جنرال أميركي يبحث مخاوف حلفاء واشنطن من التزامها بأمن المنطقة

قائد القيادة المركزية الأميركية يؤكد أن بلاده لا تزال حليفا يمكن الوثوق فيه والاعتماد عليه في مواجهة الأخطار التي تحدق بمنطقة الشرق الاوسط وذلك بعد تدهور علاقة ادارة بايدن بعدد من الحكومات.
واشنطن تقوم بمحاولات لراب الصدع مع حلفائها في منطقة الشرق الاوسط

واشنطن - قال الجنرال الأميركي الجديد، الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، إن الحلفاء يشعرون بالقلق بشأن التزام الولايات المتحدة طويل الأمد إزاء المنطقة، وذلك في ختام زيارة للإمارات اليوم الجمعة.
ويعمل الجنرال الأميركي مايكل "إريك" كوريلا، الذي تولى منصب قائد القيادة المركزية الشهر الماضي، على تقييم جهود الجيش الأميركي على مدى 90 يوما في منطقة كانت ذات يوم في قلب سياسة خارجية تركز الآن بشكل أكبر على الصين وروسيا والحرب في أوكرانيا.
وقبل توجهه للإمارات، زار كوريلا السعودية ومصر.
وأبلغ الصحفيين المرافقين له "اللهجة في اجتماعاتي في مصر والسعودية والإمارات كانت صريحة وواضحة، شركاؤنا قلقون بشأن التزامنا طويل الأمد تجاه المنطقة".
وفي الخليج، أججت واشنطن التوتر مع الرياض وأبو ظبي بالفشل في تهدئة مخاوفهما بشأن إيران المنافس الإقليمي، وبإنهاء الدعم لحربهما في اليمن وبفرض شروط على مبيعات الأسلحة الأميركية.
وبمرور الوقت، خفضت الولايات المتحدة أيضا بشكل كبير حجم القوات في المنطقة، بما في ذلك القوات البحرية.
وتزايد انعدام الثقة في الشرق الأوسط على نطاق أوسع منذ الانتفاضات العربية في 2011 عندما شعر حكام الخليج بالصدمة من الطريقة التي تخلت بها إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما عن الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك بعد تحالف استمر 30 عاما، مما أدى إلى سقوطه، إضافة إلى تجاهل مخاوف حكام الخليج من صعود الإخوان المسلمين.
وجاءت زيارة كوريلا للقاهرة بعد أقل من أربعة أشهر من إعلان إدارة الرئيس جو بايدن حجب 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر بسبب مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان. كان ذلك انتقادا نادرا لحليف استراتيجي يسيطر على قناة السويس.
وأكد كوريلا، الذي التقى بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أن الولايات المتحدة حليف يمكن الاعتماد عليه.
وقال كوريلا "زرت ثلاث دول لدينا معها شراكات استراتيجية. رسالتي للدول الثلاث هي أن الولايات المتحدة شريك يعتمد عليه هنا وهذه العلاقة قوية".
وفي الإمارات، التقى كوريلا مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد. وأفادت تقارير بأن بايدن أثار استياء ولي عهد ابوظبي بعدم الاتصال به سريعا بعد هجوم شنه الحوثيون على الإمارات في يناير كانون الثاني وعدم الرد بقوة أكبر.
وقال كوريلا إن تقييمه سيشمل "الفجوات" التي حدثت في مثل هذه العلاقات.
وفي السعودية، أجرى كوريلا محادثات مع مسؤولين عسكريين من بينهم نائب وزير الدفاع خالد بن سلمان. وقال "المملكة مستعدة للمستقبل وأنا أتطلع إلى استمرار الشراكة العسكرية".
وغضب ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان من رفض بايدن التعامل معه مباشرة بسبب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018. وأشار تقرير للمخابرات الأميركية إلى تورط الأمير الذي نفى أي دور له.
ورفضت كل من ابوظبي والرياض الضغوط الاميركية فيما يتعلق بزيادة انتاج النفط في تجاوز لتفاهمات اوبك+ وذلك في اطار تشديد العقوبات على الغاز والنفط الروسي.