واشنطن تضيق المنافذ التجارية على طهران
واشنطن - فرضت الولايات المتحدة الخميس عقوبات على عدة شركات، متهمة إياها بتمكين شحن وبيع بتروكيماويات إيرانية، في أحدث حلقة من مسلسل الضغوط الأميركية بهدف تضييق الخناق على النظام الإيراني، وهو ما سيفاقم حتما عزلة طهران ويعمق أزمتها الاقتصادية.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فرضت العقوبات على ست شركات مقرها إيران والإمارات والصين لأنها دعمت شركة تريليانس للبتروكيماويات المحدودة التي أدرجت واشنطن اسمها على قائمة سوداء.
كما قالت وزارة الخارجية في بيان إنها فرضت أيضا عقوبات على خمس كيانات لمشاركتها في معاملات مرتبطة بصناعة النفط والبتروكيماويات في إيران، حيث شملت عقوباتها ثلاثة أفراد.
ويأتي هذا في وقت تكابد فيه إيران لمواجهة تداعيات تفشي فيروس كورنا فضلا عن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعانيها الجمهورية الإسلامية منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في العام 2018 وإعادة فرض عقوبات قاسية على طهران.
ويواجه النظام الإيراني وابلا من الأزمات تتالت الواحدة تلو الأخرى، انطلاقا من العقوبات الأميركية ومرورا باحتجاجات العام الماضي بسبب تدهور الأوضاع المعيشية وصولا إلى جائحة كورونا التي فاقمت معاناة السلطات في طهران التي تحاول من جهة أخرى احتواء مشاكلها السياسية المتناثرة.
وتستهدف العقوبات الأميركية قطاع النفط الحيوي في إيران، فيما تهدد واشنطن بفرض عقوبات مماثلة على أي دولة تشتري النفط من إيران، لإغلاق المنافذ التجارية على طهران وتضييق الخناق عليها.
واحتدم التوتر بين طهران وواشنطن بعد تصفية القوات الأميركية في العراق لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني في الثالث من يناير/كانون الثاني الماضي.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أن بلاده تشهد أصعب عام يمر عليها بسبب العقوبات الأميركية التي تواكبت مع جائحة كوفيد-19.
بدوره أقر مسؤول إيراني بارز بأن العقوبات الأميركية قصمت ظهر الاقتصاد في بلاده في اعتراف يوجه ضربة لسياسة المكابرة والعناد التي تنتهجها الحكومة الإيرانية في مغالطة الرأي العام المحلي وفي الحرب النفسية مع المعسكر الاقليمي والدولي المناوئ لممارساتها وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
ولا يختلف اثنان في أن إيران تمر بأصعب ظرف سياسي واقتصادي في تاريخها بعد أن ضيقت عليها واشنطن الخناق بعقوبات قاسية وضعت اقتصادها على حافة الانهيار، فيما عمّق تفشي كورونا وانهيار الريال الإيراني إلى أدنى مستوى له أزمة غير مسبوقة تشهدها البلاد.
وأكد المسؤول ان العقوبات أثرت بشكل رئيسي على القطاع النفطي الذي بعد أبرز الموارد الأساسية التي تعتمدها الحكومة لتغطية نفقاتها، مؤكدا أن النظام الإيراني "قُطعت كل عائداته".