بايدن يدعم عضوية اليابان الدائمة بمجلس الأمن في أوج المواجهة مع الصين

الرئيس الأميركي يعلن عن شراكة اقتصادية تشمل 13 دولة في آسيا والمحيط الهادئ، في مبادرة سبق وان وصفتها الصين بالفاشلة.

طوكيو - قال الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين إنه يؤيد أن تصبح اليابان عضوا دائما في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، معلنا في طوكيو عن إطلاق شراكة اقتصادية جديدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تضم 13 دولة من دون الصين التي تنظر بالريبة الى هذا المشروع.
وتمثل المواجهة مع الصين احد اهم محاور السياسة الخارجية لإدارة بايدن الذي يزور طوكيو حاليا لتأكيد دعمه لحليفته في المواجهة مع بكين.
ونقلت هيئة الاذاعة والتلفزيون اليابانية عن بايدن قوله انه يدعم عضوية اليابان الدائمة في مجلس الأمن الى جانب القوى الخمس الكبرى التي تتمتع بحق النقض (الفيتو).
وقد تزايدت الدعوات في الآونة الأخيرة لإجراء إصلاحات على مجلس الأمن الدولي الذي يضم 15 عضوا منهم خمسة أعضاء دائمين هم الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا.
ويتضمن "الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ" مزيدا من التكامل بين الدول الأعضاء في أربعة مجالات رئيسية هي الاقتصاد الرقمي وسلاسل الامداد والبنية التحتية للطاقة النظيفة ومكافحة الفساد.
 وكان وزير الخارجية الصيني قال الأحد أن الاستراتيجية الدبلوماسية الأميركية في آسيا محكوم عليها بالفشل، بحسب ما نقلت عنه وكالة شينخوا الرسمية للأنباء، في وقتٍ أكد بايدن التزام واشنطن تجاه المنطقة.
واعتبر الوزير وانغ يي أن "ما يسمى باستراتيجية المحيطين الهندي والهادئ" التي تعتمدها الولايات المتحدة "هي في جوهرها استراتيجية لإثارة الانقسام والتحريض على المواجهة وتقويض السلام، وبغض النظر عن كيفية تغليفها أو إخفائها، فإنها ستفشل حتما في النهاية".
وشدد وانغ على أن الولايات المتحدة تعمل على "تشكيل تكتلات صغيرة باسم الحرية والانفتاح"، مشيرا إلى أن هدفها هو "احتواء الصين". وتابع "إن الأمر الخطير خصوصا هو أن الولايات المتحدة تلعب بورقة تايوان وورقة بحر الصين الجنوبي لإحداث فوضى في المنطقة".
وفي طوكيو، أكد بايدن "لصديقه الحميم" رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا الاثنين أن الولايات المتحدة ملتزمة تماما بالدفاع عن اليابان وسط التوتر مع الصين وتداعيات غزو روسيا لأوكرانيا.
قال بايدن في بداية المحادثات مع كيشيدا في قصر أكاساكا بوسط طوكيو كان التحالف الأميركي الياباني منذ وقت طويل حجر الزاوية للسلام والازدهار في منطقة المحيطين الهندي والهادي، ولا تزال الولايات المتحدة ملتزمة تماما بالدفاع عن اليابان".

بايدن مستعد لاستخدام القوة دفاعا عن تايوان

كما أعلن أنه سيكون مستعدا لاستخدام القوة للدفاع عن تايوان، لكن أحد مساعديه قال إن هذه التصريحات لا تمثل تغييرا في السياسة الأميركية حول الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي. وبدت تصريحات بايدن التي أدلى بها في أول زيارة يقوم بها إلى اليابان منذ توليه منصبه وبينما كان رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا يقف بجانبه، مخالفة للسياسة الأميركية القائمة التي يطلق عليها الغموض الاستراتيجي في موقفها من تايوان.

وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها بموجب سياسة "الصين الواحدة". وتقول إنها الأمر الأكثر حساسية وأهمية في علاقاتها بالولايات المتحدة.

