
تركيا وقطر ترسلان مستشارين عسكريين لتصعيد التوتر في ليبيا
طرابلس - لا تزال كل من الدوحة وانقرة تمارسان سياسة خلق التوتر في ليبيا ومنطقة شمال افريقيا عموما وذلك بتصعيد دعمهما العسكري لصالح ميليشيات حكومة الوفاق.
وأعلن وكيل وزارة الدفاع في حكومة الوفاق صلاح النمروش الثلاثاء أنه تم التوصل إلى اتفاق مع قطر وتركيا على إرسال مستشارين عسكريين إلى طرابلس للمساعدة في تعزيز قدرات قوات حكومة الوفاق الوطني العسكرية.
وهذه المرة الأولى التي تُبرم حكومة الوفاق المعترف بها من الأمم المتحدة، اتفاقاً مع قطر على الصعيد العسكري فيما سبق أن وقعت اتفاقات ثنائية أمنية وبحرية مع تركيا في إطار التعاون العسكري. وتزود أنقرة طرابلس بأسلحة ومعدات عسكرية وطائرات مسيرة وترسل مقاتلين سوريين موالين لها للقتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق.
وقال النمروش "اتفقنا مع وزيري الدفاع التركي خلوصي اكار والقطري خالد بن محمد العطية على التعاون الثلاثي في بناء المؤسسة العسكرية في مجالي التدريب والاستشارات".
وزار وزير الدفاع القطري طرابلس الاثنين أثناء زيارة وزير الدفاع التركي للمدينة، لمناقشة التعاون العسكري "الثلاثي" بين الدوحة وأنقرة وطرابلس فيما وصف بانه اوسع تدخل للدولتين في الملف الليبي في انتهاك صارخ للقرارات الدولية وتحد لدول اقليمية على غرار مصر.
وصرّح النمروش بعد محادثات مع الوفدين التركي والقطري أن الاتفاق يشمل أيضاً "إرسال مستشارين عسكريين إلى ليبيا وإتاحة مقاعد للتدريب في كليات البلدين الشقيقين".
وأثناء اجتماع عقده رئيس حكومة الوفاق فائز السراج مع الوزيرين التركي والقطري الاثنين، "تناولت المحادثات مستجدات الأوضاع في ليبيا والتحشيد العسكري شرق سرت ومنطقة الجفرة" إلى الجنوب منها، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي لحكومة الوفاق.
ورغم التحذيرات الدولية والاقليمية خاصة الاميركية والمصرية لحكومة الوفاق ومسانديها بعدم الاقتراب من سرت والجفرة لكن تهديدات ميليشيات الوفاق لا تزال متواصلة.
وتشهد ليبيا صراعات على السلطة ونزاعات مختلفة منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011. وتتنافس حاليا سلطتان في البلد: حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، وبين الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والمدعوم من الحكومة المؤقتة.

وتمكّنت حكومة الوفاق الوطني، بدعم من حليفها التركي، من صد الهجوم الذي شنه الجيش الليبي على طرابلس في نيسان/ابريل 2019، واستعادت في حزيران/يونيو السيطرة على كامل شمال غرب البلد.
ودعمت انقرة ميليشيات الوفاق بالاسلحة والمرتزقة فيما قدمت قطر دعما لوجستيا وماليا للمتطرفين.
وشدد وزير الدفاع التركي في كلمته للصحفيين الثلاثاء ان بلاده ستواصل دعمها لحكومة الوفاق مبررا ذلك بوحدة التاريخ والثقافة والمصير ما يشير الى النوايا التركية التصعيدية في ليبيا.
وزار خلوصي اكار ليبيا أمس الإثنين، برفقه رئيس الأركان التركي يشار غولر، حيث تفقدا فعاليات التدريب والاستشارة العسكرية والأمنية للمستشارين العسكريين الأتراك في إطار اتفاقية التعاون الأمني والعسكري مع ليبيا.
وبرر اكار التدخل التركي كذلك بما وصفه بالدوافع الانسانية قائلا ان بلاده " تواصل فعالياتها الإنسانية أيضاَ في ليبيا، وكل أنواع الدعم للمستشفيات، ويواصل خبراء المتفجرات الأتراك عمليات إزالة الألغام والعبوات المصنوعة يدوياً".
لكن حديث اكار عن دوافع انسانية والتاريخ المشترك لا يمكن ان يخفي الاطماع التركية في مقدرات الشعب الليبي في ظل ازمة اقتصادية تمر بها انقرة بسبب تداعيات تفشي وباء كورونا.
والتقى أكار بشكل منفصل مع رئيس الوزراء الليبي فائز السراج، ووزير الداخلية فتحي باشاغا، ورئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري، كما التقى في طرابلس نظيره القطري خالد بن محمد العطية.
وعقب 14 شهرا من القتال الشرس، انسحبت القوات الليبية باتجاه سرت، المدينة الساحلية الواقعة 450 كلم شرق طرابلس.
وحذّر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الذي زار أيضاً العاصمة الليبية الاثنين من "هدوء خادع" يسود حاليا البلد، مندداً بواقع أن "الطرفين وحلفاءهما الدوليين يواصلون تسليح البلد ويتشبثون بشروطهم المسبقة لوقف إطلاق النار".