روسيا: تخريب خطي نوردستريم عمل إرهابي وواشنطن أكبر المستفيدين
موسكو/بروكسل - قال الكرملين اليوم الخميس إن الحوادث في خطي أنابيب رئيسيين للغاز يمتدان تحت بحر البلطيق من روسيا إلى ألمانيا تبدو أعمالا "إرهابية" برعاية حكومية.
ويحقق الاتحاد الأوروبي في تسريبات كبيرة في خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2، التابعين لشركة غازبروم الروسية. وقال إنه يشتبه في حدوث عمل تخريبي.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين في مؤتمر صحفي يومي عبر الهاتف "يبدو هذا وكأنه عمل إرهابي، ربما على مستوى حكومي"، مضيفا "من الصعب جدا تخيل أنه يمكن أن يقع مثل هذا العمل الإرهابي دون تورط دولة بشكل ما... هذا وضع خطير جدا يتطلب تحقيقا عاجلا".
وذكرت محطة 'سي.إن.إن' الإخبارية الأميركية نقلا عن ثلاثة مصادر، أن مسؤولين أمنيين أوروبيين رصدوا سفنا وغواصات تابعة للبحرية الروسية ليس ببعيد عن مواقع التسريب في نورد ستريم.
وردا على طلب للتعليق على تقرير 'سي.إن.إن'، قال بيسكوف إنه كان هناك وجود أكبر بكثير لحلف شمال الأطلسي في المنطقة.
واعتبرت روسيا كذلك أن الولايات المتحدة مستفيدة من تعطل خطي أنابيب الغاز نورد ستريم تحت بحر البلطيق، في تصريحات تصعد حربا كلامية مع الغرب بشأن المسؤولية عن الأضرار التي لحقت بالخطين ولم يتم تفسيرها بعد.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة ستكون قادرة على زيادة مبيعاتها من الغاز الطبيعي المسال إذا تم وقف استخدام خطي أنابيب نورد ستريم بشكل دائم. ولم يكن أي من الخطين قيد الاستخدام وقت التعرض للأضرار.
ولم يتضح بعد من يحتمل أن يكون وراء أي هجوم متعمد على خطي الأنابيب اللذين أنفقت روسيا وشركاء أوروبيون مليارات الدولارات على بنائهما.
ولم يتم تحديد جدول زمني لإصلاح خطي الأنابيب اللذين لحق بهما أربعة تمزقات منفصلة، على افتراض أنه يمكن إصلاحها.
كما دعت زاخاروفا إلى أن يكون تحقيق الاتحاد الأوروبي "موضوعيا". وقالت إنه على واشنطن أن "تشرح موقفها" في إشارة إلى تعليق للرئيس الأميركي جو بايدن في فبراير/شباط قال فيه إنه إذا أرسلت روسيا قوات إلى أوكرانيا "فلن يكون هناك نورد ستريم 2 بعد ذلك".
وندد حلف شمال الأطلسي (الناتو) الخميس بأعمال التخريب "المتعمّدة والمتهوّرة وغير المسؤولة" على خطَي نورد ستريم، مشيرا إلى أنه سيدافع عن نفسه ضد أي هجمات على منشآته الحيوية.
وقال الحلف العسكري في بيان "كل المعلومات المتوافرة تشير إلى أنّ هذا التسرّب هو نتيجة أعمال تخريب متعمّدة ومتهوّرة وغير مسؤولة"، مضيفا "هذا التسرّب يسبب مخاطر على الملاحة وضررا بيئيا كبيرا. ندعم التحقيقات لتحديد مصدر الضرر".
كما أشار البيان إلى أن الحلف "ملتزم بالاستعداد والردع والدفاع عن نفسه ضد استخدام الطاقة وغيرها من التكتيكات الهجينة". وقال "أي هجوم متعمّد ضد المنشآت الحيوية للحلفاء سيُقابل برد موحّد وحازم".
وأفاد خفر السواحل السويدي الخميس عن رصد تسرّب للغاز من موقع رابع في أنبوب نورد ستريم الذي يمتدّ من روسيا إلى أوروبا، بعد الإبلاغ عن انفجارين في وقت سابق هذا الأسبوع.
ويأتي التسرّب الواسع في الوقت الذي تستمر فيه المواجهة بين الغرب وموسكو بشأن الصراع في أوكرانيا. ويتهم الغرب الكرملين باستخدام مخزوناته الضخمة من الطاقة كسلاح للضغط على أوروبا.
وتتسبب التسرّب بفقاعات هائلة تمتدّ على مئات الأمتار على سطح المياه ما يجعل تفقد المواقع مستحيلا، وفق السلطات.
وبعدما وُجّهت إليها أصابع الاتهام إثر التخريب المفترض لخطي أنابيب نورد ستريم، شنّت موسكو هجوما مضادا الأربعاء مطالبة بالتئام مجلس الأمن الدولي، مشيرة إلى تورّط محتمل للولايات المتحدة التي استنكرت من جانبها عملية "تضليل إعلامي" جديدة. وسيجتمع مجلس الأمن الجمعة لمناقشة المسألة.