واشنطن تتحرك صوب الخليج لإحياء عملية السلام في اليمن
واشنطن - يتوجه المبعوث الأميركي لليمن لمنطقة الخليج الاثنين بهدف إنهاء الحرب الدامية في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، فيما يواصل المتمردون الحوثيون هجومهم للسيطرة على آخر موطئ قدم للحكومة في الشمال.
وتسعى إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن لكسر جمود عملية السلام وإعادة طرفي الأزمة إلى طاولة الحوار ومحاولة إعطاء دفعة قوية لجهود الوسيط الأممي مارتن غريفيث، بينما يبدو ضجيج زخم التحرك الأميركي أعلى بكثير من الواقع على الأرض، حيث يمضي المتمردون المدعومين من إيران، في التصعيد داخل اليمن وفي استهداف مواقع مدنية واقتصادية داخل السعودية.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن تيم ليندركينغ الذي عينه الرئيس جو بايدن في أيامه الأولى في منصبه في إشارة إلى الجهود الأميركية المتجددة لمواجهة الكارثة الإنسانية، سيزور عدة دول خليجية في رحلة ستستمر حتى 3 مارس/اذار.
وأضافت في بيان أنّ مناقشاته "ستركز على نهج المسار المزدوج للولايات المتحدة لإنهاء الصراع في اليمن: حل سياسي دائم وإغاثة إنسانية للشعب اليمني"، دون أن يحدد بدقة نقاط توقفه.
وكان ليندركينغ في المنطقة قبل أقل من أسبوعين عندما أجرى محادثات في السعودية، التي أعلن بايدن في أول قراراته بشأن الشرق الأوسط إنهاء دعمها، لا سيما على صعيد التسليح.
ولدى عودته إلى واشنطن، قال ليندركينغ إن الإدارة تعمل "على تنشيط الجهود الدبلوماسية الدولية مع شركائنا في الخليج والأمم المتحدة وآخرين لتهيئة الظروف المناسبة لوقف إطلاق النار ودفع الأطراف نحو تسوية تفاوضية لإنهاء الحرب في اليمن".
وتأتي الجهود الدبلوماسية فيما يتجاهل الحوثيون الدعوات الدولية لضبط النفس ويسعون للاستيلاء على مأرب، آخر معقل رئيسي للحكومة المدعومة من السعودية في الشمال والقريبة من بعض أغنى حقول النفط في اليمن.
ويكثف الحوثيون هجماتهم لانتزاع السيطرة على مأرب وترسيخ الأمر الواقع حتى ما إذا أعادت واشنطن إحياء عملية السلام، يكونون في موقع قوة يحسن شروط التفاوض.
أنهت إدارة بايدن في إحدى أولى قراراتها، تصنيف الرئيس السابق دونالد ترامب، في أخر أيام ولايته، للحوثيين المرتبطين بإيران كمنظمة إرهابية.
وجاءت تلك الخطوة بعد أن حذّرت منظمات إنسانية من أن هذا التصنيف سيعيق بشدة عمليات الإغاثة في بلد يعتمد 80 بالمئة من سكانه على المساعدات.
ويعتبر متابعون لتطورات الوضع في اليمن، أن إلغاء تصنيف الحوثيين تنظيما إرهابيا، سوء تقدير من إدارة بايدن ورسالة سلبية في توقيتها ومضمونها من شأنها أن تحفز إرهاب المتمردين في اليمن.
وكان يفترض أن تلتفت واشنطن إلى التهديد الذي بات يمثله الحوثيين للملاحة البحرية ولإمدادات النفط العالمية في المضائق المائية خاصة في باب المندب بالبحر الأحمر وهي تهديدات رديفة لتلك التي تمثلها إيران في مضيق هرمز في تكامل أدوار.
لكن في الوقت الذي كانت الآمال فيه معلقة على تحرك حازم يكبح تمادي الحوثيين في تهديد الأمن والإستقرار، تحركت إدارة بايدن عكس المسار وأعطت انطباعا بأن الحوثيين رقم صعب في معادلة الاستقرار وقدمت خيار الدبلوماسية على خيار الضغوط.
وقد تفضي الجهود الدبلوماسية لحلحلة أزمة اليمن وإعادة تنشيط عملية السلام، لكنها منحت في الوقت ذاته الحوثيين فرصة للتصعيد لتحويل سيطرتهم على مناطق واسعة من اليمن إلى أمر واقع يؤجج الصراع ولا ينهيه حتى لو عاد طرفا الأزمة إلى طاولة الحوار.