تفكك الائتلاف الحكومي الهش يجر إسرائيل لخامس انتخابات مبكرة

الكنيست الإسرائيلي يستعد للتصويت الأسبوع المقبل على حل المجلس، فيما يفتح الطريق أمام خامس انتخابات برلمانية في إسرائيل في ثلاث سنوات وذلك بعد ضغوط على مدى أسابيع على الائتلاف الحاكم غير المتناغم الذي يقوده نفتالي بينيت.
تفكك الائتلاف الحاكم يعيد خلط الأوراق في إسرائيل
نتنياهو الملاحق في قضايا فساد يسخر من أسرع جنازة لحكومة إسرائيلية
انهيار أسرع من المتوقع لائتلاف حكومي هش في إسرائيل

القدس - تواجه إسرائيل أزمة سياسية جديدة وضعتها للمرة الخامسة على التوالي على عتبة انتخابات مبكرة بعد أن بدأ التحالف الحكومي الهش المكون من 8 أحزاب يمينية وليبرالية وعربية في التفكك.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لبيد زعيما الائتلاف الحاكم، مساء الاثنين أنهما يعتزمان حل البرلمان والدعوة لانتخابات نيابية مبكرة ستكون الخامسة خلال أقل من أربع سنوات.

وجاء في بيان لزعيمي الائتلاف الحاكم "بعدما استنفدنا كل المحاولات لتحقيق الاستقرار على مستوى الائتلاف قرر رئيس الوزراء نفتالي بينيت ويائير لبيد طرح قانون لحل البرلمان في الكنيست الأسبوع المقبل".

ولاحقا أعلن بينيت أن لبيد سيصبح "قريبا رئيسا لوزراء" إسرائيل خلال الفترة الممتدة بين حل البرلمان وتشكيل الحكومة الجديدة.

وشكر لبيد رئيس الوزراء "الذي وضع المصالح الوطنية فوق مصلحته الخاصة"، مضيفا "إنه قائد شجاع ولا شك لدي من أنه سيحتفظ بموقع في إدارة البلاد في السنوات المقبلة".

وكان مسؤول إسرائيلي قد أعلن في وقت سابق أن  بينيت لابيد اتفقا على حل البرلمان، مما يستدعي إجراء انتخابات جديدة وإن لابيد سيتولى في غضون ذلك رئاسة الوزراء، وذلك في تأكيد لتقارير إعلامية محلية.

وأضاف المسؤول أن تصويتا سيُجرى في البرلمان الأسبوع المقبل وسيتولى لابيد بعده رئاسة الوزراء. ومن المتوقع أن يصدر رئيس الوزراء ووزير خارجيته بيانين لاحقا.

وشكل لابيد وبينيت في يونيو/حزيران 2021 ائتلافا لم يكن مرجحا تشكيله بعد عامين من الجمود السياسي مما أنهى بقاء رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو لفترة قياسية في حكم إسرائيل. وكان الائتلاف الحاكم هشا منذ البداية، مما سرّع انهياره.

وبدأ الائتلاف في التفكك عندما انسحب منه بضعة أعضاء وكانت أغلبيته في الكنيست ضئيلة ودب فيه الانقسام بشأن قضايا مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والدين والدولة. وبسرعة فقد الائتلاف أغلبيته البرلمانية.

وسيصوت أعضاء الكنيست الإسرائيلي على حل المجلس، فيما يفتح الطريق أمام خامس انتخابات برلمانية في إسرائيل في ثلاث سنوات وذلك بعد ضغوط على مدى أسابيع على الائتلاف الحاكم الهش الذي يقوده بينيت.

وسيكون لابيد وهو صحفي سابق ورئيس أكبر أحزاب الائتلاف، رئيس وزراء مؤقتا لحين إجراء الانتخابات.

وقال وزير الدفاع بيني غانتس الذي يرأس حزبا من تيار الوسط ضمن الائتلاف "أعتقد أن الحكومة أدت عملا جيدا للغاية خلال العام الماضي. من العار جر البلاد إلى الانتخابات"، مضيفا "لكننا سنواصل العمل بوصفنا حكومة مؤقتة بقدر الإمكان".

وتأتي الخطوة قبل أسابيع قليلة من زيارة سيقوم بها الرئيس الأميركي جو بايدن وتعول عليها الحكومة للمساعدة في تعزيز العلاقات الأمنية الإقليمية ضد إيران، عدوة إسرائيل.

ومع زيادة الضغط على الحكومة في الأيام الماضية، قال بينيت وهو عضو سابق بالقوات الخاصة ومليونير كان يعمل في قطاع التكنولوجيا ودخل العمل السياسي في عام 2013، إن حكومته عززت النمو الاقتصادي وخفضت معدل البطالة وقضت على العجز للمرة الأولى منذ 14 عاما.

لكنه لم يكن قادرا على الحفاظ على تماسك الائتلاف وقرر التنحي قبل أن يتسنى لحزب ليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو تقديم اقتراح بحل البرلمان.

وسخر نتنياهو الذي تعهد بالعودة رغم محاكمته بتهم فساد من بينيت، مساعده المقرب السابق، قائلا في الأسبوع الماضي إن حكومته تقيم "واحدة من أطول الجنازات في التاريخ".