاف قيس سعيد "في النهاية لم اطلب دعما من اطراف معينة واقول لمن يدعمني في الدور الثاني لا تنتظر مني جزاء او مقابلا لان المشروع السياسي والفكري هو الذي يجمعنا وليس الأشخاص".
واكد المرشح الرئاسي انه سيدافع عن القانون والدستور بكل قوة ولن يسمح بالفوضى لان البلاد ليست في حاجة للصراعات المتعلقة بالهوية بل الشباب يحتاجون لتحقيق احلامهم في العيش الكريم.
وكانت عديد الأطراف السياسية اتهمت قيس سعيد بعلاقته بروابط حماية الثورة المكونة في اغلبها من اسلاميين والتي تشكلت بعد الثورة وتورطت في عمليات عنف ابان حكم الترويكا التي قادتها حركة النهضة لكنه تم حل الروابط في مايو/ايار 2014 بعد ثبوت ممارستها للعنف السياسي.

وكان المدون ورئيس تحرير تانيت برس نبيل الرابحي حذر في ابريل/نيسان من الأطراف الدائرة بقيس سعيد مؤكدا انها تنتمي في اغلبها لروابط حماية الثورة ومقربة من التيارات الاسلاموية.
وهذا التحذير بدا يأخذ صداه اليوم لدى شريحة هامة من الطبقة السياسية في تونس والذين طالبوا قيس سعيد بتوضيح موقفه من عديد المسائل الوطنية وطبيعة علاقته بالتيارات الثورية الاسلاماوية وبعدد من المحيطين به.

وتتصاعد هذه المخاوف مع وجود توجه واضح داخل حركة النهضة لدعم قيس سعيد غي الدور الثاني باعتباره قادرا على حماية المسار الثوري وتحقيق مطالب شباب الثورة.
لكن اخطر الداعمين للمرشح قيس سعيد هو رئيس ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف والذي يصفه الكثيرون بمحامي الارهابيين نظره لدوره في الترافع عن المشتبه في تورطهم في اعمال ارهابية في تونس.
ويوجه مخلوف تصريحات صدامية ضد منافسيه حيث هدد في السابق المسؤولين في الاتحاد العام التونسي للشغل بعد أن اتهمهم بالخيانة كما هدد مرارا بالدخول في مواجهة مع الحكومة الفرنسية في حال وصوله للسلطة.

وتتبنى تلك الجهات المتبنية للافكار الثورية والصدامية نهجا معاديا للغرب ولفرنسا بالتحديد بعد اتهامها بالاستيلاء على الثروات الطبيعية التونسية لكن من المفارقات ان المرشح سعيد نفسه يتهم من قبل معارضيه بانه مدعوم من جهات اجنبية غير معروفة.
وقال راشد الخياري وهو احد المرشحين ضمن قوائم ائتلاف الكرامة في الانتخابات التشريعية انه في حال تشكيل حكومة ثورية سيتم اعتقال السفير الفرنسي ومحاكمته في حال تجاوز الاعراف الدبلوماسية.

ومثل هذه التصريحات النارية تزيد من المخاوف التونسية من الاطراف الداعمة للمرشح قيس سعيد.
ومن المنتظر انه يواجه قيس سعيد في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية المرشح نبيل القروي المسجون في تهم تبييض اموال وتهرب ضريبي.
وحاول قيس سعيد تخفيف حالة التوجس والقلق التي تشعر بها التيارات الوسطية والتقدمية قائلا بانه الحريات الفردية والحقوق مضمونة وانه لا يمكن ان يسمح بالتعدي عليها خاصة وانها مضمنة في الدستور.

وتحدث قيس سعيد عن طريقة تعامله مع ملف الجهاز السري لحركة النهضة والاغتيالات قائلا بانه سيبعد القضاء عن التدخلات السياسية مهما كانت مصادرها وسيمنح القضاة كل الظروف المناسبة للنظر في القضية وانارة الراي العام.
وجدد سعيد موقفه من مسالة المساواة في الميراث مؤكدا ان المساواة الشكيلة تختلف في مضمونها عن مفهوم العدل مشيرا بانه يبداغه عن الحقوق مقابل احترام خصوصية الشعب في اشارة الى مسالة المساواة في الميراث.

ويظل قيس سعيد لغزا محيرا لكثير من المراقبين ويظل صعوده للمرتبة الاولى في الدول الاول للانتخابات الرئاسية وشعبيته مثيرا للاهتمام والتساؤل.