أردوغان يدعو دمشق للحوار والمعارضة تتهم قسد بإعلان الحرب
أنقرة – تحمل تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة بشأن احتمال عودة الحوار والدبلوماسية مع سوريا، وهجومه على الولايات المتحدة ووصفها بأنها "مغذية للإرهاب" في المنطقة إشارات جديدة بأنه يتجه نحو التسوية مع الرئيس السوري بشار الأسد بعد فشلت مساعيه لأكثر من عشر سنوات من إسقاطه.
وتأتي تصريحات أردوغان تزامنا مع قصف صاروخي على مدينة بريف حلب الشرقي السوري وارتفاع أعداد القتلى والجرحى تجاوز الـخمسين شخص، وفق مصدر طبي، فيما حمل مصدر بالمعارضة السورية قوات سورية الديمقراطية (قسد) المسؤولية عن القصف.
وقال أردوغان في تصريحات للصحافيين على متن الطائرة خلال عودته من زيارة أوكرانيا التي أجراها الخميس، "يتوجب علينا الإقدام على خطوات متقدمة مع سوريا يمكننا من خلالها إفساد العديد من المخططات في هذه المنطقة من العالم الإسلامي".
وأضاف أردوغان الذي يهدد منذ مايو بشن هجوم جديد في شمال سوريا ضد فصائل كردية إن تركيا "ليس لدينا أطماع في أراضي سوريا، والشعب السوري أشقاؤنا ونولي أهمية لوحدة أراضيهم، ويتعين على النظام إدراك ذلك".
وبين 2016 و2019 شن الجيش التركي ثلاث عمليات كبيرة في شمال سوريا استهدفت فصائل مسلحة وتنظيمات كردية.
وتقول أنقرة إنها تريد إقامة "منطقة أمنية" بطول 30 كيلومترا على حدودها الجنوبية.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء مقتل 17 شخصًا في غارات جوية تركية استهدفت موقعًا للنظام السوري قرب الحدود التركية، بعد اشتباكات ليلية بين قوات أنقرة ومقاتلين أكراد.
واعتبر أردوغان أن بلاده كانت "دائما جزءا من الحل" وأنها أخذت على عاتقها تحمل المسؤولية حيال سوريا، مشيرا إلى أن "هدفنا الحفاظ على السلام الإقليمي وحماية بلادنا من التهديدات الخطيرة الناجمة عن الأزمة".
وأكد الرئيس التركي أن "الولايات المتحدة وقوات التحالف هم المغذون للإرهاب في سوريا في المقام الأول" مشددا "فعلوا ذلك دون هوادة ولا زالوا مستمرين".
وتأتي تصريحات أردوغان بعد أن جدد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، دعوته الثلاثاء إلى "مصالحة" بين الحكومة السورية والمعارضة، بعد دعوة مماثلة أطلقها الأسبوع الماضي، وأثارت تظاهرات مناهضة لتركيا في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في سوريا.
وقال تشاوش أوغلو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللاتفي إدغارز رينكيفيش في أنقرة "يجب أن يتصالح النظام والمعارضة. هذا ما قلته.. نرى أن المصالحة ضرورية لإحلال سلام دائم في سوريا".
وكان الوزير أعلن الخميس قبل الماضي، خلال مؤتمر صحافي في أنقرة، "علينا أن نجعل النظام والمعارضة يتصالحان في سوريا، وإلا لن يكون هناك سلام دائم".
ويرى مراقبون أن هذا الانقلاب في الموقف التركي الذي جاء بُعيد لقاء أردوغان في الخامس من أغسطس بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، بمثابة إعلان عن تخلي أنقرة عن المعارضة وتنصّلها من التزامها تجاه الملايين من اللاجئين الذين فروا إليها بحثا عن الأمن، وأنها تخلت عن الملف ككل من أجل تحقيق مصالحة مع الأسد مقابل ضمانات منه ومن بوتين بشأن محاصرة الأكراد.
وتزامنا مع تصريحات أردوغان، اشتعلت جبهة مدينة الباب، الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة العسكرية السورية لهجوم صاروخي.
وقال المصدر الطبي، الذي يعمل في مشفى الباب الوطني "ارتفع عدد القتلى والجرحى إلى 14 قتيلاً وأكثر من 39 جريحاً، وهناك أطفال بين القتلى والجرحى ".
وأضاف المصدر أن " بين الجرحى حالات حرجة وربما يرتفع عدد القتلى إلى أكثر من 15 وهناك حالات بتر أطراف وتم عبر مكبرات المساجد طلب التبرع بالدم ".
من جانبه أكد مصدر في الدفاع المدني التابع للمعارضة السورية "استهداف سوق لبيع الخضار وسط مدينة الباب والذي يكون عادة مكتظاً بالمتسوقين عند ساعات الصباح الاولى".
واضاف المصدر "سقوط عدد من القذائف الصاروخية على السوق خلف قتلى وجرحى ودمار كبير في المحال التجارية والمنازل والسيارات الموجودة في المكان ، وعملت فرق الدفاع المدني والاسعاف على انتشال جثث القتلى والجرحى وازالة الانقاض واطفاء الحرائق ".
وحمل المصدر قسد مسؤولية القصف على المدينة، مضيفا أن مصدر القذائف الصاروخية على مدينة الباب مواقع لقسد شرق مدينة الباب .
وأكد قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير ان الجيش التركي وفصائل المعارضة "بدأت بقصف مركز على مواقع قوات قسد والقوات الحكومية السورية شرق مدينة الباب ".
وشهدت مدينة الباب العديد من الانفجارات والقصف راح ضحيها عشرات القتلى والجرحى وتعتبر المدينة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة خط تماس مع القوات الحكومية السورية في جنوبها وقوات قسد في شرقها وتعتبر ثاني مدينة في ريف حلب الشرقي بعد مدينة منبج .