ماكرون: أردوغان يقوم بانتهاكات واضحة وخطيرة في ليبيا

تركيا تبدأ بإنزال جنود إلى ليبيا عبر بارجتين حربيتين تركيتين وصلتا الأربعاء إلى ميناء طرابلس لدعم السراج والميليشيات التي تقاتل إلى جانبه.

باريس - اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره التركي اليوم الأربعاء بعدم الوفاء بالوعود التي قطعها في مؤتمر دولي بشأن ليبيا بعد إرسال سفن حربية تركية ومرتزقة سوريين إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الليبية والميليشيات التابعة لها في طرابلس.

وقال ماكرون خلال مؤتمر صحفي بعد استقباله رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس "أود أن أعبر عن بواعث القلق فيما يتعلق بسلوك تركيا في الوقت الحالي وهو ما يتناقض تماما مع ما التزم به الرئيس أردوغان في مؤتمر برلين".

وأضاف "شاهدنا في الأيام الأخيرة وصول سفن حربية تركية برفقة مرتزقة سوريين إلى الأراضي الليبية. هذا انتهاك واضح وخطير لما تم الاتفاق عليه في برلين. إنه إخلاف للوعد".

ورغم دعوة مؤتمر برلين الذي عقد في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، فقد واصل أردوغان إرسال مئات المقاتلين السوريين إلى ليبيا عبر رحلات سرية انطلقت من مطار إسطنبول لدعم حكومة الوفاق والميليشيات التابعة لها في طرابلس.

وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مواصلة تركيا إرسال مرتزقة سوريين عبر رحلات جوية ليصل عدد من وصلوا إلى طرابلس حتى الآن إلى نحو 2600.

وبلغ عدد المجندين الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب نحو 1500 مجند، وسط استمرار عمليات التجنيد بشكل كبير سواء في عفرين أو مناطق درع الفرات شمال سوريا.

واقتربت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر من استعادة طرابلس من الميليشيات والإرهابيين في الأسابيع الأخيرة، حيث بدأت في  أبريل الماضي بعملية عسكرية ضدهم ما أثار مخاوف حكومة الوفاق بقيادة فائز السراج من فقدان نفوذها في العاصمة.

وصادق البرلمان التركي مطلع شهر يناير الحالي على طلب الرئيس التركي بإرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا لدعم السراج الذي طلب بنفسه التدخل التركي ومساندته ضد الجيش الليبي.

لكن مؤتمر برلين دعا في بيانه الختامي المتكون من 55 بندا، إلى ضرورة العودة إلى المسار السياسي لمعالجة النزاع والاتزام بقرار الأمم المتحدة الخاص بحظر تصدير السلاح إلى ليبيا، ووقف تقديم الدعم العسكري لأطراف الصراع، وبذل جهود دولية لتعزيز مراقبة حظر تصدير السلاح، وبتسريح ونزع سلاح الميليشيات وفرض عقوبات على الجهة التي تخرق الهدنة.

ولم تلتزم تركيا وحكومة السراج بتلك القرارات، ولم تكتفي بإرسال المرتزقة فقط، بل أنزلت فجر اليوم الأربعاء، جنود أتراك في ميناء طرابلس، بعدما وصلوا على متن بارجتين حربيتين تركيتين، في سابقة من نوعها لدعم السراج والميليشيات التي تقاتل إلى جانبه في معارك طرابلس.

وكان الجيش الوطني الليبي قد قدم دلائل في وقت سابق عن إرسال تركيا للأسلحة وطائرات دون طيار والمقاتلين السوريين منها شريط فيديو يظهر مسلحين على متن طائرة مدنية، تابعة للخطوط الجوية الليبية الأفريقية، مشيرا إلى أن هؤلاء كانوا في رحلة من تركيا إلى طرابلس.