برامج وطموحات إيران العسكرية تحت مجهر أميركا وإسرائيل

مدير المخابرات الأميركية يقول إن إيران مسلحة بأكبر عدد من الصواريخ البالستية في المنطقة، فيما تؤكد منظمة الحد من التسلح أن برنامج طهران الصاروخي يعتمد بدرجة كبيرة على تصميمات من كوريا الشمالية وروسيا واستفاد من مساعدات صينية.

دبي - من المرجح أن تتسلط الأضواء على طموحات إيران العسكرية خلال اجتماعات الرئيس الأميركي جو بايدن مع زعماء إسرائيل والسعودية في جولته بالشرق الأوسط، إذ يعزز توسع طهران في ترسانة صواريخها من قوتها المسلحة في المنطقة.

وكشفت إيران عن صاروخ جديد محلي الصنع يبلغ مداه 1450 كيلومترا في فبراير/شباط بعد يوم واحد من استئناف المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران من أجل إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وعرض التلفزيون الرسمي لقطات للصاروخ الجديد "خيبر شكن"، وهو صاروخ أرض-أرض، ويشير اسمه إلى واحة يهودية قديمة في منطقة الحجاز بشبه الجزيرة العربية اجتاحها المسلمون في القرن السابع.

وألقت الخطوة الضوء على تصميم الجمهورية الإسلامية على مد نفوذها العسكري في حين تحاول القوى العالمية تقليص برامجها الصاروخية وتجديد القيود على تخصيب اليورانيوم وهي عملية قد تقود إلى إنتاج أسلحة نووية.

وترى إسرائيل في إيران تهديدا لوجودها، لكن طهران تقول إن صواريخها البالستية التي يصل مداها إلى ألفي كيلومتر هي سلاح ردع في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل وأهداف أخرى محتملة بالمنطقة. وتنفي السعي لامتلاك سلاح نووي.

وفي عام 2018 أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي وأعاد فرض عقوبات لإجبار طهران على الدخول في محادثات على اتفاق أكثر شمولا يعالج برامجها الصاروخية والقوات التي تدعمها إيران لتخوض حروبا بالوكالة. ولم ترضخ طهران لهذا الضغط.

ويقول مكتب مدير المخابرات الأميركية إن إيران مسلحة بأكبر عدد من الصواريخ البالستية في المنطقة.

وتقول منظمة الحد من التسلح وهي منظمة غير حكومية مقرها واشنطن، إن برنامج إيران الصاروخي يعتمد بدرجة كبيرة على تصميمات من كوريا الشمالية وروسيا واستفاد من مساعدات صينية.

وتشير المنظمة إلى أن البرنامج الذي يضم نحو ألف صاروخ قصير ومتوسط المدى، من أكبر برامج نشر الصواريخ في الشرق الأوسط. وتقول إن اهتمام إيران ينصب في الوقت الراهن على تعزيز دقة نظم الصواريخ متوسطة المدى.

وأوضحت منظمة الحد من التسلح أن صواريخ إيران القصيرة والمتوسطة المدى تضم صواريخ شهاب-1 ويقدر مداه بنحو 300 كيلومتر وذو الفقار (700 كيلومتر) وشهاب-3 (ما بين 800 وألف كيلومتر) وعماد-1 الجاري تطويره (يصل مداه إلى ألفي كيلومتر) وسجيل الجاري تطويره (بين 1500 و2500 كيلومتر).

صواريخ كروز

ولدى إيران كذلك صواريخ كروز كيه.إتش-55 الذي يطلق من الجو وقادر على حمل رأس نووية ويبلغ مداه ثلاثة آلاف كيلومتر وصاروخ حديث مضاد للسفن مداه 300 كيلومتر وقادر على حمل رأس حربية تزن ألف كيلوغرام.

وقالت السعودية والولايات المتحدة إنهما تعتقدان أن إيران كانت وراء هجوم بطائرات مُسيرة وصواريخ على منشآتها النفطية في 2019، وهو ما نفته طهران.

واستعرضت الجمهورية الإسلامية قوتها في مارس/آذار عندما هاجمت أربيل في شمال العراق بعشرات الصواريخ البالستية، في هجوم غير مسبوق على عاصمة إقليم كردستان شبه المستقل.

وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن الحرس الثوري الإيراني نفذ الهجوم على ما وصفتها بأنها "مراكز إستراتيجية" إسرائيلية في أربيل، في إشارة إلى أن الهجوم رد فعل انتقامي من ضربات جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل عسكريين إيرانيين في سوريا.

وتُظهر حركة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران قدرة متزايدة على إتقان تكنولوجيا الصواريخ. وقالت الجماعة إنها أطلقت عددا من الصواريخ البالستية على أبوظبي عاصمة الإمارات وأطلقت أيضا عدة طائرات مُسيرة على دبي، قلب الأعمال ومركزها في المنطقة.

وتم إحباط إحدى هذه الهجمات على قاعدة تستضيف قوات من الجيش الأميركي في الإمارات باستخدام صواريخ باتريوت الاعتراضية الأميركية الصنع. وتسبب الهجوم في لجوء القوات الأميركية إلى المخابئ. وتتهم الولايات المتحدة إيران بتسليح الحوثيين، وهو ما تنفيه طهران أيضا.

وقال حسن نصرالله زعيم جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران إن الجماعة لديها القدرة داخل لبنان على تحويل آلاف الصواريخ إلى صواريخ دقيقة وإنتاج طائرات مُسيرة.

وفي فبراير/شباط، قال نصرالله إن حزب الله تمكن من تحويل الصواريخ العادية إلى صواريخ دقيقة بالتعاون مع "خبراء من جمهورية إيران الإسلامية".

ونقلت إيران صواريخ محلية دقيقة التوجيه إلى سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد في الحرب على المعارضة المسلحة على مدى الإحدى عشر عاما، حسبما قال مسؤولون في المخابرات الإسرائيلية والغربية.

ونقلت طهران أيضا بعضا من طاقتها الإنتاجية إلى مجمعات تحت الأرض في سوريا، حيث تعلم جيش الأسد وقوات أخرى متحالفة مع إيران طريقة صنع الصواريخ بنفسها، بحسب نفس المصادر.

وشنت إسرائيل ضربات جوية متكررة واستهدفت عمليات يشتبه في أنها لنقل الأسلحة والمواقع التي توجد بها تلك المصانع ومنشآت التخزين. ومن المقرر أن يناقش بايدن قضايا النفط وإسرائيل واليمن وإيران خلال رحلته للسعودية.