السكري يصيب الدماغ بالتآكل

دراسة جديدة اعتمد فيها الباحثون لاول مرة مجموعة من البيانات الدماغية تجد ان مقاومة الأنسولين تسرع بشكل كبير من الشيخوخة الادراكية والتدهور المعرفي.

لندن - يؤثر مرض السكري على الجسم بشكل عام، وأظهرت دراسة جديدة أن النوع الثاني من المرض الشائع جدا قد يسرّع بشكل كبير من شيخوخة الدماغ والتدهور المعرفي.

وفي دراسة  أولى من نوعها نشرتها مجلة "إي لايف"، اعتمد الباحثون لاول مرة على مجموعة من بيانات الدماغ، لـ20 ألف شخص في المملكة المتحدة تتراوح أعمارهم بين 50 و80 عاما، لمعرفة التغيرات المعرفية، التي تحدث لدى مرضى النوع الثاني من مرض السكري.

والنوع الثاني من مرض السكري، يقاوم الإنسولين، ما يؤدي إلى خفض قدرة الدهون والعضلات وخلايا الكبد على استخدام الإنسولين بشكل فعال.

ووجد العلماء أن التغيرات في الوظائف التنفيذية للدماغ، مثل الذاكرة والتعلم والتفكير المرن وضبط النفس، كانت شائعة بين كل من شملتهم الدراسة، سواء المصابين بداء السكري أو غير المصابين به.

إلا أن المجموعة المصابة بهذا الداء شهدت انخفاضا ملحوظا بنسبة 13.1 في المئة في "الوظائف التنفيذية"، وانخفاضا ثانيا بنسبة 6.7 في المئة في "سرعة المعالجة".

توصل فريق الباحثين أيضا إلى أن مادة الدماغ الرمادية تتناقص مع تقدم العمر، لكن مرضى السكري عانوا من انخفاض إضافي في هذه المادة بنسبة 6.2 في المئة.

كما اكتشفوا تسارع شيخوخة الدماغ والتدهور المعرفي بنسبة 26 بالمئة لدى هذه الفئة من الأشخاص.

وتشير النتائج إلى وجود علاقة قوية بين التنكس (التآكل) العصبي الطبيعي المرتبط بالعمر والتنكس العصبي المرتبط بالسكري من النوع 2.

وذكر الباحثون، في دراستهم: "كلما زادت مدة الإصابة بمرض السكري، زادت حدة التأثيرات على وظائف الدماغ".

كلما زادت مدة الإصابة بمرض السكري، زادت حدة التأثيرات على وظائف الدماغ

وما تزال الآليات المسؤولة عن تأثيرات مرض السكري على الدماغ غير معروفة، فيما رجح الباحثون أن تكون لها علاقة بـ"ضعف توفر الطاقة في الجسم، مما يؤدي إلى تغيرات كبيرة في بنية الدماغ ووظائفه".

وتشير دراسات وأبحاث سابقة إلى أن داء السكري من النوع الأول والنوع الثاني مرتبطان بضعف الإدراك، وهذا لا يعني أن كل شخص مصاب بداء السكري ستقل القدرة الإدراكية لديه، ولكن إحصائيًا فإن خطر الإصابة بالضعف الإدراكي أعلى لديهم مقارنة بالآخرين.

كما وأظهرت بعض الدراسات التي أجريت في هولندا أن داء السكري من النوع الأول مرتبط بسرعة عقلية أبطأ، وانخفاض المرونة العقلية، ولكن فيما لا يخص التعلم أو الذاكرة، حيث لم يتم العثور على ارتباط واضح بين القدرة المعرفية ومرض السكري من النوع الأول.

أما في حالة المعاناة من مرض السكري من النوع الثاني يكون نقص الذاكرة أكثر شيوعًا، إلى جانب انخفاض السرعة العقلية والوظيفة التنفيذية، وهي القدرة على تنظيم المهام وإدارتها.