السراج لا يرى حرجا في استدعاء دبابات وطائرات تركية

رئيس حكومة الوفاق الليبية يقول إنه ليس لدى حكومته بديل عسكري سوى طلب المساعدة العسكرية من تركيا في اعتراف يؤكد في جانب منه فتح ساحة الغرب الليبي للتدخل والتمدد التركي.

السراج: من يعترض على الاتفاق مع تركيا يتوجه للعدالة الدولية
السراج يبرر اتفاقا عسكريا مثيرا للجدل مع تركيا
حكومة الوفاق تسوق لذرائع لاستدعاء تدخل عسكري تركي في ليبيا

روما - لم يجد رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج حرجا في الإعلان صراحة أنه مهتم بجلب دبابات وطائرات مسيرة من تركيا، قائلا في حوار مع صحيفة كوريري ديلا  سيرا الايطالية "نحن متهمون الآن بإحضار دبابات وطائرات بدون طيار تركية، لكن معذرة، ماذا كنتم تتوقعون؟ أن تقف حكومتنا مكتوفة الأيدي بينما يتم تدمير العاصمة لتملأها الدماء وتُحتل؟".

وكان السراج يشير إلى العملية العسكرية التي يقودها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والتي دخلت في الفترة الأخيرة مرحلة 'الحسم"، وفق إعلان القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية والتي تهدف إلى تطهير العاصمة طرابلس من الجماعات المتشددة.

وقال إنه بإمكان من يعترض على مذكرة التفاهم الأمني الموقعة مع تركيا، اللجوء للعدالة الدولية، مضيفا في المقابلة التي نشرت الاثنين "الحكومة الليبية ليس لديها بديل سوى طلب المساعدة العسكرية من تركيا".

وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مذكرتي تفاهم مع رئيس الحكومة الليبية فايز السراج: الأولى تتعلق بالتعاون الأمني والعسكري والثانية بتحديد مناطق الصلاحية البحرية.

السراج يفتح أبواب ليبيا للتدخل التركي
السراج يفتح أبواب ليبيا للتدخل التركي

وأثار الاتفاق انتقادات غربية وعربية كونه يشكل انتهاكا للقانون الدولي وللسيادة الليبية، حيث أن حكومة الوفاق تعتبر فاقدة للشرعية لأنها لم تنل ثقة البرلمان الليبي الذي يعتبر الهيئة التشريعية الوحيدة والممثل الشرعي لليبيا.

وفي ظل وجود نزاع على الشرعية بين حكومة الوفاق التي لم عجزت عن فرض سيطرتها على غرب ليبيا والحكومة المؤقتة في شرق البلاد المدعومة من الجيش الوطني والبرلمان الوحيد، لا يمكن لحكومة السراج توقيع أي اتفاق دون توافق وطني.

وتتهم القيادة العامة للقوات الليبية المسلحة حكومة السراج بالتفريط في سيادة ليبيا لصالح جهة أجنبية هي تركيا التي أعلن رئيسها أنه مستعد لنشر قوات في ليبيا دعما للسلطة في طرابلس التي تمثل واجهة سياسية لجماعة الإخوان المسلمين.

تحرك الجيش الوطني الليبي عطّل مخططا تركيا قطريا لإعادة إحياء مشروع الإخوان بعد فشله في مصر والسودان

وتابع السراج في المقابلة مع كوريري ديلا  سيرا "أي شخص ينتقدنا يجب عليه أولا أن يسأل نفسه عما كان سيفعله في مكاننا وسيرى أنه ليس لدينا بديل"، مضيفا "يمكن لأي شخص لديه اعتراضات أن يلجأ للقانون الدولي والمحاكم الدولية. ليبيا دولة ذات سيادة ولها الحق في إبرام اتفاقيات مع من تريد".

وعبر أيضا عن ثقته في حسم معركة طرابلس لصالحه، مستقويا بالدعم العسكري التركي في الوقت الذي تشير فيه الوقائع الميدانية وتصريحات السراج ذاته إلى أن الجيش الوطني الليبي مستمر في التقدم باتجاه قلب العاصمة.

وقال "متأكدون من الانتصار وسنرى في النهاية من يحق له التفاوض على مستقبل ليبيا ومن هو المعتدي الذي سيحاكم دوليا".

وأفشل تحرك الجيش الوطني الليبي مخططا تركيا قطريا لتقوية شوكة الإخوان والجماعات المتشدد التي تدعمها، ما دفع أنقرة لتلقي بكل ثقلها العسكري والمالي في دعم حكومة السراج حيث يشكل غرب ليبيا آخر ساحة مفتوحة يمكن فيها للرئيس التركي لعب آخر أوراقه لانقاذ مشروع الإخوان من السقوط.

وتأتي هذه التطورات بينما تسعى ألمانيا بدعم من الأمم المتحدة إلى جمع الدول المعنية بالشأن الليبي في مؤتمر دولي ببرلين في محاولة لإيجاد حل سياسي ينهي الأزمة الراهنة.