أردوغان يريد تهدئة في القدس لا تضر بالمصالحة مع إسرائيل

الرئيس التركي يحذر في اتصال مع نظيره الإسرائيلي من التهديدات التي تطال الوضع القانوني والمعنوي للمسجد الأقصى، داعيا جميع الأطراف إلى "الحفاظ على روحانية القدس في هذه الأيام المباركة".

اسطنبول - يخشى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يقدم نفسه مدافعا قويا على القضية الفلسطينية والذي يسعى لتحسين العلاقات مع إسرائيل أن تؤثر التوترات الأخيرة في القدس على جهود إعادة تطبيع العلاقات مع تل أبيب بعد أكثر من عقد على قطيعة دبلوماسية بسبب أحداث دموية تتعلق بمحاولة تركية لفك حصار قطاع غزة.

ووجد أردوغان نفسه في حرج بينما يتصاعد التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين على خلفية صدامات على اثر اقتحام مستوطنين متشددين للمسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، ما اقتضى تدخله اليوم الثلاثاء داعيا إلى التهدئة ومطالبا إسرائيل بلهجة دبلوماسية هادئة لمنع تكرار تلك التدخلات العنيفة.

وأعرب الرئيس التركي الذي يقيم أيضا علاقات وثيقة مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي إسحق هرتسوغ عن "بالغ حزنه" إزاء أعمال العنف في الحرم القدسي، محذّرا من "التهديدات التي تطال الوضع القانوني والمعنوي" للمسجد الأقصى.

ويأتي هذا الموقف بعدما أوقعت صدامات بين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية 170 جريحا غالبيتهم من المتظاهرين الفلسطينيين وفيما يخيم توتر شديدة في القدس التي تشهد أعمال عنف بعد نحو عام على توترات مماثلة أشعلت فتيل نزاع مسلّح استمرّ 11 يوما بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة والتي تحظى بدعم من تركيا. والمسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.

وأدّت أعمال العنف التي سجّلت في نهاية الأسبوع إلى تصعيد التوترات وقد شنّت إسرائيل الثلاثاء أولى غاراتها على قطاع غزة منذ أشهر ردا على إطلاق صاروخ من القطاع باتّجاه مناطق إسرائيلية.

وأعلن أردوغان في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر أنّه أبلغ هرتسوغ بـ"بالغ حزنه" من جراء "اقتحام مجموعات إسرائيلية متطرفة المسجد الأقصى خلال صلاة الفجر في اليومين الماضيين"، مشدّدا على أنّ هذا الأمر "أدّى إلى انتشار التوتر باتجاه غزة"، وفق ما أوردت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.

وتابع الرئيس التركي "بينما يجب أن نعيش الأعياد في أجواء احتفالية، فإنّ هذه المشاهد التي نراها كلّ عام بسبب بعض المتطرفين، تجرح قلوبنا وتدفع العالم الإسلامي إلى ردود فعل محقّة"، مؤكدا لنظيره الإسرائيلي على "أهمية عدم السماح بالأعمال الاستفزازية والتهديدات التي تطال الوضع القانوني والمعنوي للمسجد الأقصى، في هذه الفترة الحسّاسة".

وجدّد أردوغان دعوته جميع الأطراف إلى "بذل قصارى جهدهم" للحفاظ على روحانية وقدسية هذا المكان في هذه الأيام المباركة، وفق الوكالة التركية.

ونقلت عنه وكالة الأناضول الحكومية تأكيده أنّ تركيا ستواصل العمل من أجل ضمان السلام والاستقرار بالمنطقة في شتّى الظروف.

وكانت إسرائيل وتركيا أعلنتا فتح حقبة جيدة من العلاقات بينهما بعد مرور عقد ونيّف على قطيعة دبلوماسية وذلك في أعقاب زيارة تاريخية أجراها هرتسوغ إلى أنقرة في مارس/اذار الماضي.

وسبق أن وجّه أردوغان الذي يطرح نفسه مدافعا عن القضية الفلسطينية، انتقادات للسياسات التي تنتهجها إسرائيل تجاه الفلسطينيين، فيما تبقي تركيا على علاقاتها مع حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007.