ترامب في لندن على وقع توترات متناثرة من بريكست إلى الناتو

زيارة الرئيس الأميركي ستعزز حظوظ جونسون في الفوز بأغلبية مطلقة بالبرلمان البريطاني لإتمام مفاوضات بريكست، خصوصا وأن ترامب وعد نظيره البريطاني باتفاق تجاري يضمن عدم معاناة الاقتصاد بعد الطلاق من الاتحاد الأوروبي.

واشنطن - يشارك الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطلع ديسمبر/كانون الأول في قمة الذكرى السبعين لقيام الحلف الأطلسي بلندن، وسيتزامن ذلك مع أوج حملة الانتخابات التشريعية البريطانية الحاسمة في ملف بريكست.

وستنظم القمة في المملكة المتحدة يومي 3 و4 من الشهر القادم. كما سيكون ترامب وزوجته في حفل الاستقبال الذي تنظمه الملكة اليزابيث الثانية بالمناسبة في قصر باكنغهام، بحسب ما أعلن البيت الأبيض الجمعة.

وعرف ترامب بانتقاده للحلف الأطلسي حتى أنه بدا أحيانا كأنه يشكك في جدواه، وفي المبادئ الأساسية للحلف الذي تأسس في 1949 لمواجهة الاتحاد السوفياتي مع بداية الحرب الباردة. وكثيرا ما طالب الحلفاء برفع مساهمتهم في ميزانية الحلف بدلا من الاتكال على ميزانية الدفاع الأميركية. ووجه ذلك خصوصا لألمانيا.

لكن في الأشهر الأخيرة تخلى ترامب نسبيا عن انتقاداته، مركزا كما فعل البيت الأبيض في بيانه الجمعة على "التقدم غير المسبوق الذي أحرزه الحلف من أجل تقاسم أفضل للعبء المالي، خصوصا مع أكثر من مئة مليار دولار من نفقات الدفاع الجديدة منذ 2016". وهي نجاحات يردها ترامب إلى مثابرته.

وأكدت الرئاسة الأميركية أنه "بعد سبعين عاما على تأسيسه، يبقى الحلف الأطلسي التحالف الذي حقق أكبر عدد من النجاحات في التاريخ، مع ضمان أمن وازدهار وحرية أعضائه".

وأضاف البيان أن "الرئيس سيركز أيضا على ضرورة أن يستعد الحلف الأطلسي لتهديدات المستقبل بما فيها تلك الآتية من الفضاء السيبراني والتي تمس البنى التحتية الحساسة لدينا وشبكاتنا للاتصالات وتلك التي يطرحها الإرهاب".

وبمنأى عن اللهجة التي سيتبناها ترامب في هذه الذكرى، فإن زيارته ستكون موضع متابعة في ضوء الانتخابات البريطانية في 12 ديسمبر/كانون الأول.

وقبل عشرة أيام من انتخابات حاسمة لبوريس جونسون الذي يعتبره ترامب "صديقا" له، من المرجح أن يغتنم الرئيس الأميركي الزيارة لتقديم دعم قوي لرئيس الوزراء البريطاني المحافظ ، فيما يأمل الأخير أن يفوز بأغلبية مطلقة يحتاج إليها في البرلمان لتبني اتفاقه للطلاق الذي تفاوض بشأنه مع الاتحاد الأوروبي.

ولم يبخل ترامب في الماضي في الإشادة بجونسون الذي قال أنه يكنى أحيانا "ترامب البريطاني". ووعده باتفاق تجاري ثنائي "رائع" بعد خروج المملكة من الاتحاد، ما شكل حجة مهمة لأنصار بريكست لضمان عدم معاناة الاقتصاد البريطاني من الطلاق.

لكن ترامب الذي يبدي أيضا إعجابه بنايجل فاراج المناهض لأوروبا، أظهر تحفظا أكبر إزاء الاتفاق الذي تفاوض بشأنه جونسون مع بروكسل، معتبرا أنه يعرقل إمكانية إبرام اتفاق تبادل حر بريطاني أميركي.

وهي ليست المرة الأولى التي يكون فيها ترامب في المملكة في لحظة حاسمة من السياسة البريطانية.

ففي يونيو/حزيران زار بريطانيا قبيل استقالة تيريزا ماي التي لم يتوقف عن مهاجمتها قبل شهر من ذلك. واغتنم الزيارة للقاء المرشحين لخلافتها وأولهم جونسون.