هجوم غامض بسكين وساطور قرب الداخلية التونسية
تونس - قالت وسائل إعلام محلية وشهود، إن قوات الأمن التونسية أحبطت اعتداء إرهابيا قرب وزارة الداخلية، بينما أظهرت مقاطع فيديو جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي رجلا يحمل سكينا وساطورا في شارع الحبيب بورقيبة قبل أن يطارده عدد من المارة وتطلق الشرطة النار على ساقه، فيما ترددت روايتان متضاربتان تقول إحداهما إن المهاجم المفترض تونسي مصنف خطير جدا وعائد من سوريا، بينما تفيد الأخرى بأنه مريض نفسي يقيم في منزل عمه بالعاصمة للعلاج، لكن لم يتم تأكيد أي من الروايتين من قبل مصادر أمنية.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية "لا يمكنني الآن إعطاء أي تفاصيل. أنا في ساحة الجريمة الآن"، بينما أظهرت مقاطع فيديو رجال شرطة يطلقون النار بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة.
وقال شهود إن الشرطة كانت تركض وراء المهاجم قبل أن تطلق عليه النار، في حين ذكرت إذاعة موزاييك المحلية الخاصة أن رجلا حاول اقتحام وزارة الداخلية، لكن قوات الشرطة أطلقت الرصاص على رجله وتمت السيطرة عليه ونقله إلى المستشفى.
وتنتشر في شارع الحبيب بورقيبة أين يقع مبنى وزارة الداخلية وكذلك سفارة فرنسا بتونس التي تبعد عن مبنى الداخلية ببضعة مئات من الأمتار وكذلك المسرح البلدي ومراكز تجارية ومقاهي على جانبيه، قوات أمنية بشكل مكثف وبشكل يومي.
وعلى اثر الهجوم الذي لم تتضح دوافعه ولا طبيعته وما إذا كان له صلة بالإرهاب، عززت القوات الأمنية من تواجدها في مداخل العاصمة الرئيسية وسط تعزيزات أمنية إضافية في شارع الحبيب بورقيبة.
وتأتي هذه التطورات بعد نحو أربعة أشهر من تدابير استثنائية اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد في 25 يوليو/تموز جمد بموجبها عمل البرلمان ورفع الحصانة عن جميع نوابه وحل حكومة هشام المشيشي وتعليق العمل بمعظم دستور العام 2014، ما أفضى عمليا إلى عزل منظومة الحكم التي تهيمن عليها حركة النهضة الإسلامية منذ العام 2011 بعيد سقوط نظام الرئيس الراحل الأسبق زين العابدين بن علي.
وبعيد الإجراءات الاستثنائية، أطلق الرئيس التونسي حملة واسعة لمكافحة الفساد وتم اعتقال عدد من النواب ورجال الأعمال ومسؤولين في الدولة بشبهات فساد مالي وإداري.
ولم تخف مصادر تونسية قبل فترة مخاوفها من أن يلجأ الإسلاميون إلى العنف والفوضى على غرار ما حدث في مصر عقب عزل الجيش للرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي الذي توفي لاحقا في السجن.
وسبق كذلك للرئيس قيس سعيد أن حذّر من تسول له نفسه لإثارة الفوضى أو اللجوء للعنف وتهديد أمن تونس، في إشارة لأنصار حركة النهضة وحلفائها. وقال إن قوات الأمن والجيش ستتصدى بكل حزم لأي محاولات من هذا النوع.
وفي السنوات الأخيرة اكتسبت قوات الأمن التونسية قدرة عالية على التعامل مع العمليات الإرهابية وأحبطت عشرات المخططات في تحركات استباقية.
وأفشلت معظم خطط وهجمات الجماعات المتشددة في السنوات الأخيرة وأصبحت أفضل كثيرا في الرد السريع على الاعتداءات التي تحدث. ووقعت آخر الهجمات الكبيرة في 2015 عندما قتل متشددون عشرات الأشخاص في هجومين منفصلين على متحف باردو في العاصمة ومنتجع شاطئي في مدينة سوسة الساحلية.
وفي فجر السابع من مارس/اذار 2016 أحبطت قوات الأمن والجيش هجوما هو الأسوأ للسيطرة على مدينة بن قردان بالجنوب التونسي على الحدود مع ليبيا. وقالت السلطات حينها إن المجموعات المتشددة كانت تخطط لعزل المدينة عن محيطها وعن العاصمة لإقامة إمارة إسلامية.
وقتل في تلك الهجمات أكثر من 50 إرهابيا بعضهم يعتقد أنهم تسللوا من ليبيا المجاورة و13 من قوات الأمن والجيش و7 مدنيين بينهم طفلة.
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان يتخذ من سرت معقلا له في ليبيا وتنتشر بعض عناصره في جبال القصرين التونسية المحاذية للجزائر، الهجوم.