سوريا ليست آمنة بعد لعودة اللاجئين وفق تقييم أميركي

مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة تقول بعد زيارة مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن إن أهم ما استخلصته من الزيارة "هو أن المجتمع الدولي يجب أن يكون يقظا في ضمان عودة أي لاجئ بشكل آمن وطوعي وبما يحفظ كرامته".
واشنطن تعتبر استضافة اللاجئين السوريين في أي دولة ليس بالمهمة السهلة
50 ألف لاجئ سوري فقط غادروا الأردن إلى بلادهم منذ 2018  

مخيم الزعتري (الأردن) - اعتبرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد الجمعة خلال زيارتها مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن أن البيئة الحالية في سوريا "غير مواتية" لعودة اللاجئين.

وقالت غرينفيلد للصحافيين خلال جولة في المخيم (85 كلم شمال-شرق عمان) والذي يأوي نحو 80 ألف لاجئ سوري إنه "لا جدال في أن البيئة الحالية في سوريا ليست مواتية للعودة"، مضيفة أن "هدف اللاجئين النهائي هو العودة إلى ديارهم، أعلم أن هذا هو هدفهم النهائي. ما سمعته اليوم هو أن الناس لا يزالون خائفين من الأوضاع في سوريا وأنهم غير مستعدين للعودة".

وجالت غرينفيلد في المخيم حيث اطلعت على نشاطات مركز "تايغر" المجتمعي الذي ينظم دورات تدريبية في مجال اللغة الانكليزية والعربية والحاسوب.

وشاهدت في المركز لوحات فنية رسمها لاجئون ومشغولات يدوية إضافة إلى مرسم صغير لتعليم الأطفال الرسم، وتحدثت إلى عدة فتيات حول التدريب الذي يتلقينه في المركز قبل أن تتجول في السوق داخل المخيم وتتناول الفلافل.

وقالت إن "أهم ما استخلصته من هذه الزيارة هو أن المجتمع الدولي يجب أن يكون يقظا في ضمان عودة أي لاجئ بشكل آمن وطوعي وبما يحفظ كرامته".

وعبرت عن تقديرها لـ"كرم الأردن الهائل في استضافة هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين بالإضافة إلى لاجئين آخرين من صراعات أخرى في المنطقة".

وأضافت "بعد 10 سنوات من الحرب، نعلم أن استضافة مئات الآلاف من اللاجئين ليس بالمهمة السهلة، لكن علينا أن نتذكر كل يوم أنهم أناس حقيقيون، أمهات وآباء وأطفال وأسر ويحتاجون إلى دعمنا".

ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، بينما تقدر عمّان عدد الذين لجؤوا إلى المملكة منذ اندلاع النزاع في سوريا بنحو 1.3 مليون.

وكانت عمان أعلنت الصيف الماضي أن عدد السوريين الذين غادروا الأردن عائدين إلى بلدهم منذ عام 2018 لم يتجاوز 50 ألفا.

واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش في أكتوبر/تشرين الأول الماضي الجيش السوري ومسلحين تابعين له بارتكاب انتهاكات، بينها الاعتقال التعسفي والتعذيب بحق لاجئين عادوا إلى بلادهم بعد معاناة في بلاد اللجوء التي فروا إليها هربا من المعارك والقصف.

وتسبب النزاع السوري منذ اندلاعه في مارس/آذار 2011 بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، بينهم أكثر من 6.6 ملايين لاجئ، فروا بشكل أساسي إلى الدول المجاورة: لبنان والأردن وتركيا.