السراج يهرول لاسطنبول بعد تدمير مستودع أسلحة تركية

محادثات رئيس حكومة الوفاق الليبية والرئيس التركي تأتي فيما أعلنت الأمم المتحدة استئناف الجولة الثانية من حوار جنيف الرامي إلى التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في ليبيا.
زيارة السراج لتركيا تأتي بعد تدمير الجيش الليبي مستودع أسلحة تركية
غسان سلامة يتوقع محادثات لأسابيع بين طرفي الصراع في ليبيا

إسطنبول - استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج في إسطنبول، في الوقت الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة استئناف محادثات جنيف بين وفدي طرابلس والقيادة العامة للجيش الوطني.

وأجرى السراج وأردوغان محادثات في قصر دولمه بهتشة الرئاسي، بينما لم ترشح أي تفاصيل حول مضمون اللقاء الذي يأتي فيما تواصل تركيا التدخل في الشأن الليبي دعما لحكومة الوفاق.

لكن مصادر رجحت أن تكون زيارة السراج لتركيا التي لم يعلن عنها مسبقا تأتي لاطلاع الرئيس التركي على تطورات الوضع بعد قصف الجيش الوطني الليبي مستودعا للأسلحة والذخيرة التركية في ميناء طرابلس.

وتقول السلطات في العاصمة الليبية إن الميناء لا يستخدم إلا لأغراض المدنية، لكن تدمير القوات المسلحة الليبية لمستودع الأسلحة التركية عزز الاتهامات السابقة لحكومة الوفاق باستخدام الميناء لإدخال شحنات السلاح من تركيا. وميناء طرابلس هو المنفذ الوحيد لتدفق الأسلحة التركية لغرب ليبيا.

ولا يملك رئيس حكومة الوفاق إصدار قرارات دون استشارة وموافقة تركيا التي ألقت بثقلها عسكريا لعرقلة العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الوطني الليبي لتطهير العاصمة طرابلس من الجماعات الإرهابية.

كما تأتي زيارة السراج لاسطنبول بينما أعلنت الأمم المتحدة الخميس استئناف المفاوضات العسكرية بين طرفي النزاع في ليبيا والهادفة إلى إعلان وقف دائم لإطلاق النار وذلك غداة إعلان حكومة الوفاق الليبية انسحابها من هذه المفاوضات بعد قصف ميناء طرابلس.

وقال المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في ليبيا جان العلم إنه تم "استئناف" هذه المباحثات غير المباشرة التي تجري في جنيف بإشراف المنظمة الدولية.

وفي بداية فبراير/شباط أقر ممثلو حكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة ونظراؤهم الذين يمثلون المشير خليفة حفتر بضرورة تحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار لكنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق.

وأكد الموفد الأممي إلى ليبيا غسان سلامة الثلاثاء أن "التوصل إلى حل" يتطلب عدة أسابيع من المحادثات.

وتستمر المواجهات في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 بعد انتفاضة شعبية وتدخل عسكري قادته فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.

وتبنى مجلس الأمن الدولي في 12 فبراير/شباط للمرة الأولى منذ بدء عملية تحرير طرابلس في ابريل/نيسان 2019، قرارا يطالب بـ"وقف دائم لإطلاق النار" في ليبيا.

لكن سلامة أوضح أن وقف النار هذا ليس "شرطا مسبقا" من أجل حوار سياسي بين الليبيين من المقرر أن يبدأ في 26 فبراير/شباط في جنيف.

وأشاد السفير الأميركي لدى طرابلس ريتشارد نورلاند الخميس بقرار حكومة الوفاق والقيادة العامة للجيش الليبي باستئناف محادثات اللجنة العسكرية في جنيف.

وجاء ذلك في بيان نشرته السفارة الأميركية بليبيا على صفحتها بفيسبوك بعد أيام قليلة من إعلان حكومة الوفاق تعليق كافة المفاوضات العسكرية والسياسية والاقتصادية التي ترعاها البعثة الأممية.

وقال بيان السفارة الأميركية "يُشيد السفير نورلاند بقرار حكومة الوفاق والقوات المسلّحة العربية الليبية (قوات حفتر) استئناف محادثات لجنة 5+5 في جنيف".

وأضاف أن الاستئناف جاء عقب لقاء السفير نورلاند مع حفتر الثلاثاء وحديثه كذلك مع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج الأربعاء.

وفي 3 فبراير/شباط، انطلقت الجولة الأولى لاجتماعات اللجنة العسكرية في جنيف التي تضم 5 أعضاء من حكومة الوفاق و5 آخرين من القيادة العامة للجيش الليبي وانتهت في الثامن من الشهر نفسه.

وكان مقررا أن تستضيف جنيف الثلاثاء، جولة ثانية لاجتماع اللجنة العسكرية؛ إلا أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أعلن في اليوم نفسه، تعليق مشاركته بعد قصف ميليشيات حفتر لميناء طرابلس البحري؛ ما أودى بحياة 3 مدنيين وإصابة 5 آخرين.

وفي 8 فبراير/شباط أعلنت البعثة الأممية في ليبيا انتهاء الجولة الأولى من محادثات اللجنة المذكورة بحضور المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة.

ويشكل عمل هذه اللجنة إحدى المسارات الثلاثة التي تعمل عليها الأمم المتحدة إلى جانب المسارين الاقتصادي والسياسي لحل الأزمة الليبية.