إلا الشاي ولو تفاقمت كل الأزمات في باكستان

موجة من الاستنكار والسخرية بين الباكستانيين إزاء دعوة وزير التخطيط الى تقليل استهلاك الشاي لتوفير العملة الصعبة للبلد الأكثر استيرادا له في العالم.
فاتورة استيراد الشاي تناهز 600 مليون دولار سنويا في باكستان

اسلام اباد - تعرض وزير باكستاني للسخرية بسبب دعوته مواطنيه إلى تقليل استهلاك الشاي من أجل الحد من الواردات وتوفير العملة الأجنبية التي تشتد الحاجة إليها في البلاد.
وباكستان هي أكبر مستورد للشاي في العالم، وتتجاوز قيمة مشترياتها منه سنويًا 600 مليون دولار.
تمر البلاد بأزمة اقتصادية خطيرة من أبرز ملامحها انخفاض احتياطياتها من العملات الأجنبية المستخدمة في سداد وارداتها وديونها المرتفعة للغاية، كما تواجه تضخمًا سريعًا وتدهورا مستمرا في قيمة عملتها الروبية.
وقال وزير التخطيط والتنمية أحسن إقبال الثلاثاء "أطالب الأمة بتقليص استهلاكها من الشاي بفنجان أو اثنين، لأن الشاي الذي نستورده (ندفع ثمنه) بالدين".

الشاي الذي نستورده ندفع ثمنه بالدين

وأثار تصريحه استنكارا على وسائل التواصل الاجتماعي وأكشاك بيع الشاي الأربعاء.
ونقلت وكالة فرانس برس عن جان محمد وهو سائق شاحنة، قوله إنه يشرب ما يصل إلى عشرين فنجانا من الشاي لتجنب النوم أثناء السياقة، "لماذا يجب أن نخفض استهلاكنا للشاي؟ نحن ندفع ثمنه من جيوبنا وليس من أموال الحكومة".
وأقر الخباز محمد إبراهيم وهو يحتسي الشاي في سوق آبارا بالعاصمة إسلام آباد، بشرب أكثر من عشرة فناجين في اليوم، وقال مازحا "إنه إدماني".
غير بعيد عنه، قال الأستاذ الجامعي تنوير إقبال وهو يحتسي الشاي مع أطفاله الأربعة إنه لا يعارض الأخذ بنصيحة الوزير، لكنه تساءل "كيف سنقلل من استهلاك الشاي في حين أنه المشروب الرئيسي الذي يقدم في كل الاجتماعات الرسمية"؟
يشرب الباكستانيون الشاي بأشكال مختلفة: أسود، أخضر، ساخن، بارد، عادي أو متبل، ولكن الأكثر شعبية هو الشاي الحلو المغلي مع الحليب وتضاف إليه توابل.
وأشار محمد إلى أن "الحكومة زادت إنفاقها. إنهم يقودون سيارات كبيرة بينما نحن فقط نستمتع بالشاي. ليس من الصواب أن يحرمونا منه، لا ينبغي أن يفعلوا ذلك".