ورد الرئيس الأميركي على سؤال من أحد الصحفيين عما إذا كانت الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان إذا ما هاجمتها الصين قائلا "نعم"، مضيفا في مؤتمر صحفي مشترك مع الزعيم الياباني "هذا هو ما نلتزم به. نتفق مع سياسة صين واحدة. وقعنا على ذلك وعلى كل الاتفاقات التي أبرمت بعد هذه النقطة، لكن فكرة الاستيلاء عليها بالقوة غير ملائمة". وقال إنه لا يتوقع حدوث ذلك أو محاولة فعل ذلك.

وبعد تصريحاته، قال مسؤول في البيت الأبيض إنه لا يوجد تغيير في السياسة الأميركية تجاه تايوان، بينما أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أن بكين عبرت عن "استيائها الشديد ومعارضتها للتصريحات"، في حين وجهت وزارة الخارجية التايوانية الشكر لبايدن على دعمه.

وشعر مستشارو الرئيس للأمن القومي بالتوتر وبدأ أنهم يراقبون بايدن عن كثب أثناء رده على السؤال المتعلق بتايوان. ونظر كثيرون منهم إلى الأسفل عندما قدم ما بدا أنه التزام لا لبس فيه بالدفاع عن تايوان.

وأدلى بايدن بتصريح مشابه بشأن الدفاع عن تايوان في أكتوبر/تشرين الأول. وفي ذلك الوقت، قال متحدث باسم البيض الأبيض إنه لم يكن يعلن عن أي تغيير في السياسة الأميركية، فيما رأى محلل أن التصريح كان "زلة لسان".

وعلى الرغم من إصرار البيت الأبيض على أن تصريحات اليوم الاثنين لا تمثل تغييرا في السياسة الأميركية، قال غرانت نيوزهام، العقيد المتقاعد في مشاة البحرية ويعمل الآن كباحث في منتدى اليابان للدراسات الإستراتيجية، إن المعنى واضح.

وأضاف "هذا التصريح يستحق أن يؤخذ على محمل الجد. إنه تصريح واضح بما فيه الكفاية بأن الولايات المتحدة لن تجلس مكتوفة الأيدي إذا هاجمت الصين تايوان."

وفي حين أن واشنطن مطالبة بموجب القانون بتزويد تايوان بوسائل للدفاع عن نفسها، فقد اتبعت منذ فترة طويلة سياسة "الغموض الاستراتيجي" بشأن ما إذا كانت ستتدخل عسكريا لحمايتها في حالة وقوع هجوم صيني.

وأدلى بايدن بتصريحات أخرى صارمة بشأن تزايد نفوذ الصين في المنطقة، قائلا إنه يأمل أن يدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ثمن غزوه لأوكرانيا، وجزء من ذلك يعود إلى رغبته في أن تعرف بكين ما ستواجهه إذا قامت بغزو تايوان.

وقال جيمس براون الأستاذ المساعد في جامعة تمبل اليابانية "إنهم يسعون إلى تشديد سياستهم ولكن دون استفزاز الصين بالضرورة".

ومن المرجح أن تلقي تصريحات بايدن بظلالها على الهدف الأساسي من زيارة بايدن لآسيا، وهو إطلاق إطار عمل اقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادي، وهي خطة واسعة النطاق توفر ركيزة اقتصادية لتعامل الولايات المتحدة مع آسيا.

ومن المقرر أن تشمل زيارته لطوكيو أيضا اجتماعات مع زعيمي الهند وأستراليا، العضوين الآخرين في مجموعة الحوار الأمني الرباعي، وهي مجموعة أمنية غير رسمية تشكلت لمواجهة نفوذ الصين المتزايد في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

أوضح كيشيدا استعداد طوكيو إلى اتخاذ موقف دفاعي أكثر صرامة، وهو أمر رحبت به الولايات المتحدة منذ فترة طويلة.

وقال إنه أبلغ بايدن بأن اليابان ستدرس عدة خيارات لتعزيز قدراتها الدفاعية بما في ذلك القدرة على الرد فيما يشير إلى تحول محتمل في سياسة اليابان الدفاعية.

وقال يوجي كودا الضابط المتقاعد بقوات الدفاع الذاتي البحرية وقائد أسطول سابق، إن دور اليابان في أي صراع بشأن تايوان سيكون تمكين العملية الأميركية ومساعدة الولايات المتحدة في الدفاع عن أصولها، موضحا أن "دور اليابان في ذلك سيكون كبيرا. اليابان عامل تمكين لهذا الردع الأمني."