
تركيا ترسل دفعة جديدة من المرتزقة السوريين إلى ليبيا
أنقرة – تواصل تركيا تنكرها لتعهداتها في مؤتمر برلين بإرسال دفعة جديدة من المقاتلين السوريين إلى طرابلس للقتال إلى جانب ميليشيات حكومة الوفاق، في أحدث خطو تؤكد تمرد السلطات التركية على القوانين الدولية متحدية المجتمع الدولي من أجل تثبيت بقاءها في ليبيا وتحقيق أهدافها التوسعية في المنطقة.
وفي هذا السياق كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد أن الحكومة التركية أرسلت إلى ليبيا دفعة أخرى من المرتزقة السوريين الذين دربتهم تركيا على أراضيها تزامنا مع عودة المئات منهم من ليبيا إلى سوريا بعد تخلف تركيا عن وعودها تجاه من تزج بهم في ساحات القتال الدامية بالأراضي الليبية.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن إن "أنقرة تخدع المرتزقة السوريين بوعود برواتب ومكافآت كبيرة، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هو السيطرة على مناطق النفط وعلى رأسها سرت وكذلك زعزعة الأمن القومي المصري في محاولة لإعادة جماعة الإخوان إلى الحكم من جديد".
وقبل ذلك علم المرصد السوري أن هناك استياء كبيرا في صفوف المرتزقة السوريين المتواجدين فيس ليبيا، بسبب تخلف تركيا عن الوفاء بوعودها، مشيرا إلى مدى معاناتهم داخل معسكرات طرابلس، فيما حصل قبل أسابيع تمرد من قبل المقاتلين السوريين على الضباط الأتراك ورفضهم خوض معارك في جبهات عدة.
وتأتي التعزيزات التركية لدعم حكومة الوفاق بعناصر متشددة بينها مقاتلين منتمين إلى تنظيم داعش الإرهابي، على الرغم من الإدانات الصادرة من عدة دول بشأن الانتهاكات التركية في ليبيا.
ووقعت تركيا مطلع العام الحالي اتفاقا دوليا في برلين يقضي بعدم التدخل في الشؤون الليبية، لكنها لم تلتزم بتعهداتها، مستمرة في دعمها العسكري للوفاق بما يؤجج الصراع في ليبيا ويحول دون التوصل لحل دائم في ليبيا.

واتفق المجتمع الدولي وخاصة الدول العربية بالإجماع على أنه لا حل عسكريا في ليبيا، وأن إنهاء الأزمة لا يتحقق إلا بالعودة إلى طاولة المفاوضات ووقف إطلاق النار بشكل دائم.
وفي يونيو/حزيران الماضي أعلنت مصر مبادرة لإنهاء الحرب في ليبيا بالعودة للحوار السياسي، داعية الفرقاء الليبيين إلى وقف الاقتتال لحل الأزمة، لكن حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج رفضت ذلك بدعم تركي، معلنة عملية عسكرية على سرت، ما أجج الصراع الليبي وأربك جهودا دولية مضنية تطمح لإرساء السلام في بلد يشهد حربا دامية تسببت في مقتل الآلاف المدنيين ونزوح مئات الآلاف من الليبيين.
وفي إطار التدخل العسكري التركي في ليبيا الذي فاقم معاناة الليبيين، بلغ عدد المرتزقة السوريين الذين وصلوا الأراضي الليبية حتى الآن نحو 15300 مقاتل، عاد منهم 5250 إلى سوريا، وسط أنباء عن استمرار تركيا في تدريب مزيد من المقاتلين وإعداداهم لإرسالهم إلى طرابلس، وفق المرصد.
وذكر المرصد أنه من بين آلاف المقاتلين السوريين يوجد نحو 300 طفل ممن أجبرتهم تركيا على القتال في ليبيا بإغراءات مالية مستغلة ظروفهم القاسية التي خلفتها الأوضاع في سوريا.
وأفاد المرصد أن من بين المرتزقة السوريين من يذهب إلى ليبيا بهدف الوصول إلى أوروبا عبر الحدود الليبية ومنهم من تمكن من ذلك.
ووثق المرصد مقتل مزيد من السوريين بالأراضي خلال المعارك إلى جانب ميليشيات الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي الذي يقود منذ أبريل/نيسان 2019 عملية عسكرية لتحرير العاصمة طرابلس وطرد الجنود الأتراك.
في المقابل تطمح تركيا التي، إلى بقاء دائم في ليبيا وتثبيت حكم الإخوان والاستيلاء على الثروات الليبية ومنطقة المتوسط الغنية بالمحروقات.