توافق مصري فرنسي على مواجهة الأطماع التركية في ليبيا
القاهرة - تكثف مصر من جهودها لمواجهة التدخلات التركية المتصاعدة في الشان الليبي خاصة مع حديث عن قرب اندلاع معركة في محيط مدينة سرت وقاعدة الجفرة.
وفي هذا الصدد أجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اتصالا هاتفيا مساء الأربعاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تبادل خلاله وجهات النظر والرؤي بشأن تطورات الوضع في ليبيا.
وبحسب المتحدث الرسمى للرئاسة المصرية ،استعرض السيسي"خلال الاتصال الجهود المصرية المركزة لتسوية الازمة الليبية علي نحو يُفعل إرادة الشعب الليبي ويحافظ علي موارد بلاده ووحدة وسلامة اراضيها، وفِي ذات الوقت يصون الامن القومي المصري بالعمق الجغرافي الغربي".
وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي من جانبه، أشاد "بالتحركات المصرية الدؤوبة لإحلال الأمن والاستقرار في ليبيا في إطار إعلان القاهرة كامتداد لمسار برلين لتسوية الأزمة الليبية."
وقال إنه تم التوافق بين الرئيسين علي "أهمية تقويض التدخلات الخارجية غير الشرعية في الأراضي الليبية، والتي تستخدم الميلشيات المسلحة والتنظيمات الارهابية لصالح أهدافها، وذلك علي حساب الاستقرار في ليبيا والامن الاقليمي بأسره".
وأضاف أنه تم التأكيد أيضا علي استمرار التنسيق المشترك في الفترة المقبلة بين البلدين لدعم جهود تسوية الأزمة.
وتتقارب مواقف القاهرة وباريس بضرورة انهاء الهيمنة التركية على ليبيا خاصة وان الامن القومي للبلدين مهدد بسبب تحول مدن الغرب الليبي الى بؤرة للتنظيمات الجهادية والمتشددة.
ويرى مراقبون ان تكثيف المشاورات بين مصر وفرنسا ياتي في اطار تنسيق المواقف الثنائية في حال صعدت تركيا من اطماعها.
والشهر الماضي اعلنت مصر مبادرة سلام لانهاء الصراع في ليبيا عقب سيطرة ميليشيات حكومة الوفاق على مدن الغرب الليبي لكن تركيا رفضت المبادرة وحرضت فائز السراج على عدم قبولها.
ومع اصرار الميليشيات على السيطرة على مدينة سرت وقاعدة الجفرة للوصول الى الهلال النفطي تلبية لغربة انقرة في السيطرة على مدرات الشعب الليبي حذر السيسي من ان الجيش المصري لن يظل مكتوف الايدي وانه سيتدخل حال تعرض امنه القومي للخطر.
ورغم التحذير المصري لا تزال الميليشيات تحشد قرب سرت حيث افاد الجيش الليبي انه رصد تنقل الالاف من المسلحين بالقرب من المنطقة اضافة الى وصول طائرات مسيرة تركية الى مدينة مصراطة.
وكان البرلمان الليبي ومقره في الشرق، دعا مساء الإثنين الجيش المصري إلى التدخّل لحماية الأمن القومي للبلدين، مشدّداً على أهمية تضافر جهودهما من أجل "دحر المُحتلّ الغازي" التركي.
وقال البرلمان المؤيد للجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر في بيان إنّه "للقوات المسلّحة المصرية التدخّل لحماية الأمن القومي الليبي والمصري إذا رأت أنّ هناك خطراً داهماً وشيكاً يطال أمن بلدينا".
وإذ حذّر البيان من المخاطر الناجمة عن الاحتلال التركي لليبيا، دعا إلى "تضافر الجهود بين الشقيقتين ليبيا ومصر بما يضمن دحر المُحتلّ الغازي ويحفظ أمننا القومي المشترك ويُحقّق الأمن والاستقرار في بلادنا والمنطقة".
ومساء الاربعاء وصل وفد من المجلس الأعلى لشيوخ وأعيان القبائل الليبية على متن طائرة قادمة من بنغازي، في زيارة يناقش خلالها مع المسؤولين المصريين مستجدات الأزمة الليبية الراهنة وسبل الخروج من تلك الأزمة.

وقال عبدالكريم العرفي المتحدث الرسمى باسم المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، في تصريحات نقلتها بوابة"أفريقيا الإخبارية"إن زيارة الوفد إلى مصر تأتى فى إطار تأكيد العلاقة التاريخية المتينة بين القبائل الليبية والقبائل المصرية، وإرسال رسالة للعالم بأن الشعوب العربية هي الأقرب لبعضها أكثر من أي علاقة تربط العرب بغيرهم.
وأكد العرفى، أن المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا حدد موقفه منذ بداية التدخل التركي، واجتمع في مدينة ترهونة 7000 شيخ من مشايخ القبائل في شهر شباط/فبراير الماضي تحت شعار(حي على الجهاد)وأصدروا بيانا لمقاومة الغزو وتلاه الكثير من البيانات التي تدعو إلى وقوف القبائل ضد "الغزو التركى" على حد وصفه.
وأوضح العرفي أن وفد شيوخ القبائل الليبية يدرك أن علاقة الشعبين المصرى والليبى ببعضهما غير مبنية على أي طلب، وإنما على انتماء ومصير متلاحم يتأثر بكامله، عندما يتعرض أى منهما للخطر.
وأكد العرفي أن المجلس دعا القبائل للتطوع لمقاومة "الغزو" وبالفعل القبائل فتحت سجلات التطوع، وهناك الكثير من المتطوعين الذين انخرطوا في الاستعداد للمعركة.