ترشيح ميقاتي لتشكيل الحكومة لا يطمئن اللبنانيين

لم يبعث اختيار نادي رؤساء الوزراء اللبنانيين السابقين رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة جديدة الأمل في نفوس اللبنانيين المنهكين من الأزمة السياسية الحادة والصحية والضغوط المعيشية.

عمان – أثار اختيار نادي رؤساء الوزراء اللبنانيين السابقين رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة جديدة جدلا بين اللبنانيين الذين ردوا ساخرين: "لك الله يا لبنان.. عليه العوض في البلد".. وتساؤلوا "هل يمكن حقا توقع نتائج مختلفة مع نفس الأشخاص. كيف سيتغيّر الفعل..إن لم يتغيّر الفاعل؟"

وذكر بيان أن نادي رؤساء الوزراء اللبنانيين السابقين أقر الأحد رئيس الوزراء السابق لتشكيل حكومة جديدة قبل الاستشارات النيابية المقررة الاثنين.

لكن لم يبعث هذا القرار الأمل في نفوس اللبنانيين المنهكين من الأزمة السياسية الحادة والصحية والضغوط المعيشية، والذين اعتبروا أن هذه التسمية لن تخرج البلاد من عنق الزجاجة بل ستزيد في خنقها.

وكتب سعد الحريري على حسابه في تويتر "عقد رؤساء الحكومات السابقون، فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي، سعد الحريري وتمام سلام، اجتماعا عند الساعة الخامسة عصر اليوم في بيت الوسط، جرى خلاله مناقشة أخر المستجدات السياسية في البلاد ولا سيما موضوع الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة الجديدة".

وفقا للنظام السياسي في لبنان يشغل مسلم سني منصب رئيس الوزراء. وقبل أيام قليلة أعلن الحريري تخلّيه عن مهمة تشكيل حكومة جديدة بسبب ضغوطات من الرئيس ميشال عون وحليفه حزب الله.

ويفترض أن تجري الحكومة إصلاحات تشترط المؤسسات الدولية إقرارها لتقديم مساعدات تحتاج إليها البلاد بشدة.

 وتتوالى التحذيرات والضغوط الدولية على لبنان لكن من دون أن تحرك شيئا لدى الزعماء السياسيين، الذين أسهم سكوتهم وتمسكهم بمكاسبهم الشخصية والحزبية إلى جر نصف اللبنانيين إلى ما دون خط الفقر.

ويشهد لبنان منذ صيف 2019 انهيارا اقتصاديا متسارعا هو الأسوأ في تاريخ البلاد، فاقمه انفجار مرفأ بيروت المروع في الرابع من أغسطس وإجراءات مواجهة فيروس كورونا، فيما يحول الصراع على الحصص والنفوذ بين القوى السياسية دون تشكيل حكومة منذ أشهر.

ويصر صندوق النقد الدولي على تشكيل حكومة للنظر في فرص مساعدة لبنان الغارق في الديون وسط تحذيرات الداعمين الدوليين، وعلى رأسهم فرنسا بالتخلي عن لبنان.

وحث المانحون الدوليون السياسيين اللبنانيين على معالجة مشاكل الفساد والهدر، باعتبارها السبب الرئيسي للانهيار، الأمر الذي يثير سخرية اللبنانيين الذين يعتبرون في الطبقة السياسة الراهنة برمتها أسّ الفساد.

وفي تعليقهم على قرار ترشيح ميقاتي المدعوم من فرنسا، والذي يبدو أنه سيكون مؤيدا من حزب الله أيضا رغم موقف الحزب منه ومن سياساته عندما ترأس الحكومة في السابق، غرّد ناشطون على توتير بسخرية "للتصدي للفساد، سينتخب لبنان رئيس وزراء سابق متهم بالفساد". وأضافوا " يبدو أن الثورة عادت مرة أخرى، وإعادة ميقاتي أمر شائن! نريد شخصا جديدا، هل من الصعب فهم ذلك؟".