بايدن يبدي حزما أكثر من ترامب حيال انتهاكات تركيا في شرق المتوسط
واشنطن - على خلاف خصمه الجمهوري دونالد ترامب، يظهر المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن، حزما أكبر حيال الانتهاكات التركية عموما وعلى وجه الدقة تلك التي أثارت توترا غير مسبوق في شرق المتوسط مع اليونان.
ولا يتعلق الأمر بمزايدات انتخابية بقدر ما هو خلاف معلن في السياسات الخارجية بين الديمقراطيين والجمهوريين.
وفي خضم النزال الانتخابي بات يطرح بقوة سؤال حول مصير العلاقات الأميركية التركية لو فاز بايدن في الاستحقاق الرئاسي المقرر في نوفمبر/تشرين الثاني.
ودعا بايدن اليوم الثلاثاء إلى تعزيز الضغوط الأميركية على تركيا لدفعها إلى خفض منسوب التوتر مع اليونان، بعدما كان قد وجّه انتقادات للرئيس التركي أثارت غضب أنقرة.
ونوّه المرشح الديمقراطي نائب الرئيس الأميركي السابق الذي يتقدم في استطلاعات الرأي على منافسه الجمهوري، بالجهود التركية واليونانية الرامية إلى خفض التوتر بين البلدين عبر المحادثات.
وجاء في بيان لبايدن أن "إدارة ترامب يجب أن تضغط على تركيا للامتناع عن ممارسة المزيد من الأعمال الاستفزازية في المنطقة ضد اليونان، بما في ذلك التهديد باستخدام القوة وتهيئة الأجواء لإنجاح الجهود الدبلوماسية".
وارتفع منسوب التوتر بين تركيا واليونان المنضويتين في حلف شمال الأطلسي، بعدما أرسلت أنقرة إلى مياه متنازع عليها مع أثينا سفينة لاستكشاف احتياطات النفط والغاز بمؤازرة سفن حربية. وردّت اليونان على الخطوة التركية بإطلاق مناورات عسكرية بحرية.
ومؤخرا أدانت تركيا تصريحات لبايدن أدلى بها في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز وصف فيها أردوغان بأنه "مستبد"، وتحدّث عن ضرورة "تشجيع" خصومه على إلحاق الهزيمة به إنما "ليس عبر انقلاب".
ونسج ترامب علاقات جيدة مع أردوغان الذي يقود تركيا من دون منازع منذ العام 2003، إلا أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أبدى الأسبوع الماضي خلال زيارته لليونان دعمه لأثينا.
وفي تصريحاته الأخيرة، دعا بايدن الرئيس التركي إلى إعادة النظر في قراره تحويل الكنيسة البيزنطية السابقة آيا صوفيا إلى مسجد، مشددا على أهمية بقائها متحفا "مفتوحا أمام الجميع بمن فيهم الأرثوذكس".
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أبدت خيبة أملها بعدما اتّخذت تركيا قرارها بشأن الكنيسة البيزنطية السابقة في يوليو/تموز، لكن السفير الأميركي في أنقرة زار آيا صوفيا بعيد تحويلها إلى مسجد.
وتأتي انتقادات بايدن بينما سبق أن لوحت واشنطن بفرض عقوبات بسبب منظومة الصواريخ إس-400 التي اشترتها تركيا العام الماضي من روسيا، لكنها لم تستخدمها حتى الآن.
وقالت وكالة بلومبرغ إن أنقرة ستجري اختبارا شاملا لها الأسبوع القادم. ولم يصدر تعليق عن وزارة الدفاع التركية.
وتصاعدت أيضا مخاطر فرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي بعد أن أبلغ الرئيس التركي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأن القرارات المتخذة خلال قمة للاتحاد في وقت سابق هذا الشهر غير كافية لتجاوز الخلافات الدائرة مع اليونان وقبرص بخصوص الحقوق البحرية.
وأظهر الرئيس الأميركي حزما حيال ممارسات تركية بعينها والتمس الأعذار لنظيره التركي في قضايا أخرى فعلى سبيل المثال لوح ترامب بفرض عقوبات على تركيا ما لم تفرج عن القس الأميركي أندرو برونسون الذي احتجزته أنقرة بعد الانقلاب الفاشل في صيف 2016 ولم تطلق سراحه إلا بعد أن هددت واشنطن بفرض عقوبات عليها.
وبالنسبة للخلافات حول شراء أنقرة منظومة الصواريخ الروسية، حمل ترامب الادارة الأميركية السابقة (إدارة باراك أوباما) المسؤولية عن ميل تركيا للسلاح الروسي، مشيرا إلى أن أوباما هو من رفض بيع منظومة صواريخ باتريوت لتركيا، غلا أنه لم يستبعد في النهاية فرض عقوبات على أنقرة ما لم تتراجع عن صفقة اس400.