حكومة باشاغا تباشر مهامها من سرت تجنبا للاقتتال
سرت (ليبيا) أعلن رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح الثلاثاء، أن الحكومة التي كلفها البرلمان برئاسة فتحي باشاغا، باشرت مهامها رسميا من مدينة سرت الساحلية الواقعة بين طرابلس وبنغازي وتبعد عن العاصمة الليبية حوالي 450 كلم شرقا.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن حاول باشاغا ممارسة مهامه من العاصمة طرابلس في الفترة القليلة الماضية، لكن القوات الموالية له دخلت في مواجهات مسلحة مع القوات الموالية لحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة والتي ترفض تسليم السلطة وتتمسك بأنها حكومة شرعية.
وجاء إعلان مباشرة الحكومة الجديدة لمهامها من سرت في كلمة خلال جلسة برلمانية لمناقشة مشروع قانون الميزانية للعام 2022، المقدم من حكومة باشاغا وممثلين عن إدارة البنك المركزي وهيئة الرقابة والمحاسبة ومؤسسة النفط ومكافحة الفساد ولجنة المالية بالبرلمان، حسب بث مباشر للجلسة نقلته قنوات ليبية.
وقال عقيلة صالح "طرابلس تحت سيطرة المجموعات المسلحة ولا يمكن دخولها إلا بخيارين: إما بالقتال أو بموافقة هذه المجموعات وتكون الحكومة بذلك تحت سيطرة تلك المجموعات"، متابعا "تجنبا لإراقة الدماء تقرر مباشرة الحكومة مهامها رسميا من مدينة سرت ليأتي إليها المواطن من الشرق والغرب والجنوب دون خوف"، مضيفا "خيار الاقتتال مرفوض في وجود حلول سياسية".
واعتبر صالح أن "حكومة الدبيبة منتهية الولاية ترفض تسليم المقار الحكومية بطرابلس للحكومة المكلفة من البرلمان وهو انحراف واضح عن الدستور والقانون".
وفي جلسة الثلاثاء، انتقد صالح "صرف أموال من قبل البنك المركزي دون قانون الميزانية العامة"، داعيا إلى ضرورة "ضمان توزيع إيرادات الدولة بعدالة وشفافية".
وقال "المصرف المركزي يجب أن يدار من قبل مجلس الإدارة وليس المحافظ منفردا"، في إشارة إلى إقراض المحافظ الصديق الكبير أموالا من إيرادات النفط لحكومة الدبيبة التي تعمل دون ميزانية لعدم إقرار موازنة للدولة من مجلس النواب منذ تولي الحكومة للسلطة.
وفي 12 مايو/أيار، أحالت حكومة باشاغا مشروع ميزانية البلاد البالغة 94 مليارا و830 مليون دينار ليبي (نحو 20 مليار دولار) إلى مجلس النواب لإقرارها.
وتتصاعد في ليبيا مخاوف من انزلاق البلاد نحو حرب أهلية بعد انقسام حصل على خلفية تنصيب مجلس النواب لباشاغا رئيسا لحكومة جديدة بدلا من حكومة الوحدة الوطنية.
وتعذر إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية كانت مزمعة في 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي، جراء خلافات بين المؤسسات الرسمية الليبية حول قانون الانتخاب ودور القضاء في العملية الانتخابية، بينما يأمل الليبيون أن يساهم إجراء الانتخابات في إنهاء نزاع مسلح عاني منه لسنوات بلدهم الغني بالنفط.
وأعلن الناطق باسم حكومة الوحدة الوطنية ومدير مكتبها الإعلامي محمد حمودة رفض الحكومة ما اعتبره دعوة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح لدخول طرابلس بالقتال والحرب.
وعبر صفحة الناطق بموقع فيسبوك مساء اليوم الثلاثاء، طمأنت الحكومة المنتهية كل المواطنين الليبيين بأنها لن تسمح لأي طرف باستخدام القوة أو العنف من أجل الفوضى وتنفيذ الأجندات السياسية الخاصة وفرضها بالقوة.
كما حذرت مما اعتبرته "مساع من بعض الأطراف لسحب أموال من إيداعات المواطنين في المصارف التجارية يخشى أن تستخدم لتمويل الحروب".
وساد جدال مساء الثلاثاء بين مناصري حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة، والحكومة المكلفة والمدعومة من مجلس النواب برئاسة باشاغا، حول كلمة لرئيس مجلس النواب في اجتماع سرت أفاد فيها بأن الدخول لطرابلس يأتي إما عبر القتال أو من خلال التواصل مع المليشيات المسلحة فيها، الأمر الذي اعتبره مناصرو الدبيبة دعوة إلى الحرب.
وحاولت حكومة باشاغا في مناسبتين دخول طرابلس إلا أن قوات داعمة للدبيبة حالت دون ذلك، وأدت المحاولة الأخيرة لحدوث اشتباكات في طرابلس سرعان ما انتهت بعد انسحاب الموالين لباشاغا منها باتجاه سرت.
وكان رئيس الحكومة الجديدة قد صرح في أكثر من مناسبة أه يرفض اللجوء للقوة في دخول طرابلس. وقرر بعد محاولته الأخيرة اعتماد مدينة سرت كمقر مؤقت لحكومته التي لم تنل الاعتراف الدولي حتى الآن.