وسطاء يتنقلون بين البرهان وحمدوك لحل الأزمة

سياسيون يشاركون في جهود الوساطة يقولون إن الحل الوسط الرئيسي المطروح للنقاش هو اقتراح بمنح حمدوك سلطات تنفيذية كاملة وتعيين حكومة تكنوقراط.
المبعوث الأممي للسودان يتحدث عن ملامح حل للأزمة
فك حصار ميناء بورتسودان يخفف من أزمة الإمدادات ولا ينهي التوترات
معارضو الانقلاب العسكري يتهمون الجيش بتدبير حصار ميناء بورتسودان

نيويورك/الخرطوم - قال فولكر بيرتيس مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان اليوم الاثنين إن وسطاء يأملون في ظهور "ملامح" سبيل للخروج من الأزمة في السودان خلال الأيام القادمة.

وأطاح الفريق أول عبدالفتاح البرهان بحكومة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك قبل نحو أسبوع وألقى القبض على سياسيين بارزين.

وقال بيرتيس للصحفيين في نيويورك عبر الاتصال بالفيديو من السودان إن حمدوك لا يزال قيد الإقامة الجبرية في مقر إقامته، مضيفا "يجري عدد من الأطراف حاليا مساعي وساطة متعددة في الخرطوم... نحن ندعم اثنتان من تلك المساعي ونقترح مبادرات وأفكارا وننسق مع بعض الوسطاء".

وتابع "يجري طرح حزم أكبر من الإجراءات للتفاوض وهم يأملون في إمكانية ظهور ملامح إحداها... في غضون اليومين القادمين. هناك شعور عام بأنه ينبغي العثور على مخرج".

وذكر بيرتيس أنه لا يستطيع الحديث عن مطالب أو شروط أو مواقف حمدوك والبرهان، بينما يتنقل الوسطاء بين الاثنين.

وقال سياسيون يشاركون في جهود الوساطة إن الحل الوسط الرئيسي المطروح للنقاش هو اقتراح بمنح حمدوك سلطات تنفيذية كاملة وتعيين حكومة تكنوقراط.

وتأتي هذه التطورات بينما أعلنت جماعة قبلية اليوم الاثنين أنها سترفع مؤقتا حصارا مدته ستة أسابيع على ميناء بورتسودان الرئيسي وذلك بعد أسبوع من استيلاء الجيش على السلطة في انقلاب عسكري فجر موجة غضب شعبي وانتقادات دولية حادة.

واتهم معارضو الانقلاب العسكري الجيش بتدبير حصار ميناء بورتسودان للضغط على الزعماء المدنيين وتبرير خطط إنهاء الحكم المدني في نهاية المطاف. ونفى الجيش وجود أي دور له في الحصار.

وقال عبدالله أوبشار مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا الذي فرض الحصار في سبتمبر/أيلول إنه تم رفع الحواجز في الميناء وكذلك على الطريق الرئيسي المؤدي إلى الخرطوم اعتبارا من صباح الاثنين ولمدة شهر.

وكان أعضاء من قبيلة البجا قد أغلقوا الميناء المطل على البحر الأحمر في سبتمبر/أيلول لأن لديهم مجموعة من المطالب منها تغيير الحكومة التي يقودها مدنيون.

وأدى حصار بورتسودان الذي أغلق مرافئ البحر الأحمر والطريق الرئيسي المؤدي للعاصمة، إلى نقص في القمح والوقود وإعادة توجيه الشحنات عبر مصر.

وطالبت الجماعة بتغيير الحكومة المدنية بحكومة تكنوقراط وإعادة التفاوض على أجزاء من اتفاق السلام المبرم في أكتوبر/تشرين الأول 2020 مع جماعات متمردة في أنحاء السودان.

وقال أوبشار إنه تقرر رفع الحصار للسماح بتشكيل الحكومة الجديدة، لكن سيعاد فرضه بعد شهر واحد لحين تنفيذ بقية مطالب البجا.

استمرار الاحتجاجات الرافضة لحكم العسكر
استمرار الاحتجاجات الرافضة لحكم العسكر

ورفع الحصار عن ميناء بورتسودان من شأنه أن يخفف قليلا من أزمة الإمدادات الحادة، لكن الوضع يبدو أكثر تعقيدا وأكبر من أن يهدأ بمجرد رفع الحصار عن الميناء الرئيسي.

وبدا واضحا أن الجيش غير مستعد للتنازل عن الحكم وإن أبدى رغبته في تشكيل حكومة جديدة يتم تكليف رئيس الحكومة المعزول عبدالله حمدوك بتشكيلها، وهي خطوة من قبل العسكر لتهدئة التوترات الداخلية وامتصاص الغضب الدولي.

وفي تطور آخر قال مصدر من عائلة إبراهيم غندور رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم السابق في السودان ووزير الخارجية السابق في عهد الرئيس المعزول عمر البشير، إنه أعيد اعتقاله اليوم الاثنين بعد أقل من يوم من إطلاق سراحه.

ولاقى إطلاق سراح غندور وعدد من حلفاء البشير الآخرين في الأيام الأخيرة، عقب انقلاب عسكري الأسبوع الماضي، انتقادات من معارضي الحكم العسكري.

وكان غندور قد اعتقل سابقا بموجب أوامر من فريق عمل يهدف إلى تفكيك ومنع عودة حكم البشير الذي انتهى في عام 2019.

وكان قد أطلق سراح غندور ليل الأحد مع اثنين من مسؤولي المخابرات السابقين في عهد البشير. وقالت مصادر قضائية إن اثنين آخرين من حلفاء البشير بينهما رجل الأعمال عبدالباسط حمزة أطلق سراحهما يوم السبت. كما أعفي النائب العام السوداني من منصبه ليل الأحد.

وقال مكتب الناطق باسم الحكومة والذي لا يزال في صف السلطات المدنية التي أقيلت الأسبوع الماضي، في بيان إن الإفراج عن قيادات بنظام البشير "تمثل انتكاسة ضد دولة المؤسسات وسيادة القانون".

وقال المكتب في منشور على فيسبوك "تأتي هذه الخطوة لتسفر بوضوح عن الغطاء السياسي للانقلاب و توجهاته الفكرية الحقيقية".