الإمارات وإسرائيل تبحثان توسيع علاقات التعاون والشراكة
القدس - أجرى وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الخميس مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد كما التقى في مستهل زيارة لإسرائيل بمناسبة مرور عامين على توقيع اتفاق أبراهم للسلام (الاتفاق الإبراهيمي) بالرئيس إسحاق هرتسوغ وسلمه رسالة من نظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وقال هرتسوغ في بداية الاجتماع "ينظرُ العالم إلى اتفاقيات ابراهام، باحترام ويقول إن هناك شرق أوسط جديد، من نواح كثيرة"، فيما قال الشيخ عبدالله إن "هذه علاقة تاريخية"، مؤكدا المضي قدما في تعزيز العلاقات.
وقال مكتب رئيس الوزراء يائير لبيد إن الأخير استقبل ضيفه الإماراتي بعد ظهر اليوم الخميس في مكتبه بالقدس، حيث بدأ اللقاء بجلسة انفرادية ثم عُقد لقاء موسعا بمشاركة الطرفين".
وأضاف البيان أن "اللقاء شارك فيه مسؤولون إسرائيليون وإماراتيون، من بينهم سفير إسرائيل لدى أبوظبي أمير حايك وسفير الإمارات في تل أبيب محمد آل خاجة"، موضحا أن لابيد والشيخ عبدالله بحثا "مواصلة تعزيز العلاقات بين البلدين والتطوير الاقتصادي والتعاون في مجالات الزراعة والطاقة والمياه والأمن الغذائي".
وتوقع المسؤولان، وفق البيان، أنّ يصل حجم التجارة المتبادل بين تل أبيب وأبوظبي في نهاية العام الجاري، إلى قرابة 2.5 مليار دولار، مشيرا إلى أن الطرفين هنئا بعضهما البعض بمناسبة مرور عامين على إبرام "اتفاقيات إبراهيم" (التطبيع بين البلدين).
وذكر البيان أنّ لابيد أبلغ الشيخ عبدالله بن زايد بدعم إسرائيل لأبوظبي، بعد تعرضها لهجمة مسيّرات في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، تبنتها جماعة الحوثيون اليمنية، أدت إلى مقتل 3 أشخاص.
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن الشيخ عبدالله أكد أن "العلاقات بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل تمضي قدما نحو آفاق أرحب من التعاون المشترك في المجالات كافة".
وألقى وزير الخارجية الإمارات عقب لقائه لابيد قال فيها "إن هناك نموا مستمرا في حجم التبادل التجاري بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل"، معربا عن اعتقاده بأن اتفاقية التجارة الحرة التي تم توقيعها بين البلدين قد تكون أسرع اتفاقية تجارة حرة توقعها تل أبيب.
كما عبر عن تطلعه لاستمرار العلاقات الثنائية بوتيرة مميزة بما يخدم مواطني البلدين، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن نحو نصف مليون إسرائيلي زاروا دولة الإمارات خلال العامين الماضيين وأن هناك نحو 7 إلى 8 رحلات طيران يوميا بين البلدين.
والأربعاء بدأ وزير الخارجية الإماراتي زيارة رسمية لإسرائيل هي الثانية له منذ توقيع اتفاق السلام، تستمر عدة أيام يرافقه وفد رسمي واقتصادي رفيع المستوى.
ويصادف الخميس الذكرى الثانية لتوقيع اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
ومنذ توقيع اتفاق تطبيع العلاقات بين البلدين، بوساطة أميركية عام 2020، أبرمت الإمارات وإسرائيل اتفاقيات تعاون في مجالات عديدة.
ومن المتوقع أن يكون ملف النووي الإيراني والتهديدات الإيرانية ضمن مباحثات الجانبين الإماراتي والإسرائيلي. وتتشارك الإمارات وإسرائيل المخاوف ذاتها التي تمثلها أنشطة إيران النووية والصاروخية.
وفيما تقود إسرائيل حملة دبلوماسية لإثناء الغرب عن إحياء الاتفاق النووي للعام 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، تسعى الإمارات من جهتها لدعم جهود السلم والاستقرار في المنطقة من خلال الحوار والحلول الدبلوماسية.
وفي شأن الاتفاق النووي الإيراني قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس اليوم الخميس، بعد أن أعرب زعماء أوروبيون عن شكوكهم بشأن استعداد طهران لإحيائه (الاتفاق النووي)، إن الاتفاق مع القوى العالمية "في غرفة الطوارئ".
وأضاف غانتس أنه من غير المرجح أن يتم تجديد الاتفاق قريبا وذلك في حال تم تجديده من الأساس، بحسب ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية على موقعها الالكتروني.
وقال الوزير الإسرائيلي في مؤتمر لمكافحة الإرهاب عقد في جامعة رايشمان "يبدو الاتفاق النووي الإيراني وكأنه في غرفة الطوارئ."، مضيفا أن "هناك فترة، ربما بعد إجراء الانتخابات، سنرى فيها كيف ستسير الأمور"، وذلك في إشارة واضحة إلى انتخابات التجديد النصف لأعضاء الكونغرس الأميركي المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.