تركيا تدعو لتهدئة ليبية في العلن وتصعد في السر

أوغلو يزعم دعم بلاده لوقف فوري لإطلاق النار في ليبيا بينما الجيش التركي لا يزال يقدم الدعم لميليشيات الوفاق ضد القوات الليبية.
الجيش الليبي عبر عن استعداده لاستهداف الاحتلال التركي بغارات جوية

طرابلس - لا تزال تركيا تمارس سياسة المناورة في الملف الليبي حيث تدعي سعيها لإحلال السلام ووقف إطلاق النار في حين تقوم بتحريض حلفائها وميليشيات الوفاق على التصعيد.
وفي هذا الصدد قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن وزير الخارجية سيرجي لافروف ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو عبرا عن دعمهما لوقف فوري لإطلاق النار في ليبيا خلال مكالمة هاتفية اليوم الخميس.
وذكر البيان أن الوزيرين طالبا أيضا باستئناف العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة في ليبيا.
وتحدث الوزيران بعد يوم من إعلان الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر تحريك قواته في بعض الخطوط الأمامية بطرابلس وذلك بمناسبة اقتراب حلول عيد الفطر في اطار هدنة من طرف واحد.
من جانبها ألمحت حكومة الوفاق الى رفضها القبول بقرار وقف إطلاق النار منتشية بسيطرتها على قاعدة الوطية والتي تمكن الجيش من الانسحاب منها تكتيكيا وفق موقف مدروس وخطة إستراتيجية.
وتساند تركيا حكومة السراج المنبثقة عن اتفاق الصخيرات في العام 2015 والتي دخلت طرابلس في مارس/اذار 2016 واعتمدت في تثبيت نفوذها على ميليشيات إسلامية متطرفة كانت تشكل في الماضي حزاما عسكريا لحكومة خليفة الغويل.
وأجج التدخل العسكري التركي في ليبيا الذي انتقل من السرّ إلى العلن عبر تسليح الميليشيات المتطرفة بأسلحة ثقيلة وطائرات مسيرة وقوات على الأرض وآلاف المرتزقة المتشددين من فصائل سورية سبق أن شكلتها الاستخبارات التركية في ذروة الصراع السوري ومنها كتائب السلطان مراد المؤلفة من نحو 15 ألف مقاتل.
وأثارت التدخلات التركية انتقادات دولية بقيت في حدود الادانة دون تدخل واضح وحاسم لكبح جماح الدعم التركي. 
ورغم القرارات الأممية بحظر الاسلحة على ليبيا واصلت تركيا تسليح الجماعات المتطرفة وتزويدها بالمرتزقة دون خوف من انطلاق عمليات المراقبة من قبل المهمة البحرية "ايريني" التي جاءت متأخرة. 

تركيا تهدد باستهداف مقر قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر
تركيا تهدد باستهداف مقر قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر

ورغم حديث انقرة على التهدئة لكن مسؤولين بارزين واصلوا اطلاق التهديدات باستهداف الجيش الوطني الليبي حيث تعهد مسؤول تركي رفيع المستوى بأن بلاده سترد على أي هجوم تشنه قوات الجيش الليبي.
يأتي هذا بعد ساعات من إعلان قائد القوات الجوية التابعة للجيش الليبي أن "جميع المواقع والمصالح التركية في جميع المدن المحتلة (بليبيا) هدف مشروع لمقاتلات سلاح الجو".
ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن المسؤول التركي القول إن بلاده مستعدة تماما للدفاع عن قواعدها وغيرها من المواقع الخاضعة لحمايتها باستخدام الطائرات بدون طيار والسفن الحربية التي جرى نشرها بالقرب من طرابلس.
وحذر من أنه سيتم الرد على أية هجمات تستهدف الأتراك، موضحا أن الرد يمكن أن يشمل مقر حفتر في تهديد خطير هو الاول لمناطق شرق ليبيا الخاضعة لسلطة الجيش.
وكان صقر الجروشي رئيس أركان القوات الجوية بالجيش الليبي قال، في بيان قبل ساعات، إن سلاح الجو أوشك على تنفيذ أكبر عملية جوية في تاريخ ليبيا.
وقال إن "جميع المواقع والمصالح التركية في جميع المدن المحتلة هدف مشروع لمقاتلات سلاح الجو بالجيش الليبي".