واشنطن تلقي بثقلها في دعم انضمام فنلندا والسويد للناتو
واشنطن/هلسنكي - تلقي الولايات المتحدة بثقلها في دعم انضمام كل من فنلندا والسويد لحف شمال الأطلسي في خضم مساع لتوسيع حلف شمال الأطلس على تخوم روسيا تعززت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط.
وفي إطار الدعم الذي تبديها واشنطن لكل من السويد وفنلندا، يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسن والرئيس الفنلندي ساولي نينيستو في البيت الأبيض كما أعلنت الناطقة باسمه كارين جان-بيار في بيان الثلاثاء.
وقالت الناطقة "سيبحثون ترشيحي فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، والأمن الأوروبي وكذلك الدعم لأوكرانيا" في ظل الهجوم الروسي عليها.
ويأتي إعلان البيت الأبيض فيما صوت البرلمان الفنلندي للتو لصالح الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) بغالبية ساحقة فاقت 95 بالمئة ما يتيح إرسال الترشيح الرسمي إلى الحلف.
وكانت السويد قد أعلنت رسميا الاثنين ترشحها وتحدثت رئيسة الوزراء في هذه المناسبة عن "حقبة جديدة" لهذه الدولة الاسكندينافية.
وعبر تكريس وقت لاستقبال رئيسة الوزراء السويدية والرئيس الفنلندي، قبل مغادرته في جولة دبلوماسية مقررة منذ فترة طويلة إلى آسيا، أراد جو بايدن أن يعبر بقوة عن دعمه لانضمام هذين البلدين إلى الحلف الأطلسي.
وفي هذا الوقت تهدد تركيا العضو في الحلف والتي تملك حق النقض فيه لوقف أي توسيع للتكتل بعرقلة هذه العملية.
وقامت السويد وفنلندا اللتان كانتا تاريخيا مع عدم الانحياز، بانعطافة تاريخية منذ اجتياح روسيا لأوكرانيا ما أدى إلى تغير كبير في الرأي العام في البلدين.
وباستثناء أنقرة، تلقت الدول الأخرى الأعضاء في الحلف نبأ الترشيحين بحماسة. وسبق للولايات المتحدة أنها ستقدم ضمانات أمنية للبلدين طوال فترة عملية الانضمام.
في ختام جلسة برلمانية استمرت يومين، اعتمد البرلمان الفنلندي الثلاثاء مشروع انضمام البلاد إلى الحلف الأطلسي بغالبية ساحقة: 188 صوتا مقابل 8 ومن دون امتناع اي عضو عن التصويت، بحسب نتيجة الاقتراع.
وكان ترشيحا فنلندا والسويد وهما نتيجة مباشرة للاجتياح الروسي لأوكرانيا، اتخذا طابعا رسميا الأحد والاثنين على التوالي. وكان التصويت بغالبية ساحقة في البرلمان الفنلندي منتظرا لكن النتيجة النهائية فاقت التوقعات.
وقال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو للتلفزيون بعد التصويت "إنها نتيجة استثنائية، لم أكن أتوقع مثل هذه النتيجة. التصويت واضح، لا مناقشات بعد الأحد، هذا المساء سنوقع رسالة الترشح لعضوية حلف شمال الأطلسي"، مضيفا أن هذا الأمر سيحصل "بدون شك" الأربعاء.
وبعد هذه الموافقة البرلمانية، تريد هلسنكي إرسال ترشيحها إلى مقر الحلف الأطلسي في بروكسل في وقت متزامن مع السويد.
وستوكهولم مستعدة أيضا حيث وقعت وزيرة الخارجية آن ليند صباح الثلاثاء وثيقة الترشيح خلال حفل.
وجاءت هذه الانعطافة بالنسبة لهلسنكي وستوكهولم، وهما دولتان كانتا متمسكتين بعدم الانحياز العسكري، نتيجة مباشرة للغزو الروسي لأوكرانيا. وحدهم الأعضاء يستفيدون من مظلة الأطلسي وليس الدول المرشحة.
ورسميا على المرشح لعضوية الحلف إرسال ملفه إلى مقر المنظمة في بروكسل لبدء مفاوضات وتتطلب الموافقة على الطلب إجماع الأعضاء الثلاثين الحاليين.
وكان الحلف الأطلسي أكد أن البلدين سيكونان "موضع ترحيب"، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثار شكوكا حول احتمال التوصل إلى إجماع بدون صعوبة، فقد عبر عن رفضه منح عضوية حلف الأطلسي لهذين البلدين، مشددا على أنهما "مأوى لإرهابيي حزب العمال الكردستاني" الذي تصنّفه أنقرة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منظمة إرهابية.