التعليم محطة مفصلية في استراتيجية تيكتوك
بكين - في قفزة نوعية ومحطة مفصلية في استراتيجية الشبكة الاجتماعية الصينية تيكتوك لمقاطع الفيديو الترفيهية، يراهن صناعها على التنويع في مروحة خدماتها والتركيز في المستقبل على انتاج محتويات تعليمية هادفة.
واطلقت الشركة الصينية "يايتيدانس" خدمة تيكتوك في أيلول/سبتمبر 2017، وأصبحت بسرعة من أكثر الشبكات الاجتماعية شعبية في العالم بحيث يشكّل الشباب سوقها الرئيسي.
وشهد التطبيق الصيني أكثر من مليار تنزيل في العام 2019، بحسب شركة أبحاث سوق التطبيقات المحمولة (سنسور تاور) SensorTower، كما أنه كان ثاني أكثر التطبيقات تنزيلًا في نفس العام على مستوى العالم.
أعلن تيكتوك عن خطط لتكليف مئات الخبراء والمؤسسات لإنتاج محتوى تعليمي للمنصة.
وستشارك العديد من الجامعات لإنشاء محتوى تعليمي خصيصا للتطبيق القائم على مقاطع الفيديو الترفيهية.
وقال أحد الخبراء إن هذا التوجه الجديد يمكن أن يكون جذابا بالنسبة لاتجاه التعلم المصغر والتعليم عن بعد.
وتواجه منصة تشارك الفيديوهات الترفيهية العديد من الاتهامات كونها تشغل المراهقين والشباب عن اولويات التعليم واكتساب المهارات وتجذبهم الى عالم الترفيه والمرح.
عند الإطلاق، ستتضمن مقاطع الفيديو الممثل البريطاني، شون ساغار، الذي يشارك نصائح حول التحضير للاختبارات، ومقدمة البرامج وعالمة الرياضيات، راشيل رايلي، التي تساعد على تطوير مهارات الرياضيات.
وقال ريتش ووترورث، المدير العام لشركة تيكتوك في أوروبا، في تصريحات حصرية لبي بي سي، إن المنصة لاحظت اهتمام المستخدمين بمقاطع الفيديو التعليمية، مع أكثر من سبعة مليارات مشاهدة لوسم #LearnOnTikTok (تعلم على تيك توك).
وأضاف: "من الآن فصاعدا، فإن (تعلم على تيكتوك) سيشهد استثمارنا في شركاء ومنتجي المحتوى الاحترافي".
ويشير جيمي ماكيوان، محلل أبحاث بإحدى شركات الاستشارات في مجال الإعلام، إلى أن المنصة الترفيهية تراهن على ترسيخ اتجاه جديد لها.
ويضيف: "تيكتوك يريد حقا توسيع جاذبيته، وسنرى المزيد من المحتوى المنظم، والأكثر تميزا في المستقبل ".
ومع تركيز التطبيق على المحتوى القصير، تشير الدكتورة إليزابيث هيدسون، وهي مُحاضر في التعليم في جامعة ساندرلاند البريطانية، إلى أن المنصة ستتبع التوجه الحالي بالفعل إلى التعلم عبر الإنترنت.
وانتشر التعلم عن بعد واكتسح العالم في زمن كورونا وفي فترة الحجر الصحي بالتحديد.
وتقول: "سيكون معظمنا على دراية بفكرة الاتصال بالإنترنت، للعثور على مقاطع فيديو تعليمية. إن فكرة وحدات التعلم الصغيرة هذه راسخة بالفعل، في التعليم عبر الإنترنت، ونسميها التعليم المصغر".
وقامت تيكتوك بافتتاح مكتب لها في لوس أنجلوس لتعزيز طموحاتها في الولايات المتحدة كما تعمل على التنويع في خدماتها.
ورخّصت تيكتوك مكتبة موسيقية مستقلّة جديدة بالتزامن مع أعمالها لتأسيس تطبيق للشبكات الاجتماعية متخصّص في مقاطع الفيديو.
قالت مديرة تيكتوك، فانيسا باباس، إن "تيكتوك تشكّل تقاطعاً بين التكنولوجيا والترفيه من الناحية الفعلية والصورية، نظراً لوجود مقرّ لها بين شركات الابتكار التكنولوجية في شاطئ السيليكون ومقرّ آخر بين شركات بثّ المحتوى في منطقة هايدن (لوس أنجلوس)".
وتابعت "إن وجود مكاتب لنا في لوس أنجلوس يعبّر عن التزامنا في السوق الأميركية ويعزّز صلاتنا مع المدينة ومواهبها وشركاتها".
ويتعزز وجود سوق الفيديوهات القصيرة المدرة للأرباح وتشهد منافسة قوية جدا.
وقد أصبحت خدمات الفيديو من أهم الأسواق على صعيد الإنترنت، خصوصا بفعل شعبيتها الكبيرة وتنوع الخدمات التي تقدمها والتجديد والابتكار فيها.
وتحتل تيكتوك موقعا متقدما في هذه السوق.
ففي الصين، يتوقع أن يدر هذا القطاع بحلول العام المقبل حوالى مئة مليار يوان (12,4 مليار يورو) من الإيرادات الإعلانية على ما قالت شركة "داتشو كونسالتنغ".
ويطمح تطبيق "زين" الصيني الجديد إلى منافسة تيكتوك الذي يحظى بشعبية واسعة، وهو يعمد إلى دفع مستخدميه للإطلاع على مقاطع مصورة ويسجل عمليات تحميل كثيرة في الولايات المتحدة.
ووجهة "زين" البينية شبه مماثلة لتيكتوك وتقترح أشرطة فيديو قصيرة لتشاركها، غالبا ما تكون مضحكة أو تظهر مستخدمين آخرين يقومون بأداء على انغام الموسيقى.
وسمحت هذه الصيغة لتيكتوك الصيني بفرض نفسه سريعا في الخارج ليصبح التطبيق المفضل للمراهقين مع أكثر من 800 مليون مستخدم. وهذا أول نجاح كبير لشركة "بايتدانس" الصينية الناشئة على الصعيد العالمي.